• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الحجر الأسود

عن المقنع: ثم انظر الى الحجر الأسود وارفع يديك، واحمد الله واثن عليه، وصل على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله.
وفي الحدائق يستحب الوقوف عند الحجر الأسود وحمد الله تعالى، والصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ورفع اليدين بالدعاء، واستلام الحجر وتقبيله، فإن لم يمكن مسح عليه بيده، وإن لم يمكن اشار اليه والدعاء عنده.
الامام الصادق (عليه السلام): إذا دنوت من الحجر الأسود، فارفع يديك واحمد الله واثن عليه، وصلّ على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) واسأل الله أن يتقبل منك، ثم استلم الحجر وقبّله، فان لم تستطع أن تقبّله فاستلمه بيدك، وإن لم تستطع أن تستلمه بيدك فاشر اليه وقل: اللّهم أمانتي ادّيتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة(1).
علّة الاستلام
عن الحلبي عن الصادق (عليه السلام) قال: سألته لِمَ يستلم الحجر؟ قال (عليه السلام): لأنّ مواثيق الخلايق فيه(2).
وعن ابي الحسن الرضا (عليه السلام): علّة استلام الحجر أنّ الله تبارك وتعالى لمّا اخذ مواثيق بني آدم ألقمها الحجر، فمن ثمّ كلّف الناس بمعاهدة ذلك الميثاق، ومن ثمّ يقال عند الحجر امانتي ادّيتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة(3).
عن الصادقين (عليهما السلام): سئل احدهما عن تقبيل الحجر، فقال: إنّ الحجر كان درّة بيضاء في الجنّة، وكان آدم يراها، فلمّا انزلها الله ـ عزّ وجلّ ـ الى الأرض، نزل آدم (عليه السلام)فبادر فقبّلها، فأجرى الله ـ تبارك وتعالى ـ بذلك السنّة(4).
كان أشدّ بياضاً من اللبن
الامام الصادق (عليه السلام) قال: كان الحجر الأسود أشدّ بياضاً من اللبن فلولا ما مسّه من ارجاس الجاهلية ما مسّه ذوعاهة الاّ برء. وفي خبر آخر اشد بياضاً من القراطيس فاسودّ من خطايا بني آدم(5).
وفي الجامع اللطيف عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنّة (وفي رواية) ولولا ما مسّهما من خطايا بني آدم لأضاءا ما بين المشرق والمغرب، وما مسّهما من ذي عاهة ولا سقم إلاّ شفي(6).
وقيل: إنّ شدة سواده ان الحريق اصابه مرّتين في الجاهلية والاسلام(7).
الخطاء في مسألتين
الأولى: عن الصادقين (عليهما السلام) قالا: حج عمر اوّل سنة حج وهو خليفة، فحج تلك السنة المهاجرون والأنصار، وكان علي (عليه السلام)قد حج تلك السنة بالحسن والحسين وبعبدالله بن جعفر، قال: فلمّا احرم عبد الله لبس ازاراً ورداء ممشقين مصبوغين بطين المشق، ثم اتى ونظر اليه عمر، وهو يلبّي وعليه الازار والرداء، وهو يسير الى جنب علي (عليه السلام)، فقال عمر من خلفهم: ما هذه البدعة في الحرم؟ فالتفت اليه علي (عليه السلام)فقال: يا عمر لا ينبغي لاحد ان يعلّمنا السنّة، فقال عمر: صدقت يا ابا الحسن لا والله ما علمت انّكم هم(8).
قال (عبيد الله الحلبي): فكانت تلك واحدة في سفرتهم تلك.
الثانية: فلمّا دخلوا مكّة طافوا بالبيت فاستلم عمر الحجر، وقال: اما والله إنّي اعلم انّك حجر لا تضرّ ولاتنفف ولولا انّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) استلمك ما استلمتك.
فقال علي (عليه السلام): (مه) يا ابا حفص لا تفعل فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)لا يستلم إلاّ لأِمر قد علمه، ولو قرأت القرآن فعلمت من تأويله ما علم غيرك لعَلِمتَ انّه يضرّ وينفف له عينان وشفتان ولسان ذلق. يشهد لمن وافاه بالموافاة، وقال: فقال له عمر: فاوجدني ذلك من كتاب الله يا ابا الحسن؟ فقال علي (عليه السلام): قوله ـ تبارك وتعالى ـ (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا) فلمّا اقرّوا بالطاعة بانّه الرّب وهم العباد، اخذ عليهم الميثاق بالحجّ الى بيته الحرام، ثم خلق الله رقّاً ارقّ من الماء، وقال للقلم: اكتب موافاة خلقي ببيتي الحرام، فكتب القلم موافاة بني آدم في الرّق، ثم قال للحجر: افتح فاك، قال ففتحه فالقيه الرّق، ثم قال للحجر: احفظ واشهد لعبادي بالموافاة فهبط الحجر مطيعاً لله. يا عمر أوليس اذا استلمت الحجر قلت: امانتي ادّيتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة؟ فقال عمر: اللّهم نعم. فقال له علي (عليه السلام): آمن ذلك(9) وفي الجامع اللطيف ص35 فقال عمر: لاخير في عيش قوم لست فيهم يا ابا الحسن، وفي رواية: لا احياني الله لمعضلة لا يكون فيها ابن ابي طالب.
اعتراض الثوري على الصادق (عليه السلام)
دخل سفيان الثوري على أبي عبدالله، فقال: اصلحك الله بلغني أنّك لم تستلم الحجر في طواف الفريضة. وقد استلمه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)قال (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)يفرج له وانا لايفرج لي(10).
وفي الوسائل قال لابي عبد الله رجل من موالي بني أميّة وهو في الطواف: ما تقول في استلام الحجر؟ فقال (عليه السلام): استلمه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: ما اراك استلمته؟ قال: اكره أن أؤذي ضعيفاً أو أتأذى، قال الرجل: قد زعمت أنّ رسول الله استلمه.
قال: نعم، ولكن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا رأوه عرفوا له حقه وأنا فلا يعرفون لي حقي(11).
صاحب الفريضة أحق
الامام الصادق (عليه السلام) قال: أوّل ما يظهر القائم من العدل ان ينادي مناديه ان يسلّم صاحب النافلة لصاحب الفريضة الحجر الأسود والطواف(12).
وفي المحجة ج2 ص96: أما استلام الحجر فاعتقد عنده انّك مبايع لله ـ تعالى ـ على طاعته. فصمّم عزيمتك على الوفاء ببيعتك. فمن غدر في المبايعة استحق المقت، وقد روى ابن عباس عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) انّه قال: الحجر الأسود يمين الله في الأرض يصافح بها خلقه كما يصافح الرجل أخاه.
استلام الحجر
عبد الأعلى قال: رأيت ام فروة تطوف بالكعبة عليها كساء متنكّرة، فاستلمت الحجر بيدها اليسرى، فقال لها رجل ممن يطوف: يا أمة الله اخطأت السنّة، فقالت: إنا لأغنياء عن علمك(13).
وفي المناقب: حجّ هشام بن عبد الملك فلم يقدر على الاستلام، فنصب له منبر وجلس عليه، واطاف به اهل الشام، فبينما هو كذلك إذ اقبل علي بن الحسين(عليهما السلام)وعليه ازار ورداء، من احسن الناس وجهاً واطيبهم رائحة، بين عينيه سجّادة كأنّها ركبة عنز، فجعل يطوف، فإذا بلغ موضع الحجر تنحّى الناس حتى يستلمه هيبة له(14).
صاحب الأمر (عليه السلام) عند الحجر
عبد الله بن صالح قال: رأيته ـ يعني صاحب الأمر (عليه السلام) ـ عند الحجر الأسود ، والناس يتجاذبون عليه، وهو يقول: ما بهذا أمروا(15).
الجامع اللطيف ص33: الحجر الأسود يمين الله في الأرض يشهد لمن استلمه بحق، وأنّه من الجنّة، وروي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من أحد يدعو عند هذا الركن الأسود إلاّ استجاب الله له.
الحجر من الآيات البيّنات
من آياته أنّه أزيل عن مكانه غير مرّة، ثم اعاده الله اليه، ووقع ذلك من جرهم واباد والعمالقة وخزاعة والقرامطة، وآخر من ازاله منهم أبو طاهر القرمطي في الموسم سنة سبع عشر وثلاثمائة.
حصل منه في يوم التروية أذًى، وذلك أنّه نهب الحاج وسفك الدماء حتى سال بها الوادي، ثم رمى ببعض القتلى في بئر زمزم، حتى امتلأت، واصعد رجلا على أعلى البيت; ليقلع الميزاب فتردّى على رأسه ومات. ثم انصرف ومعه الحجر الاسود، فعلّقه على الاسطوانة السابعة من جامع الكوفة لاعتقاده الفاسد، وزعم أنّ الحج ينتقل اليها، فاستمر عنده الى أن اشتراه منه المطيع لله ابو القاسم وقيل ابو العباس بثلاثين الف دينار، ثم اعيد الى مكانه سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، وكانت مدّة مكثه عندهم اثنين وعشرين سنة إلاّ شهراً.
ولما ذهب به هلك تحته أربعون جملا ولمّا اعيد الى مكّة حمل على قعود اعجف فسمن تحته(16).
وفي المنهاج ص627: الحجر الأسود هو عَلَم للناس يبتدئون منه الطواف، وهو واسطة بين الله وبين عباده في النيل والوصول والتحبّب والرّضا كاليمين حين مصافحة السيّد مع عبده، وهو موضع مواثيق العباد، وليس إلاّ رمزاً لعظمة الرب تعالى شأنه، ولمسه وتقبيله بمنزلة تقبيل يده ـ جلّ جلاله ـ وقد علا واعتلا وتقدس ـ تعالى ـ عن الجوارح كلّها، وكأنّها قد تنزّلت وتنزّلت الى حيث يصل اليها كلّ ذي حاجة، فيمسها ويصافحها بلا احتشام وسماجة سواء كان ملكاً أو سوقة أو غنياً أو فقيراً أسود أو أبيض، فأعطى كل أحد حقّه من التعرّف الى باب ربّه، والتزلّف لديه من اي جنس كان، وفي أي طبقة تكون، فانّ رحمته تعالى تشمل كل شريف ووضيع واسود واحمر.
وإنما اختار الله تعالى هذا الحجر الأسود العادي الساذج في الغاية، والفاقد للقيمة رمزاً; لاظهار العبودية لئلاّ يتوهم الناس أن له موضوعية، وفيه بخصوصه سرّ مكنون، فيؤدي ذلك الى تأليهه وعبادته، فجعله وشرّفه خلواً من النحت والتنقير والصنعة بعيداً عن جميع ذلك، فرقاً بينه وبين الاصنام، بل جعله اسود، وحجمه متوسطاً عارياً لئلاّ تلتفت اليه الأنظار باعتبار لونه او صغره أو كبره.
فلو جعل ـ جلّ شأنه ـ مكان هذا الحجر العادي الملموس ذهباً أو فضّة او حجراً ذا قيمة نفيساً، تسابق الأشراف وذوو الثروة والمترفهون الى اقتناء ذلك الجوهر الكريم أو الحجر ذي القيمة، وجعلوه وسيلةً الى الأثرة والامتياز، وهذا ينافي ما ندب اليه الحج الإسلامي من إلقاء الامتيازات والخصائص، والسوق الى الوحدة والعبودية، والحجر الاسود محترم لا لذاته بل لكونه شعاراً لربوبيته ورمزاً لسلطانه يعرض عليه المسلمون فيستلمونه ويقبّلونه بكل ادب واحتشام الخ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الوافي / ج13 ص815.
(2) البحار / ج99 ص219.
(3) المصدر نفسه.
(4) المصدر نفسه /ص225.
(5) البحار / ج99 ص221.
(6) ص33
(7) المصدر / ص37.
(8) البحار/ ج99، ص227.
(9) المصدر نفسه / ص227.
(10) ملخص الخبر المستدرك / ج2 ص149.
(11) الوسائل / ج9 ص411.
(12) الوسائل / ج9 ص412.
(13) مرآة العقول/ج18 ص58.
(14) الجامع ج11 ص302.
(15) الوسائل / ج5 ص411.
(16) الجامع اللطيف / ص37.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page