طباعة

مراسيم الزواج

من المتعارف عليه عند المسلمين ، هو إقامة مراسيم الزواج في اليوم الأَوّل ، من أيام البدء الفعلي للعلاقات الزوجية بالدخول إلى بيت الزوجية ، حيث يجتمع أهل الزوجين والأقارب والجيران والأصدقاء سويّةً ، وبذلك تتهيّأ الفرصة للتعارف ، وتمتين العلاقات الأُسريّة والاجتماعية ، ومن السُنّة إقامة الوليمة في يوم الزفاف ، وجمع الإخوان على الطعام ، وإظهار المسرّة ، والشكر لله تعالى ، والحمد على نِعَمه (1) .
فحينما تزوج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ميمونة بنت الحارث ، أَولَم عليها وأطعم الناس (2) ، ويستحب أن يكون الزفاف ليلاً ، عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال : ( إنّ من السُنّة التزويج بالليل ؛ لأنّ الله عزَّ وجلَّ جعل الليل سكناً ، والنساء إنّما هنّ سكن ) (3) .
وقال الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) : ( زفّوا عرائسكم ليلاً ، وأَطعموا ضحىً ) (4) .
ويستحبُّ للزوج أن يتجمّل ، ويتنظّف ، ويمسّ الطيب (5) .
ويستحبُّ تقديم شيء من المهر للزوجة ، قبل الدخول (6) ؛ فالعطاء يدخل السرور على المرأة في بداية حياتها الزوجية .
ويستحبّ أن يكون الزوجان على طهارة ، وأن يصليا ركعتين ، ثمّ يحمدا الله تعالى ، ويصليا على محمد وآله الطيبين الطاهرين (7) .
وحثّ الإسلام على الابتداء بالدعاء ؛ ليكون أَوّل اتصال بين الزوج والزوجة اتصالاً معنوياً روحياً ، وليس مجرد اتصال بهيمي جسدي ، فيستحب الدعاء بإدامة الحب والود : ( اللهمّ ارزقني إلفَها وودّها ورضاها بي ، وأرضني بها ، واجمع بيننا بأحسن اجتماع ، وأيسر ائتلاف ، فإنّك تحبُّ الحلال وتكره الحرام ) (8) .
ويستحب الأخذ بناصيتها ، ويستقبل بها القبلة ، ويخلع خفّها ، ويغسل رجلها إذا جلست ، ويصب الماء في جوانب الدار (9) .
والالتزام بذلك يخلق جواً من الاطمئنان ، والاستقرار ، والهدوء ، في أَوّل خُطوات اللقاء ، ويدفع ما في نفس الزوجة من دواعي القلق والاضطراب ، خصوصاً وإنّ الزوجة تعيش في أَوّل يوم من حياتها الزوجية ، حالةً من الخوف والاضطراب النفسي ، فإذا شاهدت مثل هذه الأعمال من صلاة ودعاء ، فإنّها ستعيش في جوّ روحي يبدّد مخاوفها ويزيل اضطرابها ، ويستحب للرجل حين الجماع أن يدعو : ( اللهمّ ارزقني وَلداً ، واجعله تقياً زكياً ، ليس في خَلقه زيادة ولا نقصان ، واجعل عاقبته إلى خير ) (10) .
وهذا إيحاء للمرأة وللرجل بأنّ العلاقة الجنسية ليست مجرد إشباع للغريزة ، وإنّما هي مقدمة للإنجاب والتوالد ، حيث يبتدئ الجماع ( ببسم الله الرحمن الرحيم ) (11) ، فتكون ليلة الزفاف ليلةً مباركة بذكر الله تعالى .
ـــــــــــــــــــ
(1) المقنعة : 515 .
(2) تهذيب الأحكام 7 : 409 .
(3) تهذيب الأحكام 7 : 418 . وجامع المقاصد 12 : 15 ـ 19 .
(4) تهذيب الأحكام 7 : 418 .
(5) المقنعة : 515 .
(6) الوسيلة إلى نيل الفضيلة : 298 .
(7) تهذيب الأحكام 7 : 410 .
(8) تهذيب الأحكام 7 : 410 ، ومكارم الأخلاق : 208 . وجواهر الكلام 29 : 43 .
(9) الوسيلة إلى نيل الفضيلة : 313 . وجواهر الكلام 29 : 46 .
(10) تهذيب الأحكام 7 : 411 ، ومكارم الأخلاق : 209 .
(11) مكارم الأخلاق : 209 .