لا أظنّ أن العقل يوجب على الآخرين إظهار عقائدهم إذا لم تترتّب على ذلك فوائد لهم ولما يعتقدون به ، فضلاً عمّا إذا ترتّب ضرر سواء أكان ضرراً مادياً أم معنوياً ، علماً بأنّ العقل يوجب درء الضرر وإن كان محتملاً ، فكيف إذا كان الضرر متيقناً؟!
وسيرة العقلاء واضحة في أنّهم يلومون من يعرض نفسه للضرر دون أي فائدة تذكر تعود عليه أو على عقائده أو على من هم من أتباعه ومريديه .
وواضح هنا أنّ دفع الضرر وبالتالي حفظ النفس . . . أهم بكثير من إظهار المبدا وإن كان حقّاً; فتقديم الأهم على المهم حكم عقلي لاريب فيه .
ولا تغيب عن أذهاننا القاعدة الأخرى وهي : (الضرورات تبيح المحظورات) ، وخير مصداق لها هو ما نحن فيه ، وهل هناك ضرورة أعظم من درء الفتن عن الأمّة ، وحفظ كيانها من التمزّق والضياع ، وممّا لا يعود عليها إلاّ بالضرر ونفع الأعداء؟! وأي خطورة أعظم من ذلك كلّه؟!
حكم العقل
- الزيارات: 1807