• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

جريان إمرة أمير المؤمنين

يراد إمارته وخلافته الظاهرية الحقة ، وأما الإمارة الحقيقية والإمامة والخلافة الإلهية المنصوصة فهي ثابتة له (ع) من أول يوم ارتحل النبي (ص) سواء أقبْلَ الناس إليه أم أدبروا .
المحاسن للبيهقي : عن عبد الله بن معاوية : كان إياس بن معاوية لي صديقاً ، فدخلنا على عبد الرحمن بن القاسم بن أبي بكر الصديق ، وعنده جماعة من قريش يتذاكرون السلف ، ففضّل قوم أبا بكر وقوم عمر وآخرون علياً ، فقال إياس : إن علياً (رحمه الله) كان يرى أنه أحق الناس بالأمر ! فلما بايع الناس أبا بكر ورأى أنهم قد اجتمعوا عليه وأن ذلك قد أصلح العامة اشترى صلاح العامة بنقض رأي الخاصة ، يعني بني هاشم . ثم وُلّي عمر ، ففعل مثل ذلك به وبعثمان ، فلما قتل عثمان واختلف الناس وفسدت الخاصة والعامة : وجد أعواناً فقام بالحق ودعا إليه . (1)
نهج البلاغة : فنظرتُ فإذا ليس لي معين إلا أهل بيتي ، فضننت بهم عن الموت ، وأغضيت عن القذى ، وشربت على الشجى ، وصبرت على أخذ الكظم وعلى أمرّ من طعم العلقم . (2)
ويقول في الخطبة الشقشقية : فما راعني إلا والناس كعُرف الضبع إليَّ ، ينثالون عليّ من كل جانب ، حتى لقد وُطئ الحسنان ، وشُقّ عِطفاي ، مجتمعين حولي كربيضة الغنم ، فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة ، ومرقت أخلى ، وقسط آخرون .
وفي تاريخ الطبري : فخرج قيس بن سعد في سبعة نفر من أصحابه حتى دخل مصر ، فصعد المنبر فجلس عليه وأمر بكتاب معه من أمير المؤمنين فقرئ على أهل مصر : بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبد الله عليّ أمير المؤمنين إلى من بلغه ... فلما قضى من ذلك ما عليه قبضه الله عَزَّ وجَلَّ صلوات الله عليه ورحمته وبركاته ، ثم إن المسلمين استخلفوا به أميرين صالحين عملا بالكتاب والسنة وأحسنا السيرة ولم يعدوا السنة ثم توفَّاهما الله عَزَّ وجَلَّ رضي الله عنهما ، ثم ولى بعدهما والٍ فأحدث أحداثاً فوجدت الأمة عليه مقالاً فقالوا ، ثم نقموا عليه فغيّروا ، ثم جاءوني فبايعوني ، فأستهدي الله عَزَّ وجَلَّ بالهدى وأستعينه على التقوى ، ألا وإن لكم علينا العمل بكتاب الله وسنة رسوله (ص) والقيام عليكم بحقه والتنفيذ لسنته . (3)
أقول : إشارة إلى الحكومة الظاهرية والخلافة الدنيوية التي لا تتحصّل إلا بانتخاب الناس وانقيادهم وإطاعتهم ، ثم أشار إلى أن الحاكمين الأولين كانا مقيّدين بالعمل بكتاب الله وسنة رسوله (ص) بخلاف الثالث فإنه أحدث أحداثاً ، ثم صرّح بأن اللازم للإمام والرعية العمل بالكتاب وسنة رسول الله (ص) ، خلافاً لما قال أبو عبيدة في الشورى بأن اللازم العمل بهما وبسنة الخلفاء ، فإن الخليفة إذا لم يكن منتخباً من جانب الله تعالى لا يجب العمل بسنته .
العقد الفريد : وفي خطبته بالكوفة : ثم ولي عثمان فنال منكم ونِلتم منه ، حتى إذا كان من أمره ما كان ، أتيتموه فقتلتموه ، ثم أتيتموني فقلتم لي : بايعنا ، فقلت لكم : لا أفعل ، وقبضتُ يدي فبسطتموها ، ونازعتم كفّي فجذبتموها ، وقلتم : لا نرضى إلا بك ، ولا نجتمع إلا عليك ، وتداككتم عليّ تداكّ الإبل الهيم على حياضها يوم وردها ، حتى ظننت أنكم قاتليَّ وأن بعضكم قاتل بعض ، فبايعتموني وبايعني طلحة والزبير ، ثم ما لبثا أن استأذناني للعمرة ، فسارا إلى البصرة . (4)
الإمامة والسياسة : ثم قام الزبير فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ، إن الله قد رضي لكم الشورى فأذهب بها الهوى ، وقد تشاورنا فرضينا علياً فبايعوه ! وأما قتل عثمان فإنا نقول فيه : إن أمره إلى الله وقد أحدث أحداثاً والله وليه فيما كان . فقام الناس فأتوا علياً في داره فقالوا :  نبايعك فمُدّ يدك ، لابد من أمير فأنت أحقّ بها . فقال : ليس ذلك إليكم إنما هو لأهل الشورى وأهل بدر فمن رضي به أهل الشورى وأهل بدر فهو الخليفة ، فنجتمع وننظر في هذا الأمر ، فأبى أن يبايعهم ، فانصرفوا عنه وكلّم بعضهم بعضاً ، فقالوا : يمضي قتل عثمان في الآفاق والبلاد فيسمعون بقتله ولا يسمعون أنه بويع لأحد بعده ، فيثور كل رجل منهم في ناحية فلا نأمن أن يكون في ذلك إفساد ، فارجعوا إلى عليّ فلا تتركوه حتى يبايع . (5)
أقول : فظهر أن مبايعة أمير المؤمنين (ع) كانت أقوى من مبايعة أبي بكر وعمر وعثمان ، فإنها وقعت من اتفاق أهل المدينة ومن مشاورة أهل الشورى وأهل بدر ومن دون أن يظهر خلاف منهم ، فكيف يجوز القيام عليه ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ المحاسن للبيهقي ، ص 48 .
2 ـ نهج البلاغة ، خطبة 25 .
3 ـ تاريخ الطبري ، ج 5 ، ص 227 .
4 ـ العقد الفريد ، ج 4 ، ص 72 .
5 ـ الإمامة والسياسة ، ج 1 ، ص 41 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page