هناك روايات كثيرة عن أهل البيت(عليهم السلام) إن لم نقل بتواترها معنىً ، فقد تجاوزت حدّ الاستفاضة ، وقد عقد لها الحرّ العاملي في وسائله أبواباً متعدّدة بلغت ثلاثة عشر باباً ضمّت 128 رواية ، ذكرت في بعضها كلمة التقية صريحة ، فيما ذكر مضمونها في الروايات الأخرى ، نذكر قسماً منها من كتاب وسائل الشيعة وغيره
وقد صرّح في بعض هذه الروايات بأنّه لا دين لمن لا تقيّة له
قال أبوعبداللّه (عليه السلام) : . . . يا معلّى إنّ التقية ديني ودين آبائي ، ولا دين لمن لاتقية له ، يا معلّى إنّ اللّه يحبّ أن يعبد في السرّ ، كما يحبّ أن يعبد في العلانية ، يا معلّى إنّ المذيع لأمرنا كالجاحد به(1) .
وقال(عليه السلام) لأبي عمر : يا أبا عمر ، تسعة أعشار الدين في التقية ، ولا دين لمن لا تقية له(2) .
وعن صحيحة زرارة عن أبي عبداللّه(عليه السلام) : التقية في كلّ شيء يضطر إليه ابن آدم ، فقد أحلّه اللّه له .
وعن الصادق (عليه السلام) أنه قال : لا دين لمن لا تقيّة له ، ولا إيمان لمن لا ورع له(3) .
وعن الامام علي بن موسى الرضا(عليهما السلام) : لا دين لمن لا ورع له ، ولا إيمان لمن لا تقيّة له ، إن أكرمكم عند اللّه أعملكم بالتقية .
فقيل له : يا ابن رسول اللّه إلى متى؟ قال : إلى يوم الوقت المعلوم وهو يوم خروج قائمنا أهل البيت ، فمن ترك التقيّة قبل خروج قائمنا ، فليس منّا(4) .
وعن أبي عبد اللّه(عليه السلام) أنّه قال : إن التقيّة ترس المؤمن ، ولا إيمان لمن لا تقيّة له .
فقلت له : جعلت فداك ، أرأيت قول اللّه تبارك وتعالى : «إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان»؟
قال : وهل التقيّة إلا هذا؟(5) .
وعنه أيضاً أنّه قال : التقيّة ترس اللّه بينه وبين خلقه(6) .
وعنه أيضاً كان أبي (عليه السلام) يقول : وأيّ شيء أقرّ لعيني من التقيّة؟! إن التقيّة جُنّة المؤمن(7) .
وعن عبد الله بن أبي يعفور أنّه قال : سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول : التقيّة ترس المؤمن ، والتقيّة حرز المؤمن ، ولا إيمان لمن لا تقيّة له(8) .
وفي بعضها بأنّ التقيّة من ديني ودين آبائي
وعن معمّر بن خلاّد قال : سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن القيام للولاة ، فقال : قال أبو جعفر(عليه السلام) : التقيّة من ديني ودين آبائي ، ولا إيمان لمن لا تقيّة له(9) .
وروى الطبرسي عن أبي عبداللّه(عليه السلام) أنه قال: التقيّة ديني ودين آبائي ، ولا دين لمن لا تقيّة له ، والتقيّة ترس اللّه في الأرض; لأنّ مؤمن آل فرعون لو أظهر الاسلام لقتل(10) .
وهناك روايات تحمل مضامين أخرى
قال أميرالمؤمنين (عليه السلام) : التقيّة من أفضل أعمال المؤمن ، يصون بها نفسه وإخوانه عن الفاجرين(11) .
وقال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) : مثل مؤمن لا تقيّة له كمثل جسد لا رأس له(12) .
وقال الحسن بن علي(عليه السلام) : إنّ التقيّة يصلح اللّه بها أمّة ، لصاحبها مثل ثواب أعمالهم ، فإن تركها أهلك أمّة ، تاركها شريك مَن أهلَكهم(13) .
وعن الرضا (عليه السلام) قال : لا دين لمن لا ورع له ، ولا إيمان لمن لا تقيّة له ، وإن أكرمكم عند اللّه أعملكم بالتقية(14) .
ودلالة هذه الأخبار على جواز التقيّة; بل على وجوبها في غاية الوضوح . ولا يحتاج إلى البيان والإيضاح .
____________________
(1) المحاسن : 1/255 ح 286 ، والكافي : 2/224 ، ووسائل الشيعة (ط ، آل البيت) : 61/204 .
(2) المحاسن : 1/259 ح 309 ، والكافي : 2/217 .
(3) وسائل الشيعة : 16/210 ، وصفات الشيعة : 3/3 .
(4) كمال الدين : 371 ح 5 .
(5) قرب الإسناد : 35 ح114 .
(6) الكافي 2 : 220 .
(7) الكافي 2 : 220 .
(8) المصدر نفسه 2 : 175 ح23 .
(9) المصدر نفسه 2 : 174 ح 12 ، ووسائل الشيعة (ط ـ آل البيت) 16 : 203 ح21359 .
(10) مجمع البيان : 8/521 .
(11) تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) : 320/163 ، ووسائل الشيعة (ط ـ آل البيت) : 16/222 ح21411 .
(12) تفسير الإمام العسكري(عليه السلام) : 320/162 . ووسائل الشيعة (ط ـ آل البيت) : 16/222 ح21410 .
(13) تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) : 321/164 ، ووسائل الشيعة (ط ـ آل البيت) : 16/222ح 21412 .
(14) كفاية الاثر : 270 ، ووسائل الشيعة (ط ـ آل البيت) : 16/211 ح21381 .
روايات الإمامية
- الزيارات: 1752