وهو الواجب الثالث من أفعال العمرة:
قال الله تعالى في كتابه: (واتخذوا من مقام ابراهيم مصلّى)(1).
أقول: كفى في فضل المقام انّه يشترط في ركعتي الفريضة كونهما خلف المقام. ففي تفسير نور الثقلين ج1 ص103 عن الصادق (عليه السلام): ليس لاحد ان يصلي ركعتي طواف الفريضة الاّ خلف المقام; لقول الله عزّ وجلّ: (واتّخذوا من مقام ابراهيم مصلّى) فان صلّيتهما في غيره فعليك اعادة الصلاة.
وفيه عن ابى جعفر الباقر (عليه السلام): نزلت ثلاثة احجار من الجنّة: مقام ابراهيم، وحجر بني اسرائيل والحجر الأسود.
وفي الحدائق: المشهور بين الاصحاب انّ محلّ ركعتي طواف الفريضة خلف المقام، ولايجوز في غيره، ويدلّ على المشهور صحيح صفوان عن الصادق (عليه السلام). اقول: والصحيح هو الذي ذكرنا آنفاً.
زرارة عن احدهما (عليهما السلام) قال: لاينبغي ان تصلّي ركعتي طواف الفريضة الاّ عند مقام ابراهيم (عليه السلام)، فامّا التطوّع فحيث شئت من المسجد(2).
الدعاء بعد ركعتي الفريضة
عن الفقيه: ثم صلّ ركعتي الطواف فإذا فرغت من الركعتين فقل: الحمد لله بمحامده كلّها على نعمائه كلّها، حتى ينتهي الحمد الى ما يحبّ ربّي ويرضى، اللّهم صل على محمد وآل محمد، وتقبّل مني وطهّر قلبي وزكّ عملي(3).
دعاء آخر
ابن عمّار عن الصادق (عليه السلام) قال: تدعو بهذا الدعاء دبر ركعتي طواف الفريضة، تقول بعد التشهد: اللّهم ارحمني بطواعيتي اياك وطواعيتي رسولك (صلى الله عليه وآله وسلم) اللّهم جنّبني ان اتعدّى حدودك، واجعلني ممّن يحبّك ويحب رسولك وملائكتك وعبادك الصالحين(4).
دعاء الصادق (عليه السلام) في السجدة
بكر بن محمد خرجت اطوف، وانا الى جنب ابي عبد الله الصادق (عليه السلام) حتى فرغ من طوافه، ثم قام فصلّى ركعتين، فسمعته يقول ساجداً: سجد وجهي لك تعبداً ورقاً لاإله إلا أنت حقّاً حقّاً، الاولّ قبل كل شيء، والآخر بعد كل شيء، وها اناذا بين يديك ناصيتي بيدك، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنب العظيم غيرك، فاغفر لي فإنّي مقر بذنوبي على نفسي، ولا يدفع الذنب العظيم غيرك. ثم رفع رأسه، ووجهه من البكاء كأنّما غمس في الماء(5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البقرة 125.
(2) الوافي / الحج ص136.
(3) المستدرك / ص155.
(4) الوافي / الحج ص136.
(5) الوسائل / ج9 ص490.
في صلاة الطواف
- الزيارات: 2325