طباعة

القرآن الكريم

{ . . ولله على الناس حجُّ البيت من استطاع إليه سبيلا ومَن كفر فإنَّ اللهَ غني عن العالمين}(1) .
فاللام في قوله تعالى { ولله} هي لام الإيجاب والإلزام ، ومع كونها كذلك ، فقد أكد كلّ من الايجاب والإلزام بـ { على} التي هي من أوكد ألفاظ الوجوب عند العرب ، فإذا قال العربي : لفلان عليَّ كذا ، فقد وكده وأوجبه .
إذن ذكر الله تعالى الحج ووجوبه بأبلغ ألفاظ الوجوب . .(2) .
والوجوب المذكور على الفور ولا يجوز معه التأخير . . والذي يدل على أنه على الفور عموم قوله تعالى : { وسارعوا إلى مغفرة من ربّكم} أي ما هو سبب المغفرة ، والحجّ كذلك(3) .
ونظراً لأن الوجوب في هذه الآية مشروط بالاستطاعة أو متعلق على الاستطاعة فهو ليس أمراً مطلقاً حتى يدخل في النزاع الدائر ـ كما ذكرنا ـ حول كونه يدل على الفور بذاته أو لا ، أو أنه يدل فقط على الماهية . . فهو إذن خارج عن محل النزاع وبالتالي يمكن اتصافه بالفورية لأنّه مقيّد .
{وأتموا الحجَّ والعمرةَ} (4)
والأمر للوجوب ، ويدل على طلب الماهية .
_______________
(1) آل عمران : 96 .
(2) الجامع لأحكام القرآن 4 : 142 .
(3) كنز العمال ـ كتاب الحج 1 : 266 .
(4) البقرة : 192 .