• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

فتنة : حكومة معاوية

أول حكومة أسّست للدنيا خالصة في الإسلام
العقد الفريد : أخبرني الحسن قال : علم معاوية والله إن لم يُبايعه عمرو لم يتمّ له أمر ، فقال له : يا عمرو اتبعني . قال : لماذا ؟ للآخرة فوالله ما معك آخرة ، أم للدنيا . فوالله لا كان حتى أكون شريكك فيها . قال : فأنت شريكي فيها ! قال : فاكتب لي مصر وكورها ! فكتب له مصر وكورها .
وقالوا لما قدم عمرو بن العاص على معاوية وقام معه في شأن علي ، بعد أن جعل له مصر طعمة ، قال له : إن بأرضك رجلاً له شرف واسم ، والله إن قام معك استهويتَ به قلوب الرجال ، وهو عبادة بن الصامت . فأرسل إليه معاوية . فلما أتاه وسّع بينه وبين عمرو بن العاص ، فجلس بينهما . فحمد الله معاوية وأثنى عليه وذكر فضل عبادة وسابقته ، وذكر فضل عثمان وما ناله ، وحضه على القيام معه . فقال عبادة : قد سمعت ما قلت ، أتدريان لِمَ جلست بينكما كذلك ، وما كنت لأجلس بينكما في مكانكما ، ولكن بينما نحن نسير مع رسول الله (ص) في غزاة تبوك ، إذ نظر إليكما تسيران وأنتما تتحدثان ، فالتفت إلينا فقال : إذا رأيتموهما اجتمعا ففرقوا بينهما إنهما لا يجتمعان على خير أبداً ، وأنا أنهاكما عن اجتماعكما . (1)
تاريخ الطبري : عن ابن عباس قدمت المدينة وقد بويع لعليّ فأتيته في داره ، فوجدت المغيرة بن شعبة مستخلياً به ، فحبسني حتى خرج من عنده ، فقلت : ماذا قال لك هذا ؟ فقال : قال لي قبل مرّته هذه : أرسل إلى عبد الله بن عامر وإلى معاوية وإلى عمّال عثمان بعهودهم تقرهم على أعمالهم ويبايعون لك الناس فإنهم يهدّئون البلاد ويسكنون الناس ! فأبيت ذلك عليه يومئذٍ وقلت : والله ، لو كان ساعة من نهار لاجتهدت فيها رأيي ولا ولّيت هؤلاء ولا مثلهم يولّى ... قال ابن عباس : فقلت لعليّ أما المرة الأولى فقد نصحك ، وأما المرة الآخرة فقد غشك ، قال له عليّ :  ولِمَ نصحني ؟ قال ابن عباس : لأنك تعلم أن معاوية وأصحابه أهل دنيا فمتى تُثبتهم لا يبالوا بمن ولى هذا الأمر ، ومتى تعزلهم يقولوا : أخذ هذا الأمر بغير شورى وهو قتل صاحبنا ويُؤلّبون عليك أهل الشام وأهل العراق ، مع أني لا آمن طلحة والزبير أن يكرّا عليك . فقال عليّ : أما ما ذكرت من إقرارهم ، فوالله ما أشك أن ذلك خير في عاجل الدنيا لإصلاحها . وأما الذي يلزمني من الحق والمعرفة بعمّال عثمان ! فوالله لا أولّي منهم أحداً أبداً ، فإن أقبلوا فذلك خير لهم وإن أدبروا بذلت لهم السيف . (2)
أقول : الحكومة إما لغرض دنيوي من تحصيل المال والعنوان والرئاسة والملك والاختيار التام ، وإما لغرض إلهي من جهة إحقاق الحق وإبطال الباطل وترويج الحقيقة وإجراء الأحكام الإلهية : ففي القسم الأول لابد من التشبّث والتوسل بأي وسيلة ممكنة ، والسلوك بأيّ طريق موصلة إلى المقصد الدنيويّ المنظور ، من تزوير وظلم وجور وإبطال حق ومخالفة صدق وسياسة غير صحيحة وتدبيرات فاسدة وإرعاب الناس وقتلهم وصلبهم وحبسهم بعناوين مختلفة .
وأما القسم الثاني : فليس المقصود الأعلى فيه إلا إحياء الحق وإحقاقه وكسر الباطل وإبطاله ، ولو تعارض الحكومة وإحقاق حق : فيختار الحاكم الحقيقة والحق ولا يبالي زوال الملك والحكومة .
ويروي : عن ابن عباس قال : فإن كنت قد أبيت عليّ ، فانزع من شئت واترك معاوية ، فإن لمعاوية جرأة وهو في أهل الشام يُسمع منه ، ولك حجة في إثباته ، كان عمر بن الخطاب قد ولاه الشام كلها ! فقلت : لا والله لا استعمل معاوية يومين أبداً . (3)
أقول : الهدف المنحصر لعلي (ع) من الخلافة ليس إلا إحقاق الحق ، فلا يرفع قدماً فيها إلا بالحق وللحق ومع الحق ، بل كما قال رسول الله (ص) : إن الحق مع عليّ يدور معه حيث ما دار ، فكيف يمكن له أن يُثبت باطلاً ويُساعده ويُمضيه .
ويروي : كان رسول أمير المؤمنين إلى معاوية سبرة الجهنيّ فقدم عليه ، فلم يكتب معاوية بشيء ولم يُجبه ، ورد رسوله ، وجعل كلما تنجّز جوابه لم يزد على قوله :
أدم إدامــة حصــن أو جــداً = حرباً ضروساً تشبّ الجزل والضرما
حتى إذا كان الشهر الثالث من مقتل عثمان في صفر : دعا معاوية برجل من بني عبس ، ثم أحد بني رواحة يدعى قبيصة ، فدفع إليه طوماراً مختوماً عنوانه من معاوية إلى علي : فقال إذا دخلت المدينة فاقبض على أسفل الطومار ، ثم أوصاه بما يقول وسرّح رسول عليّ ، وخرجا فقدما المدينة في ربيع الأول لغرّته ، فلما دخلا المدينة رفع العبسي الطومار كما أمره ، وخرج الناس ينظرون إليه ، فتفرقوا إلى منازلهم وقد علموا أن معاوية معترض ، ومضى حتى يدخل على عليّ فدفع إليه الطومار ففضّ خاتمه فلم يجد في جوفه كتابة ، فقال للرسول : ما وراءك ؟ قال : آمن أنا ؟ قال : نعم ، إن الرسل آمنة لا تقتل . قال : ورائي أني تركت قوماً لا يرضون إلا بالقود . قال : ممن ؟ قال : من خيط نفسك . وتركتُ ستين ألف شيخ يبكي تحت قميص عثمان وهو منصوب لهم قد ألبسوه منبر دمشق . فقال : مني يطلبون دم عثمان ؟! ألست موتوراً كتِرة عثمان ؟ اللَّّهُم إني أبرأ إليك من دم عثمان . (4)
أقول : ينبغي أن يُتوجه إلى أمور :
1 ـ بيعة علي (ع) أقوى وأتم من بيعة أبي بكر .
الأول : أنها وقعت من دون أعمال زور وتزوير وتهيئة مقدمة والتشبّث بوسائل ومخاطبات واحتجاجات .
الثاني : أنها وقعت في المرتبة الأولى باتفاق من المهاجرين والأنصار في المسجد ، من دون خلاف من أحد من أصحاب رسول الله (ص) .
الثالث : أنها وقعت فيمن وردت الروايات المتواترة والأحاديث الكثيرة في فضائله وأنه أحب الناس إلى الله وإلى رسوله وأنه أعلم الأمة وأقضاها وأتقاها وأشجعها .. فكيف يجوز لمثل معاوية وأتباعه أن يخالفه ويعانده ويقاتله .
2 ـ قلنا : إن علياً كان ممن نصر عثمان ورد مخالفيه كراراً ، وهو الذي أرسل ابنيه الحسنين (ع) إلى بيته ليذبّا عنه ويدفعا سوء قصد المخالفين . وأما معاوية فهو الذي لم يُجب استغاثته واستنصاره ، وكفَّ عن تأييده بجنوده .
3 ـ ولا يخفى أن معاوية هو أول من عمل بالكيد والمكر والسياسة الباطلة والتزوير ، ولم يكن له هدف إلا الحكومة والسلطنة ، وكان متوسلاً بأي عمل منكر وظلم قبيح الموصول إلى مقصده الدنيويّ . ونعم ، ما كتب إليه قيس بن سعد بن عبادة أمير مصر : أما بعد ، فإن العجب من اغترارك بي وطمعك فيّ واستسقاطك رأيي ، أتسومني الخروج من طاعة أولى الناس بالإمرة ، وأقولهم للحق وأهداهم سبيلاً وأقربهم من رسول الله (ص) وسيلة ، وتأمرني بالدخول في طاعتك ! طاعة أبعد الناس من هذا الأمر ، وأقولهم للزور وأظلهم سبيلاً وأبعدهم من الله عزَّ وجلَّ ورسوله (ص) وسيلة وله ضالين مُضلين طاغوت من طواغيت إبليس . (5)
ويقول عمار : كما في الطبري أيضاً : وأخذ عمار يقول : يا أهل العراق ، أتريدون أن تنظروا إلى من عادى الله ورسوله وجاهدهما وبغى على المسلمين وظاهر المشركين فلما رأى الله عَزَّ وجَلَّ يُعز دينه ويُظهر رسوله أتى النبي (ص) فأسلم وهو فيما يرى راهب غير راغب ، ثم قبض الله عَزَّ وجَلَّ رسوله (ص) فوالله إن زال بعده معروفاً بعداوة المسلم وهوادة المجرم ، فاثبتوا له وقاتلوه فإنه يطفئ نور الله ويُظاهر أعداء الله عَزَّ وجَلَّ . (6)
العقد الفريد : قال معاوية لأبي الطفيل : كيف وجدك على عليّ ؟ قال : وجد ثمانين مُثكِلاً . قال : فكيف حبك له ؟ قال : حب أم موسى ، وإلى الله أشكو التقصير . وقال له مرة أخرى : أبا الطفيل ! قال : نعم ، قال : أنت من قتلة عثمان ؟ قال : لا ولكني ممن حضره ولم ينصره . قال : وما منعك من نصره ؟ قال : لم ينصره المهاجرون والأنصار فلم أنصره . قال : لقد كان حقه واجباً وكان عليهم أن ينصروه . قال : فما منعك من نصرته يا أمير المؤمنين وأنت ابن عمه ؟ قال : أو ما طلبي بدمه نصرة له ؟ فضحك أبو الطفيل ، وقال : مثلك ومثل عثمان كما قال الشاعر :
لأعرفنّك بعد الموت تندبني = وفي حياتي ما زوّدتني زادا (7)
ويروي أيضاً : وكتب عليّ إلى معاوية بعد وقعة الجمل : سلام عليك ، أما بعد ، فإن بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت بالشام ، لأنه بايعني الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بويعوا عليه ، فلم يكن للشاهد أن يختار وللغائب أن يرد ، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار ، فإذا اجتمعوا على رجل وسمّوه إماماً كان ذلك لله رضاً ، وإن خرج عن أمرهم خارج ردوه إلى ما خرج عنه ، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيراً ، ما أعذرت إليهما حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون . فادخل فيما دخل فيه المسلمون ، فإن أحب الأمور إليّ قبولك العافية ، وقد كثرت في قتلة عثمان ، فإن أنت رجعت عن رأيك وخلافك ودخلت فيما دخل فيه المسلمون ، ثم حاكمت القوم إليّ حملتك وإياهم على كتاب الله . وأما تلك التي تريدها فهي خدعة الصبي عن البن ، ولعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدنّي أبرأ قريش من دم عثمان ، واعلم أنك من الطُلقاء الذين لا تحل لهم الخلافة ولا يدخلون الشورى . (8)
ويروي : كتابا آخر منه (عليه السلام) إلى معاوية ، فيه : وأما قولك : إن أهل الشام هم حكام أهل الحجاز ، فهات رجلاً من أهل الشام يُقبل في الشورى أو تحل له الخلافة ، فان سمَّيتَ كذّبك المهاجرون والأنصار ، ونحن نأتيك به من أهل الحجاز . وأما قولك ادفع إلي قتلة عثمان فما أنت وذاك ، وهاهنا بنو عثمان وهم أولى بذلك منك ، فإن زعمت أنك أقوى على طلب دم عثمان منهم فارجع إلى البيعة التي لزمتك وحاكم القوم إلي . (9)
أقول : في هذه الكلمات موارد للتحقيق :
1 ـ قول معاوية : (أو ما طلبي بدمه نصرة له) قد اعترف في ضمن هذا الكلام بأنه لم ينصر عثمان ولم يُجب استنصاره ، بل هيّج العداوة وبُغضَ الناس عليه بأعماله المخالفة .
2 ـ (فإن بيعتي بالمدينة لزمتك) البيعة للخلافة الظاهرية والحكومة الدنيوية نافذة إذا وقعت باتفاق المهاجرين والأنصار ، وهم في الطبقة الأولى من المسلمين ، فإذا اجتمعوا على أمر مختارين غير مكرهين وفيه صلاح المسلمين كان ذلك لله رضاً ، ولا يجوز لأحد من الحاضرين والغائبين أن يخالفهم .
3 ـ (إنك من الطلقاء) وهم الذين أسلموا بعد أن فتح رسول الله (ص) مكة ، وقال لأهل مكة : اذهبوا فأنتم الطُلقاء .
أخبار إصبهان : عن جرير عن النبي (ص) قال : المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة ، والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض . (10)
ويروي في العقد أيضاً : في جواب سعد بن أبي وقاص عن ما كتب إليه معاوية : أما بعد ، فإن عمر لم يُدخل في الشورى إلا من تحل له الخلافة ، فلم يكن أحد أولى بها من صاحبه إلا باجتماعنا عليه ، غير أن علياً كان فيه ما فينا ولم يكن فينا ما فيه ، ولو لم يطلبها ولزم بيته لطلبته العرب ولو بأقصى اليمن ، وهذا الأمر قد كرهنا أوله وكرهنا آخره . وأما طلحة والزبير فلو لزما بيوتهما لكان خيراً لهما ، والله يغفر لأم المؤمنين ما أتت . (11)
الاستيعاب : عبد الرحمن بن غنم الأشعري ، وهو الذي عاتب أبا هريرة وأبا الدرداء بحمص إذ انصرفا من عند عليّ (رض) رسولين لمعاوية ، وكان مما قال لهما : عجباً منكما كيف جاز عليكما ما جئتما به ، تدعوان علياً أن يجعلها شورى ، وقد علمتما أنه قد بايعه المهاجرون والأنصار وأهل الحجاز والعراق ، وأن من رضيه خير ممن كرهه ، ومن بايعه خير ممن لم يُبايعه . وأيّ مدخل لمعاوية في الشورى وهو من الطلقاء الذين لا تجوز لهم الخلافة ، وهو وابوه من رؤوس الأحزاب . فقدما على مسيرهما وتابا منه بين يديه . (12)
الاستيعاب : لما قتل عثمان وبايع الناس علياً ، دخل عليه المغيرة بن شعبة ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إن لك عندي نصيحة . قال : وما هي ؟ قال : إن أردت أن يستقيم لك الأمر فاستعمل طلحة بن عبيد الله على الكوفة ، والزبير بن العوام على البصرة ، وابعث معاوية بعهده على الشام حتى تلزمه طاعتك ، فإذا استقرت لك الخلافة فأدرها كيف شئت برأيك ! قال علي : أما طلحة والزبير فسأرى رأيي فيهما ، وأما معاوية فلا والله لا أراني الله مستعملاً له ولا مستعيناً به ما دام على حاله ، ولكني أدعوه إلى الدخول فيما دخل فيه المسلمون ، فإن أبى حاكمته إلى الله . وانصرف عنه المغيرة مغضباً ... ثم خرج عنه ، فلقيه الحسن وهو خارج ، فقال لأبيه : ما قال لك هذا الأعور ؟ قال : أتاني أمس بكذا وأتاني اليوم بكذا ... قال له علي : إن أقررتُ معاوية على ما في يده كنت متخذاً المضلين عضداً . (13)
البدء والتاريخ : ولما بلغ الخبر معاوية قال : إن خليفتكم قد قُتل مظلوماً ، وإن الناس بايعوا علياً ، ولست أنكر أنه أفضل مني وأولى بهذا الأمر ، ولكن أنا وليّ هذا الأمر ووليّ عثمان وابن عمه والطالب بدمه ، وقتلة عثمان معه فليدفعهم إليَّ اقتلهم بعثمان ثم أبايعه ! فرأى أهل الشام أنه قد طلب حقاً ، وهم قوم فيهم غفلة وقلة فطنة ، إما أعرابي جاف ، وأما مدنيّ مُغفل . (14)
أقول : في هذا الكلام موارد للنظر :
1 ـ قوله : خليفتكم قد قُتل مظلوماً ! وقد ادعى أكثر المهاجرين والأنصار أنه ظلم نفسه : بتولية من ليس له أهلية ، وتقسيم المال إلى أقاربه ، وطرد بعض من كبار الصحابة كأبي ذرّ وعمار وابن مسعود وغيرهم .
2 ـ قوله : أنا وليّ هذا الأمر ووليّ عثمان وابن عمه والطالب بدمه . ولايته بالشام كان من جانب الخليفة عثمان لا بالاستقلال ، وتنقضي بموته ، ولا بد في بقائها ودوامها أن يُجزيها ويُوليه الخليفة اللاحق ، وقد صرّح وأكدّ بعزله ، فهو غاصب ومن المخالفين الظالمين . وأما كونه ولياً لعثمان : فليس له هذه الولاية ، ولعثمان أولاد وأقارب وأرحام قريبة ، ولهم أن يتحاكموا عند وليّ الأمر والقاضي المنصوب ، كما صرّح به أمير المؤمنين (ع) .
3 ـ قوله : فليدفعهم إليَّ . هذا الكلام في غاية الوهن ، فإن القاتل ـ على فرض معروفيّته ـ لا يجوز أن يُدفع إلى من ليس بوليّ الأمر ولا وليّ عثمان . نعم ، يقبل هذه الأقوال من له غفلة وقلة فطنة .
ثم إنه يستفاد من روايات هذه الفصل أمور نشير إليها بالترتيب :
1 ـ قول عمرو بن العاص خطاباً لمعاوية : فوالله ما معك آخرة . وعمرو كان من أعرف الناس به .
2 ـ قول معاوية لعمرو : فأنت شريكي فيها ، فكتب له مصر وكورها .
فاعترف عملاً بقول عمرو وصدّقه ولم يكذّبه .
3 ـ حديث عبادة عن رسول الله (ص) فإنهما لا يجتمعان على خير أبداً . فأخبر رسول الله (ص) عن حالهما وعن اتفاقهما على الشر .
4 ـ قول ابن عباس : إن معاوية وأصحابه أهل دنيا . وقد سبق مختصر من أحوال أصحابه وعمّاله ، وسيجيء إجمال أحوالهم .
5 ـ قول علي (ع) : لا والله لا أستعمل معاوية يومين أبداً . يدل على أن علياً (ع) لم يطمئن بحكومته وعمله ولو في يومين .
6 ـ قول قيس : وأبعدهم من الله ورسوله وله ضالين مضلين طاغوت من طواغيت إبليس . يدل عليه خلاف معاوية علياً (ع) وهو أحب الناس إلى الله ورسوله ، وهو الحق ويهدي إلى الحق .
7 ـ قول عمار : إن تنظروا إلى من عادى الله ورسوله وجاهدهما وبغى على المسلمين وظاهر المشركين . يدل عليه خلافه رسول الله (ص) أولاً وعلياً ثانياً وهو ابن عمه وخليفته .
8 ـ قول أبو الطفيل : وفي حياة عثمان ما زوّدته زاداً . وقد سبق ما يدل عليه في فصول عثمان .
9 ـ قول علي (ع) : إنك من الطُلقاء ولا تحل لهم الخلافة .
10 ـ قول سعد : فإن عمر لم يُدخل في الشورى إلا من تحل له الخلافة .
11 ـ قول عبد الرحمن بن غنم : إنه وأباه من رءوس الأحزاب .
12 ـ قول علي (ع) : إنْ أقررتُ معاوية كنتُ متخذاً المضلين عضداً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ العقد الفريد ، ج 4 ، ص 345 .
2 ـ تاريخ الطبري ، ج 5 ، ص 159 .
3 ـ تاريخ الطبري ، ج 5 ، ص 160 .
4 ـ نفس المصدر ، ص 162 .
5 ـ تاريخ الطبري ، ج 5 ، ص229 .
6 ـ نفس المصدر السابق ، ج 6 ، ص 7 .
7 ـ العقد الفريد ، ج 4 ، ص 29 .
8 ـ العقد الفريد ، ج 4 ، ص 332 .
9 ـ نفس المصدر ، ص 334 .
10 ـ أخبار أصبهان ، ج 1 ، ص 146 .
11 ـ العقد الفريد ، ج 4 ، ص 338 .
12 ـ الاستيعاب ، ج 2 ، ص 850 .
13 ـ نفس المصدر السابق ، ج 4 ، ص 1447 .
14 ـ البدء والتاريخ ، ج 5 ، ص 210 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page