ومّما تشاهد في المسجد الحرام (حجر اسماعيل (عليه السلام)) يقع الكلام فيه من جهتين: الاولى هي أنّه من البيت أولا.
الثانية: في فضل هذه البقعة الشريفة.
أما الجهة الأولى: ففي تاريخ الازرقي عن عائشة أنها قالت: كنت أحبّ أن أدخل البيت فأصلي فيه، فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)بيدي فأدخلني الحجر فقال: صلّي في الحجر اذا اردت دخول البيت، فانّما هو قطعة من البيت، ولكن قومك استقصروا حين بنوا الكعبة فأخرجوه من البيت(1).
وفي الجواهر ج19 ص285: ومن الواجبات في الطواف أن يدخل الحجر في الطواف بلا خلاف اجده، ولا فرق في الحكم المزبور بين القول بخروجه من البيت ودخوله فيه الذي قد تشعر به النصوص المزبورة.
بل في الدروس المشهور كونه منه ـ بل في التذكرة والمنتهى أن جميعه منه.
أما الجهة الثانية:
فقد تقدم في خبر ابي الحسن الرضا (عليه السلام): أن افضل مواضع المسجد بعد الحطيم والمقام حجر اسماعيل (عليه السلام)، فراجع.
وعن الطاووس قال: رأيت في الحجر زين العابدين (عليه السلام)يصلّي ويدعو: «عبيدك ببابك، اسيرك بفنائك، مسكينك بفنائك، سائلك ببابك، يشكو اليك ما لايخفى عليك» وفي خبر: لا تردّني عن بابك(2).
النبيّ في حجر اسماعيل (عليه السلام)
قال ابن عباس: سمعت ابي يقول: كان عبد المطلب اطول الناس قامة واحسن الناس وجهاً، مارآه شيء قط إلاّ احبّه، وكان له مفرش في الحجر لا يجلس عليه غيره، ولا يجلس معه عليه احد، وكان الندي من قريش حرب بن أميّة فمن دونه يجلسون حوله دون المفرش، فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وهو غلام يدرج ليجلس على المفرش فجذبوه فبكى، فقال عبد المطلب: ـ وذلك بعد ما حجب بصره ـ ما لابني يبكي؟ قالوا له: انه اراد ان يجلس على المفرش فمنعوه. فقال عبد المطلب: دعوا ابني فإنّه يحسّ بشرف، ارجوا ان يبلغ من الشرف ما لم يبلغ عربي قط···ط··Œ وتوفّي عبد المطّلب والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ابن ثمان سنين، وكان خلف جنازته يبكي حتى دفن بالحجون(3).
الامام الجواد (عليه السلام) في الحجر
اميّة بن علي، قال: كنت مع أبي الحسن (عليه السلام) بمكّة ـ في السنة التي حجّ فيها، ثم سار الى خراسان ـ ومعه ابو جعفر (عليه السلام) وابو الحسن يودّع البيت، فلمّا قضى طوافه عَدَلَ الى المقام فصلى عنده فصار ابو جعفر (عليه السلام)على عنق موفق يطوف به، فصار أبو جعفر الى الحجر فجلس فيه فأطال، فقال له موفق: قم جعلت فداك. فقال: ما أريد أن أبرح من مكاني هذا، الاّ أن يشاء الله، واستبان في وجهه الغمّ فاتى موفق أبا الحسن (عليه السلام)،فقال: جعلت فداك قد جلس ابو جعفر في الحجر وهو يأبى أن يقوم،فقام ابو الحسن (عليه السلام)فاتى أبا جعفر (عليه السلام)، فقال له: قم يا حبيبي. فقال: ما أريد أن أبرح من مكاني هذا. قال: بلى يا حبيبي. ثم قال: كيف اقوم وقد ودعت البيت وداعاً لا ترجع اليه، فقال: قم يا حبيبي فقام معه(4).
الدعاء في الحجر
اللّهم انت ربّي لا إله الاّ انت خلقتني، وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت، اعوذ بك من شر ما صنعت، ابوء لك بنعمتك عليّ، وابوء بذنبي فاغفر لي فإنّه لايغفر الذنوب إلاّ انت، اللّهم إنّي أسألك من خير ما سألك به عبادك الصالحون، اللّهم بجاه نبيّك المصطفى ورسولك المرتضى طهّر قلوبنا من كل وصف يباعدنا عن مشاهدتك ومحبّتك، وامتنا على السنّة والجماعة، والشوق الى لقائك، ياذا الجلال والاكرام، اللّهم نوّر بالعلم قلبي واستعمل بطاعتك بدني وخلّص من الفتن سرّي، واشغل بالاعتبار فكري، وقني شر وساس الشيطان واجرني منه يا رحمن حتى لا يكون له عليّ سبيل ربّنا انّنا آمنّا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار(5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ص321.
(2) البحار/ ج99 ص197.
(3) تاريخ الأزرقي / ص314.
(4) البحار / ج49 ص120.
(5) اسرار الحج للنراقي / ص111.
حجر اسماعيل (عليه السلام)
- الزيارات: 5787