اقول: بئر زمزم ينسب الى سيدنا إسماعيل وأمّه هاجر ـ سلام الله عليهما ـ يأتي بعض الكلام في شرحه إن شاء الله.
زمزم
الجامع اللطيف ص254 قال ابن ظهيرة: اعلم انّ بئر زمزم تنسب الى سيدنا اسماعيل صلوات الله عليه.
وسببه ان سيدنا ابراهيم (عليه السلام) لمّا هاجر باسماعيل وأمّه من الشام الى مكّة شرّفها الله تعالى (وسبب هجرته باسماعيل وهاجر من الشام الى مكّة غضب سارة على هاجر فحلفت ان لا تساكنها في بلد واحد، وامرت ابراهيم ان يعزلها عنها، فأوحى الله تعالى الى ابراهيم أن يأتي بهاجر وابنها الى مكّة فذهب بها حتى قدم مكة، وكانت ترضعه، وضعهما تحت دوحة وهي شجرة كبيرة) وليس معهما الاّ شنة فيها قليل ماء، ولم يكن بمكّة يومئذ احد ولابها ماء، ووضع عندهما جراباً فيه تمر، ثم ذهب راجعاً الى الشام، فتتبعته ام اسماعيل، فقالت له: يا ابراهيم الى اين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس به انيس؟ وجعلت تردّد ذلك مراراً وابراهيم لايلتفت اليها، وفي رواية قال: الى الله عزّ وجلّ. قالت: قد رضيت بالله إذاً لا يضيعنا. ثم رجعت عنه فانطلق ابراهيم (عليه السلام)حتى اذا غاب عن البصر، ووقف واستقبل البيت ورفع يديه ودعا بالآيات (ربّنا انّي اسكنت من ذرّيتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم)(1).
ثم مضى سائراً وجعلت ام اسماعيل ترضعه وتشرب من ذلك الماء الى أن نفد فعطشت وعطش ابنها، وجدت الصفا اقرب جبل يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي وتنظر هل ترى بالوادي احداً فلم تر، ثم نظرت الى المروة ثم قامت عليها ونظرت هل ترى أحداً؟ فلم تر أحداً، ففعلت ذلك سبع مرّات، فكان سبب السعي بين الصفا والمروة، فلمّا اشرفت على المروة آخراً، ولم يكن في الوادي غيرها، سمعت صوتاً فإذا هي بالملك، يعني جبرئيل (عليه السلام) عند موضع زمزم فبحث بعقبه او بجناحه حتى ظهر الماء، فصارت تحوطه بالتراب من خوفها أن لا يسيل، وتغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ان تغرف.
قال ابن عباس (رضي الله عنه): قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يرحم الله أم اسماعيل لو تركت زمزم ولم تغرف من الماء لكانت عيناً معيناً فقال لها جبرئيل: لا تخافي الضيعة فإنّ هيهنا بيت الله يبنيه هذا الغلام وأبوه ابراهيم، وانّ الله لا يضيع أهله ـ كذا في صحيح البخاري ـ اخذنا مورد الحاجة وهو قريب بما ذكر في كتب الإمامية رضوان الله تعالى عليهم.
الحج في القرآن ص447: كان الماء سائلا فزمّته بما جعلته حوله فلذلك سميت بزمزم.
فضل ماء زمزم
الامام الصادق (عليه السلام) قال: انّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يستهدي ماء زمزم وهو بالمدينة(2).
عنه (عليه السلام) عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): ماء زمزم دواء لما شرب له. وفي خبر آخر شفاء لما شرب له. وعن فقه الرضا(عليه السلام): ماء زمزم شفاء من كل داء وسقم، وأمان من كل خوف وحزن(3).
وعن الهداية: وان قدرت أن تشرب من ماء زمزم من قبل ان تخرج الى الصفا فافعل، وتقول حين تشرب: اللّهم اجعله علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً وشفاء من كل داء وسقم(4).
وعن ابن عباس: صلّوا في مصلّى الاخيار، واشربوا من شراب الأبرار، فقيل له: ما مصلّى الأخيار وما شراب الأبرار؟ فقال: تحت الميزاب وماء زمزم(5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ابراهيم / 37.
(2) البحار / ج99 ص244.
(3) المصدر نفسه.
(4) المصدر نفسه.
(5) الجامع اللطيف / ص139.
بئر زمزم
- الزيارات: 2612