ورغب النبي(صلى الله عليه وآله) حينما كان في المدينة الصبر على الجهد والبلاء والشدّة في المدينة المنورة ، وكان يبشِّرهم على من صبر منهم أن يكون شفيعهم في يوم القيامة .
روى ابن النجار بسنده عن سالم بن عبدالله قال : سمعت أبي يقول : سمعت عمر بن الخطاب يقول : اشتد الجهد بالمدينة وغلا السعر ، فقال النبي(صلى الله عليه وآله) : اصبروا يا أهل المدينة وأبشروا ، فإنّي قد باركت على صاعكم ومدكم ، كلوا جميعاً ولا تفرقوا ، فأن طعام الرجل يكفي الاثنين ، فمن صبر على لأوائها وشدّتها ، كنت له شفيعاً يوم القيامة ، ومن خرج عنها رغبةً عمّا فيها ، أبدل الله عزّوجل فيها من هو خير منه . .(1) .
وجاء في صحيح مسلم عن سعيد مولى المهري ، أنه جاء إلى أبي سعيد الخدري ليالي الحرة ، فاستشاره في الجلاء من المدينة ، وشكا إليه أسعارها وكثرة عياله ، وأخبره أن لا صبر له على جهد المدينة ولأوائها فقال : ويحك لا آمرك بذلك ، إنّي سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول : لا يصبر وفي رواية لا يبيت أحد على لأوائها وجهدها إلاّ كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة(2).
________________
(1) أخبار مدينة الرسول : 32 ، معجم البلدان 5 : 83 بتفاوت .
(2) صحيح مسلم 3 : 172 ، وفاء الوفاء 1 : 39 ، عمدة الأخبار : 86 .
الصبر على الشدّة والجهد في المدينة
- الزيارات: 2395