الطبقات : أنّ عمر بن الخطاب لما طُعن ، قال له الناس يا أمير المؤمنين لو شربت شربة ؟ فقال أسقوني نبيذاً وكان من أحبّ الشرب إليه ، قال فخرج النبيذ من جرحه . (1)
أقول : قد صرّح بأنّه طلب النبيذ بعنوان الشربة لا بعنوان الدواء ، وبأنّ النبيذ كان من أحبّ الشراب إليه .
مستدرك الحاكم : عن أبي وائل قال : غزوت مع عمر الشام فنزلنا منزلاً ، فجاء دهقان يستدل على أمير المؤمنين حتى أتاه فلما رأى الدهقان عمر سجد ... ثمّ قال عمر لغلامه : هل في إدواتك شيءٌ من ذلك النبيذ ؟ قال : نعم ، قال : فابعث لنا ، فأتاه فصبّه في إناء ثمّ شمّه فوجده منكر الريح ، فصبّ عليه ماءً ثمّ شمّه فوجده منكر الريح ، فصبّ عليه الماء ثلاث مرات ثمّ شربه ، ثمّ قال : إذا رابكم من شرابكم فافعلوا به هكذا . (2)
مستدرك الحاكم : فلمّا انصرف توجه الناس إلى عمر بن الخطّاب قال : فدعا بشراب لينظر ما مدى جرحه ، فأتي بنبيذ فشربه قال : فخرج فلم يدر أدمٌ هو أم نبيذ ، فدعا بلبن فأُتي به فشربه فخرج من جرحه ، فقالوا : لا بأس عليك يا أمير المؤمنين . (3)
أقول : الظاهر من إطلاق النبيذ هو النبيذ المطبوخ المسكر ، ويدلّ عليه قوله : ثمّ شمّه فوجده منكر الريح ، فصبّ عليه ماءً ، ويظهر من الميزان للشعراني أنّ أبا حنيفة يقول بنجاسة النبيذ وحرمته إذا أسكر لا مطلقاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الطبقات ، ج 3 ، ص 254 .
2 ـ مستدرك الحاكم ، ج 3 ، ص 82 .
3 ـ نفس المصدر ، ص 91 .
عمر والنّبيذ
- الزيارات: 2750