حكايات وهدايات الحلقة (١٨) - حکايتين هداية جليلة من الإمام الصادق (ع) الی أعلی مراتب العبادة و حکاية قصيرة تهدي الی صفة طالب الحق
التاريخ: 2009/09/28
تحية طيبة، معکم في لقاء أخرمن هذا البرنامج ومع حکايتين الأولی طويلة وفيها هداية جليلة من الإمام الصادق (عليه السلام) الی أعلی مراتب العبادة، تليها حکاية قصيرة تهدي الی صفة طالب الحق.
نقرأ لکم من کتاب عدة الداعي للعلامة الجليل ابن فهد الحلي ما رواه عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: إن موسی صلوات الله عليه انطلق ينظرفي أعمال العباد، فأتی رجلا من أعبد الناس فلما أمسی حرک الرجل شجرة إلی جنبه فإذا فيها رمانتان، فقال الرجل له: عبد الله من أنت؟ إنک عبد صالح، أنا ههنا منذ ما شاء الله ما أجد في هذه الشجرة إلا رمانة واحدة، ولو لا أنک عبد صالح ما وجدت رمانتين.
قال (عليه السلام): أنا رجل أسکن أرض موسی بن عمران، فلما أصبح قال موسی للرجل العابد: تعلم أحداً أعبد منک؟
قال: نعم، فلان الفلاني.
قال: فانطلق إليه فإذا هو أعبد منه کثيراً فلما أمسی أوتي برغيفين وماء فقال: يا عبد الله من أنت إنک عبد صالح أنا ههنا منذ ما شاء الله وما أوتي إلا برغيف واحد، ولو لا أنک عبد صالح ما أوتيت برغيفين، فمن أنت؟
قال: أنا رجل أسکن أرض موسی بن عمران.
ثم قال موسی: هل تعلم أحداً أعبد منک؟
قال: نعم، فلان الحداد في مدينة کذا وکذا.
نقل هذه الحکاية بالإشارة الی أن موسی الکليم (عليه السلام) ذهب الی المدينة وهو يتوقع أن يری رجلاً أکثرعبادةً من صاحبيه لکن الأمر لم يکن کما توقع، قال الإمام الصادق (عليه السلام) في تتمه الحکاية: فأتاه فنظر الی رجل ليس بصاحب عبادة، بل إنما هو ذاکر لله تعالی وإذا دخل وقت الصلاة قام فصلی، فلما أمسی نظر إلی غلته فوجدها قد أضعفت قال: يا عبد الله من أنت إنک عبد صالح أنا ههنا منذ ما شاء الله غلتي قريب بعضها من بعض والليلة قد أضعفت فمن أنت؟
قال: أنا رجل أسکن أرض موسی بن عمران.
قال: فأخذ ثلث غلته فتصدق بها، وثلثا أعطی مولی له، وثلثا اشتری به طعاماً فأکل هو وموسی.
قال: فتبسم موسی (عليه السلام) فقال: من أي شيء تبسمت؟
قال: دلني نبي بني إسرائيل علی فلان فوجدته من أعبد الخلق فدلني علی فلان فوجدته أعبد منه فدلني فلان عليک وزعم أنک أعبد منه، ولست أراک شبه القوم، أجاب هذا العابد علی سؤال موسی الکليم: أنا رجل مملوک أليس تراني ذاکراً لله، أو ليس تراني أصلي الصلاة لوقتها، وإذا أقبلت علی الصلاة أضررت بغلة مولاي، وأضررت بعمل الناس وهنا عرف موسی (عليه السلام) أن رجل عابد لله بکل وجوده ولکن ليس بالصورة المألوفة للعبادة من تفرغ للصلاة بل برعاية أحکام الله تعالی في جميع شؤونه وبصورة عليه، وذکرالإمام الصادق (عليه السلام) نموذج لکرامات هذا الرجل أراها الله لکليمه موسی فقال موسی لربه متسائلاً: يا رب بما بلّغت هذا ما أری؟
فقال جل جلاله: إن عبدي هذا يصبر علی بلائي، ويرضی بقضائي ويشکر نعمائي.
الحکاية الثانية في هذا اللقاء قصيرة نختارها من کتاب منازل الآخرة وفيها هداية لطيفة الی صفة طلاب الهداية، قال آية الله الشيخ التقي عباس القمي في کتابه المذکور:
نقل عن قثم الزاهد قال: رأيت راهباً علی باب بيت المقدس کالوا له فقلت له أوصني فقال: کن کرجل احتوشته السباع فهو خائف مذعوريخاف أن يسهو فتفترسه ويلهو فتنهشه، فليله ليل مخافة إذا أمن فيه المفترون، ونهاره نهار حزن إذا فرح البطالون.
ثم انه ولي وترکني فقلت له: زدني.
فقال: إن الظمآن يقنع بيسير الماء.
المأخذ : arabic.irib.ir