فصل (1)
في إقرار السنّة على أنفسهم أنهم خالفوا الشرع الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (2) عنادا للشيعة
قال (3) الغزالي (4) والمتولّي (5) ـ وكانا إمامين للشافعية ـ : إن تسطيح القبور هو المشروع (6) ، ولكن لما جعلته الرافضة شعارا لهم (7) عدلنا عنه (8) الى التّسنيم (9) .
وذكر (10) الزمخشري صاحب الكشّاف (11) ـ وهو من أئمة الحنفية ـ في تفسير قوله تعالى : ( هو الّذي يصلّي عليكم وملائكته .. ) (12) أنّه يجوز بمقتضى هذه (13) الآية أن يصلّي على آحاد المسلمين ، لكن لمّا اتخذت (14) الرافضة ذلك في أئمتهم منعناه .
قال مصنّف الهداية من الحنفية : إن المشروع التختّم باليمين ، لكن لما اتّخذته الرافضة عادة عدلنا عنه (15) وجعلنا التختم في اليسار (16) .
قال الرجل الكتابي (17) الذي هداه الله لدين (18) الإسلام : لّما وقفت على إقرارهم على أنفسهم أنّ الشيعة عملوا بالمشروع (19) وأنّهم خالفوا الشرع (20) لعمل الشيعة به ، علمت أنّ الحقّ في طرف الشيعة ، وشككت في إيمان السنّة ، لأنّ مخالفتهم للمشروع إن كان مع اعتقاد جوازه فقد كفروا (21) ، وإن كان مع اعتقاد تحريمه فقد فسقوا ، والفاسق لا يقبل قوله في شيء ، فلا يجوز لمن يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر (22) أن يتابع قوما يشهد علماؤهم (23) على أنفسهم بما يوجب الكفر والفسق (24) ، ويشهدون على خلفائهم بمثل ذلك ، كما تقدم في الأخبار الماضية في هذه الرسالة (25) .
____________
(1) في نسخة (ر) : باب .. بدلا من : فصل .
(2) في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : الرسول .. بدلا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
(3) في نسخة ( ألف ) و (ر) : ذكر .. بدلا من : قال .
(4) هو : محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي أبو حامد ( 450 ـ 505 هـ ) له نحو مئتين مصنف .
أنظر عنه : طبقات الشافعية 4|101 ، شذرات الذهب 4|10 ، وفيات الأعيان 1|463 ، الأعلام 7|247 ـ 248 عن عدة مصادر .. وغيرها .
(5) في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : المتوكلي ، وفي نسخة (ر) : المتوكل . اقول : هو أبو سعيد عبد الرحمن بن مأمون النيسابوري ( 426 ـ 478 هـ ) فقيه مناظر ، عالم بالاُصول ، ودرس بالمدرسة النظامية ، له جملة مصنفات ، وغالب فقهه على مذهب الشافعي . انظر عنه : وفيات الأعيان 1|277 ، الأعلام 4|98 وغيرهما .
(6) في المطبوع ونسخة ( ألف ) : المشهور ، بدلا من : المشروع .
(7) لا توجد كلمة : لهم ، من الطبعة الحجرية .
(8) في الطبعة الحجرية : عنهم ، وهو خلاف الظاهر .
(9) الوجيز : 1|78 ، رحمة الأمة المطبوع بهامش الميزان للشعراني : 1|102 .
أقول : التسنيم : يقابل : التسطيح ، ويراد منه الإرتفاع ، وكل شيء علا شيئا فقد تسنمه . انظر : النهاية 2|409 ، والقاموس المحيط 4|132 وغيرهما .
(10) في نسخة (ر) : قال .
(11) الكشاف للزمخشري 3|273 ( 3|545 ـ 546 من طبعة دار الكتاب العربي ) ولم أجده هناك ، ولعله في غير ذلك الموضع ! أو في كتاب آخر له .
(12) سورة الاحزاب (33) : 43 .
(13) لا يوجد : هذه ، في نسخة ( ألف ) .
(14) في نسخة (ر) : اتخذته .
(15) قوله : عدلنا عنه و .. لايوجد في الطبعة الحجرية ، ولا نسخة ( ألف ) ، وجاء في نسخة (ر) .
(16) من قوله : وقال مصنف .. الى هنا لا يوجد في نسخة (ر) .
وذكره في الصراط المستقيم للبياضي : 3|206 ، وشرح المواهب للزرقاني : 5|13 ، ومنهاج السنّة لابن تيميّة : 2|143 ، وتفسير الرازي : 1|212 ، وفتح الباري : 11|142 باب السلام على غير الأنبياء .
(17) لا توجد كلمة : الرجل الكتابي .. في نسخة (ر) .
(18) كذا في نسخة ( ألف ) ، وفي غيرها : الى ، بدلا من : لدين .
(19) لا توجد الباء في الطبعة الحجرية .
(20) في الطبعة الحجرية : المشروع .. بدلا من : الشرع .
(21) من قوله : إن كان .. الى هنا لا يوجد في مطبوع الكتاب .
(22) لا يوجد : ورسوله ، في نسخة (ر) ، كما لا يوجد : واليوم الآخر ، في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) .
(23) لاتوجد : علماؤهم ، في نسخة (ر) .
(24) في نسخة ( ألف ) : والفسوق .
(25) في نسخة (ر) : المقدّمة ، بدلا من : الماضية في هذه الرسالة .
في إقرار السنّة على أنفسهم أنهم خالفوا الشرع الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنادا للشيعة
- الزيارات: 4430