طباعة

اتيان محل انشقاق القمر

قوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر* وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر)(1).
وقعت هذه الاية العظيمة في جبل ابي قبيس، وهذا الجبل مشرف على الصفا، وهو مشهور. قيل: إنّ قبر آدم (عليه السلام) في هذا الجبل(2).
في المجمع: قال ابن عبّاس: اجتمع المشركون الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقالوا: إن كنت صادقاً فشق لنا القمر فرقتين. فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). إن فعلت تؤمنون. قالوا: نعم. وكانت ليلة بدر، فسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)ربّه أن يعطيه ما قالوا، فانشق القمر فرقتين ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ينادي يا فلان يا فلان اشهدوا، وقد روى حديث انشقاق القمر جماعة كثيرة من الصحابة وعليه جماعة من المفسّرين.
وفي تفسير الميزان: قد استفاضت الروايات على ذلك، واتّفق اهل الحديث والمفسرون على قبولها كما قيل ولم يخالف فيه منهم الاّ الحسن وعطا والبلخي، وقولهم مزيّف مدفوف بدلالة الآية التالية (وان يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) فإنّ سياقها اوضح شاهد على أن قوله (آية) مطلق شامل لانشقاق القمر(3). مع التلخيص، وقال في البحث الروائي: ورد انشقاق القمر لرسوللله(صلى الله عليه وآله وسلم)في روايات الشيعة عن أئمة اهل البيت (عليهم السلام) كثيراً، وقد تسلّمه محدثوهم والعلماء من غير توقّف وكذلك من العامة.
ومن الاخبار التي تنقل عن طريق العامة عن الدر المنثور ما اخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وابو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل من طريق مسروق عن ابن مسعود، قال: انشق القمر على عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت قريش: هذا سحر ابن ابي كبشة، فقالوا: انتظروا ما يأتيكم به السفار فإن محمداً لا يستطيع ان يسحر الناس كلهم. فجاء السفار فسألوهم، فقالوا: نعم قد رأيناه فأنزل الله (اقتربت الساعة وانشق القمر).
ومنها ما اخرجه جمع عن ابي عبد الرحمان السلمي قال: خطبنا حذيفة اليمان بالمدائن فحمد الله واثنى عليه، ثم قال: اقتربت الساعة وانشق القمر، ألا وان الساعة قد اقتربت، ألا وان القمر قد انشق على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ألا وان الدنيا قد آذنت بفراق، ألا وان اليوم المضمار وغداً السباق.
وقال السيد الطباطبائي ايضاً في بحث آخر: الكتاب والسنّة يدلاّن على هذه الاية، وانشقاق كرة من الكرات الجوّية ممكن في نفسه لا دليل على استحالته العقلية، ووقوع الحوادث الخارقة للعادة، ومنها الآيات المعجزات جائز امكاناً ووقوعاً، ومن اوضح الشواهد عليه القرآن الكريم، فمن الواجب قبول هذه الاية، وإن لم يكن من ضروريات الدين(4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) القمر 1و2.
(2) الجامع اللطيف.
(3) ج19 ص61.
(4) المصدر ص67.