منهاج الاحرام ص614: ان الناس في الجاهلية كانوا يحجّون الى الكعبة من جميع أنحاء بلاد العرب وغيرها، وكانوا يعتقدون انّها بيت الله، ويعتقدون انّ هذا الحجر منزل من السماء، وكان العرب يطوفون حول الكعبة حفاة عراة رجالا ونساء يصفرون ويصفقون، وكانوا يخلعون ثيابهم للتعري من الذنوب والاثام، وكانوا يطوفون بها كلما سافروا أو عادوا من السفر، وكانوا يحلفون بها ويتحالفون عندها، ويلجأون الى حماها، ويستشفعون بها، ومازال الحج عند العرب في الجاهلية على ملّة ابراهيم واسماعيل (عليهما السلام)ومشاعره كلّها محترمة عندهم حتى اذا عظمت قريش بعد وقعة الفيل، وقال الناس فيهم: انّهم اهل الله يدفع عنهم، شمخوا بأنوفهم على العرب، وقالوا: نحن ولاة البيت، وليس لأحد من العرب مثل منزلتنا، فتركوا الوقوف بعرفة والافاضة منها; لأنّها في خارج الحرم مع علمهم أنّها من المشاعر الحرام، وانّها مكان الحج من زمن ابراهيم (عليه السلام)وقالوا: لا ينبغي لأحد ان يطوف بالبيت الاّ في ثياب الحُمس، وهم قريش وسمّوا بذلك لتحمّسهم في دينهم، فإن لم يجدوا طافوا بالبيت عراة. وقد كان السعي بين الصفا والمروة من لوازم الحج في الجاهلية، وكان لهم صنم على الصفا يسمى (اساف) وآخر على المروة يسمى (نائلة) وكان للعرب فيهما اعتقاد سخيف كغيره من الاعتقادات السخيفة، ولمّا طلعت شمس الاسلام واشرقت، غيّرت الخرافات، وجعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)الافاضة من عرفات، ونزل في ذلك قوله تعالى: (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) وقال: الحجّ عرفة، ومنعهم عن الطواف عراة، ونزل قوله تعالى: (ما كان صلاتهم عند البيت إلاّ مكاء وتصدية) ونزل قوله تعالى: (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمَن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يتطّوف بهما)الآية. مع التلخيص
حجّ الجاهلية
- الزيارات: 2592