طباعة

حكايات و هدايات الحلقة (١٩) - صفات أهل المودة الصادقة لمحمد وآله الطاهرين لا سيما لسيد الوصيين وأمير المؤمنين (ع).

حكايات و هدايات الحلقة (١٩) - صفات أهل المودة الصادقة لمحمد وآله الطاهرين لا سيما لسيد الوصيين وأمير المؤمنين (ع).

التاريخ: 2009/10/05
تحية مبارکة طيبة نستهل بها لقاءً اخراً من هذا البرنامج وقد أعددنا لکم فيه حکايتين فيهما هدايتان بليغتان لصفات أهل المودة الصادقة لمحمد وآله الطاهرين لا سيما لسيد الوصيين وأمير المؤمنين (عليه السلام).
نبدأ بالحکاية الأولی وقد رواها الثقة الجليل الشيخ منتجب الدين في کتاب الأربعون حديثاً عن عبد الواحد بن زيد أنه قال: کنت حاجا إلی بيت الله الحرام، فبينا أنا في الطواف إذ رأيت جاريتين واقفتين عند الرکن اليماني، إحداهما تقول لاختها: لاوحق المنتجب بالوصية، والحاکم بالسوية، العادل في القضية، العالي البنية الصحيح النية، بعل فاطمة المرضية، ما کان کذا وکذا.
قال عبد الواحد، فقلت: يا جارية من المنعوت بهذه الصفة ألتي تقولين؟
فقالت: ذاک والله علم الاعلام: وباب الاحکام، وقسيم الجنة والنار، وقاتل الکفار والفجار، ورباني الامة ورئيس الائمة، ذاک أمير المؤمنين وإمام المسلمين الهزبر الغالب، أبو الحسن علي بن أبي طالب.
قلت: من أين تعرفين علياً؟
وهنا أجابت هذه المرأة عن سؤال عبد الواحد بن زيد، فنقلت له حکاية جرت لها مع أمير المؤمنين (عليه السلام): أظهر الله جل جلاله علی يديه کرامة شبيهة بکرامات عيسی (عليه السلام) المذکورة في القرآن الکريم وذلک اکراماً للرأفة العلوية باليتامی.
قالت هذه المرأة المؤمنة عبد الله وکيف لا أعرف مَن قتل أبي بين يديه في يوم صفين، ولقد دخل (عليه السلام) علی امي ذات يوم.
فقال لها عبد الله: کيف أصبحت يا ام الايتام؟
فقالت له: أمي بخير يا أمير المؤمنين، ثم أخرجتني واختي هذه إليه، وکان قد أصابني من الجدري ما ذهب به والله بصري، فلما نظر إلی تأوه، ثم طفق يقول عبد الله.
ما إن تأوهت من شيء رُزيت به
کما تأوهت للاطفال في الصغر
قد مات والدهم من کان يکفلهم
في النائبات وفي الاسفار والحضر
ثم أمر بيده المبارکة علی وجهي، فانفتحت عيناي لوقتي وساعتي، فو الله يا ابن أخي إني لانظر إلی الجمل الشارد في الليلة الظلماء، کل ذلک ببرکة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثم أعطانا شيئاً من بيت المال، وطيب قلبنا، ورجع، قال عبد الواحد عبد الله فلما سمعت هذا القول قمت إلی دينار من نفقتي فأعطيتها وقلت عبد الله: خذي يا جارية هذا واستعيني به علی وقتک.
قالت عبد الله: إليک عني يا رجل فقد خلفنا خير سلف علی خير خلف، نحن والله اليوم في عيال أبي محمد الحسن بن علي (عليهما السلام). فولت وطفقت تقول عبد الله.
حب علي في خناق فتی
إلا له شهدت بالنعمة النعم
و لا له قدم زل الزمان به
إلا له أثبتت من بعدها قدم
ما سرني أن أکن من غير شيعته
لو أن لي ما حوته العرب والعجم
ننقل لکم حکاية فيها مصداقٌ واضح لروح الولاء الصادق لأولياء الله عجل الله فرجه والتي تضمنتها الأبيات التي أنشأتها تلک المرأة المؤمنة في الحکاية السابقة في کتاب "الأربعون حديثاً" أيضاً روی الشيخ منتجب الدين بسنده عن علي بن محمد قال: رأيت ابنة أبي الاسود الدؤلي وبين يدي أبيها خبيص فقالت عبد الله يا أبه أطمعني فقال: افتحي فاک ففتحت فوضع فيه مثل اللوزة، ثم قال لها: عليک بالتمر فهو أنفع وأشبع.
فقالت: هذا أنفع وأنجع؟
فقال: هذا الطعام بعث به إلينا معاوية يخدعنا به عن حب علي بن أبي طالب (عليه السلام).
فقالت: قبحه الله، يخدعنا عن السيد المطهر بالشهد المزعفر، تبا لمرسله وآکله، ثم عالجت نفسها وقاءت ما أکلت منه، وأنشأت تقول باکية.
أبالشهد المزعفر يا ابن هند
نبيع إليک إسلاماً وديناً
فلا والله ليس يکون هذا
ومولانا أمير المؤمنينا

المأخذ : arabic.irib.ir