• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

باب الراء

الرّاء مَعَ الباء
16 ـ رُبَّ قولٍ أَنْفَذُ من صَوْلٍ (1)
وهذا المثل ذكره جمع ، منهم : المفضّل (2) . والميداني بعد إيراده بلفظ (ربّ قول أشدّ من صول) ، وكذا الزمخشري (3) ، قال:(يضرب عند الكلام يؤثِّر فيمَن يواجَه به ، قال أبو عبيد وقد يضرب هذا المثل فيما يتّقي من العار . وقال أبو الهيثم : (أشدّ) في موضع خفضٍ ؛ لأنّه تابع للقول . وما جاء بعد (ربّ) فالنّعت تابع له) (4) .
قال الشارح : (قد قيل هذا المعنى كثيراً (والقول ينفذ ما لا تنفذ الإبر) ، ومن ذلك: (القول لا تملكه إذا نما كالسّهم لا تملكه إذا رمى) وقال الشاعر:
وَقافِيَةٍ مِثلِ حَدِّ السِنانِ تَبقى وَيَذهَبُ مَن قالَها
تَخَيَّرْتُها ثُمَّ أرْسَلْتُهَا ولَمْ يُطِقِ النّاسُ إرْسَالَها
وقال محمود الورّاق :
أَتاني عَنكَ ما لَيسَ                  عَلى مَكروهِهِ صَبرُ
فَأَغضَيتُ عَلى عَمدٍ                 وَكَمْ يُغضي الفَتى الحُرُّ
وَأَدَّبتُكَ بِالهَجرِ                          فَما أَدَّبَكَ الهَجرُ
وَلا رَدَّكَ عَمّا كانَ                      مِنكَ الصَفحُ وَالبِرُّ
فَلَمّا اِضطَرَّني المَكرو هُ            وَاِشتَدَّ بِيَ الأَمرُ
تَناوَلتُكَ مِن شِعرّي                   بِما لَيسَ بِهِ قَدرُ
فَحَرَّكتَ جَناحَ الضُرِّ                    لَمّا مَسَّكَ الضُرُّ)
17 ـ رُبَّ مَلُومٍ لا ذَنْبَ لَهُ (6) .
في جواب لكتاب معاوية: (وما كُنْتُ لِأََعْتَذِرَ مِنْ أنِّي كُنْتُ أَنْقِمُ عَلَيْهِ أحْداثاً فَإِنْ كانَ الذَّنْبُ إِلَيْهِ إِرْشادِي وهِدايَتِي لَهُ فَـ "رُبَّ مَلُومٍ لا ذَنْبَ لَهُ "وقَدْ يَسْتَفِيدُ الظِّنَّةَ الْمُتَنَصِّحُ وما أَرَدْتُ إِلا الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وما تَوْفِيقِي إِلاّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وإِلَيْهِ أُنِيبُ) .
هذا جزء من كلام له (عليه السّلام) بهذا الصدد حيث اتّهم معاوية الإمام (عليه السّلام) بالاشتراك في قتل عثمان فأجاب عنه : بأني كنت ناقماً عليه لأحداث ارتكبها . وليست هذه النقمة شركة في قتل عثمان ، بل كانت هداية له وإرشاداً ، فإن كنت ـ يا معاوية ـ تلومني على ذلك (فربّ ملومٍ لا ذنب له) وما أنا ذا ملوم ، بلا ذنب ركبته .
قال الزمخشري : (ربَّ ملومٍ لا ذنب له : قاله الأحنف لرجل ذمّ عنده الكمأة مع السمن ، قال (بحر المتقارب) :
فلا تلمْ المرءَ في شأنِه فربَّ ملومٍ ولم يُذْنِبِ) (7)
و(رُبَّ لاَئِمٍ مُلِيْمٌ) (8) وهو معاوية وأضرابه من قالة الباطل.
قيل : (قائل : (ربّ ملوم لا ذنب له) هو أكثم بن صيفي ، يقول قد ظهر للناس منه أمر أنكروه عليه وهم لا يعرفون حجّته وعذره فهو يلام عليه وذكروا أنّ رجلاً في مجلس الأحنف بن قيس قال: ليس شيء أبغض إليّ من التمر والزبد ، فقال الأحنف: ربّ ملوم لا ذنب له) (9) .
تقدّم انتماء المثل إلى الأحنف من صاحب المستقصي . ثم الملامة أشدّ مراتب العتاب ، وهي تخطيء وتصيب.
الرّاء مَعَ الدّال
18ـ رُدُّوا الحَجَرَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ (10) .
قال (عليه السّلام): (رُدُّوا الْحَجَرَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ فَإِنَّ الشَّرَّ لا يَدْفَعُهُ إِلاَّ الشَّرُّ) .
قال الشارح:
(هذا مثل قولُهم في المثل : إنّ الحديد بالحديد يفلح (11) . وقال عمرو بن كلثوم :
أَلا لا يَجهَلَنْ أَحَدٌ عَلَينا فَنَجهَلَ فَوقَ جَهلِ الجاهِلينا
وقال الفند الزّماني:
فَلَمّا صَرَّحَ الشَرُّ فأمسى وهو عُريانُ
وَلَم يَبقَ سِوى العُدوانِ دِنّاهُم كَما دانوا
وَبَعضُ الحِلمِ عِندَ الجَهلِ لِلذِلَّةِ إِذعانُ
وفي الشَّرِّ نجاةٌ حيـنَ لا يُنجِيكَ إحسانُ
وقال الأحنف:
وذي ضَغَنٍ أمتُّ القَوْلَ عنه بحِلْمِي فاسْتَمَرَّ على المَقَالِ
وَمَن يَحلُم وَلَيسَ لَهُ سَفِيهٌ يُلاقِ المُعْضِلاتِِ مِنَ الرِجالِ) (12)
من أمثال متناسبة : (الشرّ بالشرّ ملحق) (13) , (الشرّ للشرّ خلق) (14) .
وقد جاء في صادقيّ : (إن اللعنة إذا خرجت من فيِّ صاحبها تردَّدت فإن وجدت مساغاً وإلاّ رجعت على صاحبها) (15) .
والغرض من ردّ الحجر منع تجاوز الظالم الغاشم بردّ ظلمه إليه ، فإنّ الظلم شرّ وشر منه صاحبه كالظالم كما تقدّم المثل (16) . فإذا لم يردّ على المتجاوز تجاوزه ازداد تجاوزاً ، وإذا عومل بمثل ما صنع ارتدع . فصبر المظلوم زيادة في ظلم الظالم ، ولا ينافيه ما جاء في الصّبر ؛ فإن ذلك فيما لم يكن الردّ عليه .
وحمْلُ الحجر على معناه الظاهري لا يمنع من معناه المثلي ، أي من ردّ ظلم الظالم إليه .
الرّاء مَعَ الفاء
19ـ الرَّفيقُ قَبلَ الطَّريقِ وَالجارُ قَبلَ الدّارِ (17) .
من وصيّته للحسن (عليهما السّلام) المطوّلة ، قال فيها: (سَلْ عَنِ الرَّفِيقِ قَبْلَ الطَّرِيقِ ، وعَنِ الْجَارِ قَبْلَ الدَّارِ) .
وفي المثل : (الرفيق إمّا رحيق أو حريق) ، وفي المثل : (جار السوء كلب هارش وأفعى ناهش) (18) .
قوله (عليه السّلام) : (الرَّفِيقِ قَبْلَ الطَّرِيقِ) من الأمثال ذكره بعض الأدباء ، منهم الميداني ، قال بعد ذكر المثل : (أي حَصِّلِ الرفيق أولاً واخْبُرْهُ ، فربَّما لم يكن موافقاً ولم تتمكّن من الاستبدال به) (19) . و[ قال : الميداني ] بعد مثل (الجار ثم الدار) بذكر (ثمّ) ، قال : (هذا كقولهم: (الرفيق قبل الطريق) وكلاهما يروي عن النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) . قال أبو عبيد : كان بعض فقهاء أهل الشام يحدّث بهذا الحديث ويقول : معناه إذا أردت شراء دار فسَلْ عن جوارها قبل شرائها) (20) .
ثم الجار نذكر شيئاً من حقوقه لأدنى مناسبة :
اهتمّ الشرع الإسلامي بالجار حتّى قال الإمام (عليه السّلام) في وصيّة له :(واللَّهَ اللَّهَ فِي جِيرَانِكُمْ فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ)(21) وقال تعالى:(وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ  وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) (22) .
الجار إمّا قريب أو بعيد وهما إمّا قريب أو أجنبيّ فهذه أربعة : فالجار ذو الرحم ، قريباً كان أو بعيداً ، داخل في (وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى) والأجنبي ، القريب والبعيد ، في(وَالْجَارِ الْجُنُبِ) (وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) هو الذي يصحبك في السفر جنباً إلى جنب . ثم ليس حسن الجوار كفّ الأذى عنه فقط ، بل بتحمّل الأذى والصبر على ما يرى ، قال القائل:
ليس حسن الجوار كفّ الأذىولكن حسن الجوار الصبر (23)
الرّاء مَعَ الكاف
20ـ رَكِبْنا أعْجازَ الإِبِل وإِنْ طَالَ السُّرى (24) .
والأصل فيه قوله (عليه السّلام): (لَنَا حَقٌّ فَإِنْ أُعْطِينَاهُ وإِلا رَكِبْنَا أَعْجَازَ الإبِلِ وإِنْ طَالَ السُّرَى) .
قال الرضي (رحمه الله تعالى) :(وهذا القول من لطيف الكلام وفصيحه ، ومعناه : أنّا إن لم نعط حقّنا كنّا أذلاّء وذلك أن الرديف يركب عجز البعير ، كالعبد والأسير ومن يجري مجراهما)
قال بعض الشرَّاح :
(له تفسيران : أحدهما : أنّ راكب عجز البعير يلحقه مشقّة وضرر ، فأراد : أنّا إذا منعنا حقّنا صبرنا على المشقّة والمضرّة كما يصبر راكب عجز البعير . وهذا التفسير قريب مما فسّره الرّضي ، والوجه الثاني : أنّ راكب عجز البعير إنّما يكون إذا كان غيره قد ركب على ظهر البعير ، وراكب ظهر البعير متقدّم على راكب عجز البعير ، فأراد : أنّا إذا منعنا حقّنا تأخّرنا وتقدّم غيرنا علينا فكنّا كالراكب رديفاً لغيره . وأكّد المعنى على كلا التفسيرين بقوله : (وإِنْ طَالَ السُّرَى) ؛ لأنّه إذا طال السُّرى كانت المشقّة على راكب البعير أعظم ، وكان الصبر على تأخّر راكب عجز البعير عن الراكب على ظهره أشدّ وأصعب .. قاله يوم الشُّورى) (25) .
وقال آخر:
(عليّ (رضي الله تعالى عنه) قال يوم الشورى : (لنا حقّ إن نعطه نأخذه ، وإن نمنعه نركب أعجاز الإبل وإن طال السُّرى) . هذا مثل لركوبه الذلّ والمشقّة وصبره عليه وإن تطاول ذلك ، وأصله أن الراكب إذا اِعْرَوْرى البعير ركب عجزه من أصل السنام ، فلا يطمئنّ ويحتمل المشقّة . وأراد بركوب أعجاز الإبل كونه ردفاً تابعاً ، وأنّه يصبر على ذلك وإن تطاول به . ويجوز أن يريد : وإن نمنعه نبذلِ الجهد في طلبه فعل من يضرب في ابتغاء طلبته أكباد الإبل ولا يبالي باحتمال طول السُّرى) (26) .
وهكذا غيرهما من الجمهور ، قد خصّصوا كلامه (عليه السّلام) بيوم الشُّورى بعد وفاة عمر واجتماع الجماعة لاختيار واحد من الستّة وليت شعري لِمَ خصّصوه بذلك ؟! وهل كان منْع القوم الإمام (عليه السّلام) عن حق الخلافة من بعد عمر وكان له ولصاحبه الحق وليس له (عليه السّلام) منه نصيب ؟! أو خصّصهما الله ورسوله به دونه [ مـا ] أو أنّه خاصّ به تقّمصه القوم ؟! اختر ما شئت!
*******************
(1) النهج 19 : 359, 402/ح.
(2) الفاخر 265.
(3) المستقصي 2 : 98.
(4) مجمع الأمثال 1 : 290 حرف الراء.
(5) النهج 19 : 359.
(6) النهج 15 : 183, 28/ك.
(7) المستقصي 2 : 99.
(8) المصدر 2 : 98.
(9) مجمع الأمثال 1 : 305 حرف الراء [بتصرف طفيف] .
(10) النهج 19 : 221, 320/ح.
(11) مجمع الأمثال 1 : 11 حرف الهمزة.
(12) شرح النهج 19 : 221.
(13) النهج 18 : 41.
(14) مجمع الأمثال 1 : 366 حرف السين.
(15) السفينة 1 : 512 في (لعن).
(16) فاعل الخير خير منه , وفاعل الشرّ شرّ منه.
(17) النهج 16 : 113 ، 31/الوصيّة.
(18) شرح النهج 16 : 121.
(19) المجمع 1 : 303 حرف الراء.
(20) المجمع 1 : 172 (حرف الجيم).
(21) النهج 17 : 5 ، 47/الوصيّة.
(22) سورة النساء الآية 36.
(23) ذكرناه في الأمثال النبويّة حرف الجيم.
(24) النهج 18 : 132 ، 22/ح.
(25) المصدر.
(26) الفائق [ في غريب الحديث ، جار الله الزمخشري] 2 : 397 ـ 398.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page