إنّ المخالفين بذلوا جهدهم واجتهدوا غاية الجهد في تحصيل مقاصدهم والوصول إلى منويّاتهم .
وكان أكبر مانع من إجراء منظورهم : كتابة النبيّ (ص) ، وإنفاذ جيش أسامة ، وأمر السقيفة .
نعم ، هذه الموضوعات الثلاث كانت مانعة عن النيل إلى ما قصدوا ، وكنهم رفعوا بجدهم هذه الموضوعات المانعة ، وكشفوا بخلافهم الشديد هذه الحصون العائقة ، وتيسّر لهم المعسور ، واستقيمت لهم الأمور .
منعوا عن أنّ يكتب رسول الله (ص) لهم وصيّته ، وامتنعوا عن الحركة في جيش أسامة ، وجدّوا واجتهدوا في أن ينتخبوا في السقيفة لأنفسهم .
وقد بدّلوا ما أوصاهم به ، وحرّفوا الكلم عن مواضعه ، وغيّروا مسير الإسلام ، وتركوا بل عادَوا أهل بيت الرسول ، ونسوا ما وصّى رسول الله (ص) فيهم .
حتـى إذا واروه في قبره ما قال بالأمس وأوصى به وقطّعـوا أرحامـه بعـده وانصرفوا عن دفنه ضيعوا واشتروا الضرّ بمــا ينفع فسوف يُجـزون بما قطّعوا .
كأنّهم ما سمعوا من رسول الله (ص) ما قال في أهل بيته وفي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع) وفي بنته فاطمة الزهراء ، بل ولعلهم أُمروا بالظلم والعدوان والمعادة .
نتيجة تدبيرات المخالفين
- الزيارات: 2627