ذكر السمهودي في تاريخه، الوفاء الى دار أخبار المصطفى، أسماءً لهذه البلدة الشريفة، وقد استقصاها الى اربعة وتسعين اسماً، ونحن نقتصر على المشهور منها.
1 ـ ارض الله، قال الله تعالى: (ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها)(1)قالوا: المراد بها المدينة، وفي هذه الإضافة من مزيد التعظيم ما لا يخفى(2).
2 ـ ارض الهجرة كما في حديث (المدينة قبّة الاسلام)(3).
3 ـ الايمان قال الله تعالى مثنياً على الانصار: (والذين تبوّءوا الدار والإيمان من قبلهم يُحبون من هاجر اليهم)(4).
قال البيضاوي في تفسيره، قيل: سمّى الله المدينة بالإيمان; لأنّها مظهره ومصيره.
وفي الحديث: الايمان يأرِز الى المدينة كما تأرِز الحيّة الى جحرها(5).
4 ـ البلد، قال تعالى: (لا اقسم بهذا البلد)(6) ـ عن عياض: أي يحلف لك بهذا البلد الذي شرّفته بمكانك فيه حيّاً وببركتك ميّتاً، يعني المدينة ـ وقيل: إنّه من أسماء مكّة المكرّمة(7).
5 ـ حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم); لأنه الذي حرّمها، وفي الحديث: مَن أخاف اهل حرمي أخافه الله(8).
6 ـ طيّبة: سمّيت بذلك إمّا من الطّيب بتشديد المثناة، وهو الطاهر لطهارتها من ادناس الشرك او لِحلول الطيّب بها ـ وإمّا من الطيب بسكون المثناة لطيب امورها وطيب رائحتها، ووجود ريح الطيب بها. قال ابن بطّال: مَن سكنها يجد من تربتها وحيطانها رائحة حسنة، وقال الاشبيلي: لتربة المدينة نفحة ليس طيبها كما عهد من الطيب، بل هو عجب من الاعاجيب. وقال ياقوت: من خصائصها طيب ريحها، وللمطر فيها رائحة لا توجد في غيرها. وما أحسن قول أبي عبد الله العطّار:
لطيب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) طاب نسيمها *** فما المسك ما الكافور ما المندل الرطبُ!(9)
7 ـ المباركة: لأنّ الله تعالى بارك فيها بدعائه (صلى الله عليه وآله وسلم)، لحديث (اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكّة من البركة) وغيره من الاحاديث الصحيحة وآثار تلك الدعوات من الأمور الظاهرات(10).
8 ـ المدينة ومدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والمدينة وإن اطلق على اماكن كثيرة فهو علم مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) و هجر كونه علماً في غيرها بحيث إن اطلق لا يتبادر الى الفهم غيرها، ولا يستعمل فيها الاّ معرفة(11).
9 ـ مضجع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لما في قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): المدينة مُهاجري ومضجعي في الأرض(12).
10 ـ يثرب قيل فيه اقاويل مختلفة، ولاشك في اطلاق يثرب على المدينة نفسها، وقيل: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن اطلاق يثرب على المدينة، وما وقع في القرآن من تسميتها به إنّما هو حكاية عن قول المنافقين(13)، ومن اراد التفصيل فليراجع الاصل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) النساء/ 97.
(2) ج1 ص10
(3) المصدر.
(4) الحشر / 9.
(5) ص11
(6) البلد / 1.
(7) ص12.
(8) ص13.
(9) ص16.
(10) ص20
(11) ص22.
(12) ص24.
(13) ص11 ـ 8
الحرم المدني : في الأسماء
- الزيارات: 3334