طباعة

صلاة الطواف

صلاة الطواف هي ركعتان مثل فريضة الصبح يصليهما الحاج خلف مقام إبراهيم قريباً منه بحيث يصدق عليه أنه صلاها عنده إن أمكنه ذلك وإلاّ صلاها في أحد جانبيه، وإلاّ حيث شاء من المسجد الحرام، وكيف كان فقد وقع الخلاف بين فقهاء المسلمين في حكمها في أنها واجبة أو غير واجبة.
ذهب بعض فقهاء المذاهب الإسلامية كالشافعية على قول(1)والحنابلة إلى عدم وجوبها، واستدلوا لذلك بقول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) خمس صلوات في اليوم والليلة، فقال: هل عليّ غيرها؟ قال: لا، إلاّ أن تطوع(2)وقالوا باستحبابها لاستظهارهم من الأخبار ذلك.
وذهب بعض آخرمنهم كالإمامية والأوزاعية والثورية والمالكية(3)والحنفية والشافعية على قول إلى وجوبها واستدلوا لذلك بقوله تعالى: {واتخذوامن مقام إبراهيم مصلى}(4)لدلالة الأمر على الوجوب. وبما روي عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أنه طاف بالبيت سبعاً وصلّى خلف المقام ركعتين وقال: خذوا عني مناسككم(5).
_______________________
(1) الوجيز 1: 118، والفتح الربّاني 12: 74، ونيل الأوطار 1: 134، وكفاية الأخيار 1: 139، والشرح الكبير 3: 414.
(2) كفاية الأخيار 1: 139.
(3) القوانين الفقهية: 89.
(4) سورة البقرة: 125.
(5) بداية المجتهد 1: 341.