أما الكلام في الأول فنقول: إن طواف القدوم يفعله الآفاقي1 حين يدخل مكة ويختص به، وقد اتفقوا على عدم ثبوته للمكي وأن عليه فقط طواف الإفاضة، وكيف كان فهو أشبه بركعتي صلاة التحية للمسجد، ومن هنا سمي طواف التحية، كما أنه سمي طواف الورود، وهذا الطواف يكون تحية للبيت لا للمسجد، وهو مستحب عند جميع فقهاء المذاهب، لما روي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)طاف حين قدم مكة2، ولذلك قالوا: إن ترك هذا الطواف لا يوجب شيئاً على تاركه، ولكن المالكية خالفوا في ذلك وقالوا: إن على تاركه دماً على ما حكي عنهم.
وكيف كان فقد ذهب جمهورهم والإمامية على أنه لا يجزي عن طواف الزيارة إذا نسيها، ولكن ذهبت طائفة من أصحاب مالك أنه يجزي عنها وكأنهم رأوا أن الواجب هو طواف واحد3.
_________________
(1) المراد من الآفاقي غير المكّي.
(2) كفاية الأخيار 1: 639.
(3) بداية المجتهد 1: 343.
طواف القدوم
- الزيارات: 1954