• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أهل البيت والثقلين

في صحيح مسلم : بإسناده عن زيد بن أرقم ، قال : يا ابن أخي والله لقد كبرت سنّي وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله (ص) ، فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلّفونيه ، ثمّ قال : قام رسول الله (ص) فينا خطيباً بماء يدعى خمّا بين مكّة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ، ثمّ قال أمّا بعد : ألا أيّها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين ؛ أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ـ فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ، ثمّ قال : ـ وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ! أذكّركم الله في أهل بيتي ! أذكّركم الله في أهل بيتي ! فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد ، أليس نساؤه من أهل بيته ؟! قال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده . قال : ومَن هم ؟ قال : آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس . (1)
وفي مسند أحمد قريب منها . (2)
أقول : نقل في حاشية الكتاب ، قال القاضي : يعني أنّ نساءه من أهل مسكنه ولسنَ المراد ، وإنّما أهل بيته وأهله وعصبته ـ انتهى .
وفي تعميم الكلمة حتى تشمل آل عقيل وآل جعفر وآل عباس نظر لا يخفى على البصير ، وهو تفسير بالرأي .
ويروي أيضاً قريباً منها ، وفيها : فقلنا من أهل بيته نساؤه ؟ قال : لا ، وايم الله أنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثمّ يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده . (3)
سنن الدارمي : عن زيد بن أرقم ، قال رسول الله (ص) يوما خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : يا أيّها الناس إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيبه ، وإنّي تارك فيكم الثقلين أولهما : كتاب الله فيه الهدى والنور فتمسّكوا بكتاب الله وخذوا به ، فحثّ عليه ورغّب فيه ، ثمّ قال : وأهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي . ثلاث مرّات . (4)
ويروي السنن الكبرى للبيهقي مثلها . (5)
سنن الترمذي : عن جابر رأيت رسول الله (ص) : في حجّته يوم عرفة وهو على ناقته القصوى يخطب ، فسمعته يقول : أيّها الناس إنّي تركت فيكم من أخذتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي . (6)
ويروي أيضاً : عن زيد بن أرقم ، قال رسول الله (ص) : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعِترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيها .
أقول : هذه الرواية متواترة معنىً بين الفريقين ، فلو لم يكن في موضوع الوصية والخلافة إلاّ هذا الحديث المسلّم المروي عن رسول الله (ص) لكفانا ، وهذا أعظم حجّة ، وأتقن دليل ، وأدلّ شاهد قاطع ، على أنّ رسول الله (ص) أوصى الأمّة بالكتاب وبأهل بيته ، ودلّهم على هذين الثقلين ، وصرّح بأنّهم إن تمسّكوا بهما لن يضلّوا أبداً . والعجب من الأمّة كيف تركوا هذه الوصية ، واعرضوا عن طريقة أهل البيت ، بل خالفوهم أشدّ خلاف ، وخاصموهم ألدّ خصام ، ضلّوا وأضلوا ، وخسروا خسرانا مبيناً .
وفي مسند أحمد : عن أبي سعيد الخدري عن النبيّ (ص) قال : إنّي أُوشك أن أُدعى فأُجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي . كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروني بمَ تخلفوني فيهما . (7)
وروى قريبا منها ، وفيها : تارك فيكم خليفتين . (8)
مستدرك الحاكم : عن زيد بن أرقم قال : رسول الله (ص) : إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض . هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه . (9)
الفائق : النبيّ (ص) ـ خلّفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ـ الثَّقل ( بفتحتين ) المتاع المحمول على الدابّة ، وإنّما قيل للجنّ والإنس . الثقلان ، لأنّهما قطّان الأرض ، فكأنّهما أثقلاها ، وقد شبّه بهما الكتاب والعترة في أنّ الدين يستصلح بهما ويعمر كما عمرت الدنيا بالثقلين . (10)
أقول : وفي جملة ( لن يفترقا ) إشارة إلى بطلان القول بكفاية الكتاب ، وقد قلنا بأنّ الإمام هو كاشف حقائق القرآن ومفسّر معارفه ، وحافظ أحكامه ، ومبيّن مجمله ومتشابهه ، فكيف يُستغنى عن الإمام ، وكيف يكفينا كتاب الله ، بل وكيف يصحّ لنا العمل بخلاف قول رسول الله (ص) ووصيّته ، وكيف يجوز لرجل مسلم أن يقول معترضاً : كفانا كتاب الله ، وقد قال الله تعالى : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى ) [ النجم : 4 ] ، و : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) .
ثمّ إنّ المراد من أهل البيت في هذه الأحاديث ليس إلاّ أهل الكساء والأئمّة المعصومون الذين هم خزّان العلم والمطهّرون من الرجس ، بدليل قوله (ص) : إن تمسكتم بهما لن تضلّوا أبداً . و : لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض  .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ صحيح المسلم ، ج 7 ، ص 122 .
2 ـ مسند أحمد ، ج 4 ، ص 367 .
3 ـ صحيح مسلم ، ج 7 ، ص 123 .
4 ـ سنن الدارمي ، ج 2 ، ص 431 .
5 ـ السنن الكبرى ، للبيهقي ، ج 10 ، ص 114 .
6 ـ سنن الترمذي ، ص 541 .
7 ـ مسند أحمد ، ج 3 ، ص 17 .
8 ـ مسند أحمد ، ج 5 ، ص 182 .
9 ـ مستدرك الحاكم ، ج 3 ، ص 148 .
10 ـ الفائق ، ج 1 ، ص 151 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page