الاستيعاب : عن عائشة أنّها قالت : ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله (ص) من فاطمة ، وكانت إذاً دخلت عليه قام إليها فقبّلها ورحّب بها ، كما كانت تصنع هي به (ص) . (1)
سنن ابي داود : عن عائشة : ما رأيت أحداً كان أشبه سمتاً ودلاًّ وهدياً برسول الله (ص) من فاطمة كرم الله وجهها ، كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها فيقبّلها وأجلسها في مجلسه ، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبّلته وأجلسته في مجلسها . (2)
ويروي : عن الحسن : مثلها ، وفيها ـ أشبه حديثا وكلاماً .
سنن الترمذي : قريب منها ، وفيها : فلمّا مرض النبيّ (ص) دخلت فاطمة فأكّبت عليه فقبّلته ثمّ رفعت رأسها فبكت ، ثمّ اكبّت عليه ، ثمّ رفعت رأسها فضحكت ، فقلت : إن كنتُ لأظنّ أنّ هذه من أعقل نسائنا ، فإذا هي من النساء ، فلمّا توفّي النبيّ (ص) قلت لها : أرأيت حين أكببت على النبيّ (ص) فرفعت رأسك ... الرواية . (3)
مستدرك الحاكم : عن عائشة قالت : ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً من فاطمة برسول الله (ص) كانت إذا دخلت عليه رحّب بها وقام إليها فأخذ بيدها فقبّلها وأجلسها في مجلسه . (4)
قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
الاستيعاب ومسند أحمد : عن عائشة قالت : أقبلت فاطمة تمشي كأنّ مشيتها مِشية رسول الله (ص) ، فقال : مرحباً بابنتي ثمّ أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثمّ أسرّ إليها حديثا فبكت ، فقلت لها استخصّك رسول الله (ص) حديثه ثمّ تبكين ، ثمّ أنّه أسرّ إليها حديثاً فضحكت ، فقلت : ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن ... فبكيتُ لذلك ، ثم قال : ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة أو نساء المؤمنين قالت فضحكتُ لذلك . (5)
البخاري : قالت عائشة : أقبلت فاطمة تمشي كأنّ مشيتها مشيُ النبيّ (ص) ، فقال النبيّ (ص) : مرحباً يا ابنتي . ثمّ أجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثمّ أسر إليها حديثاً فبكت ، فقلت لها : لم تبكين ؟! ثمّ أسرّ اليها حديثا فضحكت ، فقلت : ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن ، فسألتها عمّا قال ؟ فقالت : ما كنت لاُ فشي سرّ رسول الله (ص) ، حتى قبض النبيّ (ص) فسألتها ، فقالت : أسرّ إليّ أن جبريل كان يعارضني القرآن كلّ سنة مرّة ، وأنّه عارضني العام مرّتين ، ولا أراه إلا حضر أجلي وأنّكِ أوّل أهل بيتي لحاقا بي فبكيت ، فقال : أَمَا ترضيين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنّة أو نساء المؤمنين ؟ فضحكت لذلك . (6)
ثمّ : روى بإسناد آخر قريباً منها .
ويروي أيضاً : قريباً منها ، وفيها : ولا أرى الأجل إلاّ قد اقترب فاتّقي الله واصبري فإنّي نعم السلف أنا لكِ ، قالت : فبكيت بكائي الذي رأيت ، فلمّا رأى جزعي سارّني الثانية ، قال : يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمّة . (7)
ويروي مسلم : بإسناده حديثين كما في البخاري (ج 2 ، ص 174) وفيها : فقلت لها حين بكت : أخصّكِ رسول الله (ص) بحديثه دوننا ثمّ تبكين . (8)
وفي زاد المسلم : وقد روى البزّاز عن عائشة : أنّه عليه الصلاة والسلام قال : فاطمة خير بناتي إنّها أصيبت بي فحقّ لمن كانت هذه حالتها أن تسود نساء أهل الجنّة ، وقد سُئل أبو بكر بن داود : مَن أفضل خديجة أم فاطمة ؟ فقال : إنّ رسول الله (ص) قال : إنّ فاطمة بضعة منّي . فلا أعدل ببضعة من رسول الله (ص) أحداً . وحسّن هذا القول السهيلي واستشهد لصحته أنّ أبا لبابه حين ربط نفسه وحلف أن لا يحلّه إلاّ رسول الله (ص) جاءت فاطمة لتحلّه فأبى من أجل قسمه ، فقال رسول الله (ص) : إنّما فاطمة بضعة منّي . فحلّته . (9)
ابن ماجة : قالت عائشة : اجتمعت نساء النبيّ (ص) فلم تغادر منهنّ امرأة ، فجاءت فاطمة كأنّ مشيتها مشية رسول الله (ص) فقال : مرحباً بابنتي . ثمّ أجلسها عن شمالها . (10).. كما في مسلم ، ج7 ، ص 142 .
ويروي أيضاً : حديثا آخر قريباً ممّا في البخاري ( ج 2)
الطبقات : يروي قريبا ممّا في البخاري . (11)
يروي أيضاً : ما رأيت فاطمة عليها السلام ضاحكة بعد رسول الله (ص) إلا أنّه قد تمودي بطرف فيها . (12)
أقول : يستفاد من هذه الأحاديث أمور :
الأوّل : كان سلوكها ومِشيتها في الوقار كمِشية رسول الله (ص)
الثاني : أنّها كانت موضع سرّ رسول الله (ص) والمخصوصة بحديثه .
الثالث : أنّها بضعة رسول الله (ص) فلا يعدل بضعته أحد .
الرابع : أنّها سيدة نساء أهل الجنّة .
الخامس : أنّها سيدة نساء الأمّة والمؤمنين .
السادس : قام رسول الله فأخذ بيدها وكان يقبّلها .
السابع : كانت أشبه سمتاً ودلاًّ وهدياً برسول الله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الاستيعاب ، ج4 ، ص 1896 .
2 ـ سنن أبي داود ، ج2 ، ص 354 .
3 ـ سنن الترمذي ، ص 550 .
4 ـ مستدرك الحاكم ، ج3 ، ص 154 .
5 ـ الاستيعاب ، ج4 ، ص 1894 ومسند أحمد ، ج6 ، ص 282 .
6 ـ البخاري ، ج2 ص174 .
7 ـ البخاري ، ج4 ، ص 60 .
8 ـ مسلم ، ج7 ، ص 142 و143 .
9 ـ زاد المسلم ، ج2 ، ص 399 .
10 ـ ابن ماجة ، ج1 ، ص 494 .
11 ـ الطبقات ، ج2 ، ص 247 .
12 ـ نفس المصدر ، ص 248 .
رسول الله (ص) وفاطمة (ع)
- الزيارات: 2734