يتبيّن من الرّوايات الشيعيّة كذلك والمتعلقة بالمساجد والأماكن المقدسة ، وأسوة بالمصادر الخاصّة بأحوال وشؤون المدينة المنوّرة ، عَدم وجود مَسجد باسم مَسجد المُباهلة ، بل ولم يَرد أيضاً على لسان الأئمة (عليهم السلام) مَسجد بهذا الاسم ، وهو أقوى دليل على عَدم وجود مَسجد كذلك ، ولو كان مثل هذا المَسجد موجوداً (بالفعل) لكان أحرى بأئمة الهدى (عليهم السلام) الإشارة إليه وتعريف أصحابهم به ، ولتطرّقت إليه كتب الحديث والمصادر الفقهيّة ، ولجاء ذكره في مجموعة الأدعية والزيارات ، كما هو الحال مع سلسلة العبادات والأدعية الخاصّة بيوم المُباهلة ، وذلك لاكتساب مثل هذا المَسجد ميزتين ثنتين ، سواءٌ من الناحية التأريخية أو المَعنويّة ، على بقيّة مساجد المدينة
أمّا الميزة الأولى فهي أنّ مثل هذا المَسجد يُعتبَر رَمزاً وذكرى لحادثة تاريخيّة جدّ خطيرة ، حيث ثبُتَ صِدق الإسلام والنبيّ الدّاعي إليه إلى يوم القيامة ، وذلك بفضل من الله تعالى وهدايته .
وأمّا الميزة الثانية لمثل ذلك المَسجد ، فتتمثّل في حضور آل البيت (عليهم السلام) في تلك المراسيم ، وذلك امتثالاً لأمر القرآن الكريم الصّريح ، حيث أشارت تلك الحادثة إلى إحدى فضائلهم الكبرى الخالدة ، وأثبتت منزلتهم ومكانتهم بما لا يقبل الشكّ .
مَسجد المُباهلة في المَصادر الشيعيّة
- الزيارات: 1740