وممّا يدل على قداسة هذه البلدة أن النبي(صلى الله عليه وآله) حرّض المسلمين على المجاورة والبقاء والموت فيها ، وضمن(صلى الله عليه وآله) لمن مات فيها أن يكون شهيداً أو شفيعاً له في يوم القيامة .
قال(صلى الله عليه وآله) : من استطاع منكم أن يموت في المدينة فليفعل ، فإنّه من مات بها كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة(1).
قال العباسي : ودلالة هذه الأحاديث على الحث والحض والتحريض على الإقامة بالمدينة ، وطلب الفوز باستيطانها ، وقصد السعادة بمجاورة مساحتها ظاهرة واضحة لائحة ، فإنّها منبع فيض بحار أنوار الملة الإسلامية ، ومشرق طلوع أقمار السعادة الحقيقية ، والدار التي اختصّها الله لهجرة حبيبه(صلى الله عليه وسلم) ، وظهور دينه ، ومحل إعلامه بالحق ، وإذعان الخلق ، وأحبّ البقاع إلى الله سبحانه ، وموطن أحب الخلق إلى الله ، ومهبط الملائكة المقرّبين ، ومنزل الروح الأمين . . .(2).
________________
(1) معجم البلدان 5 : 83 ، الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين : 14 .
(2) عمدة الأخبار : 30 .
فضل المجاورة والموت في المدينة المنورة
- الزيارات: 4645