نذكر هنا روايات من مساوئ أعمال معاوية بن أبي سفيان ، ولما كانت مرتبطة بالمقام أفردناها بالذكر من بين سائر ما ورد في مظالمه ومطاعنه .
ولا يخفى أن معاوية هو ابن أبي سفيان بن حرب ، كان أبوه في رأس المحاربين من مشركي قريش في غزوات رسول الله (ص) ، وأمه هند بنت عتبة التي أخرجت كبد حمزة عم رسول الله وجعلت تلوك كبده ثم لفظته وجدعت أنفه وقطعت أذنيه . فبكى رسول الله (ص) وشهق .
(ادعاء زياد)
الفائق : عائشة : قدم معاوية المدينة فدخل عليها ، فذكرت له شيئاً ، فقال : إن ذلك لا يصلح ، فقالت : الذي لا يصلح ادعاؤك زياداً ، فقال : شهدت الشهود ، فقالت : ما شهدت الشهود ولكن ركبت الصليعاء . (1)
قال الزمخشري : أي السوءة أو الفجرة البارزة ، تعني ردّه بذلك الحديث المرفوع الذي أطبقت الأمة على قبوله : الولد للفراش وللعاهر الحجر . وسُمّية لم تكن لأبي سفيان فراشاً .
أقول : إن أبا سفيان زنى بسمية ثم ولد زياداً ، فادعى معاوية أنه أخوه ، وأن أباه أبو سفيان ، مع أن للعاهر الحجر والولد يلحق بالفراش . وابن زياد هو عبيد الله الملعون الذي أسرج وتهيّأ لقتال أبي عبد الله الحسين سيد شباب أهل الجنة وابن بنت رسول الله (ص) الاستيعاب : فقال عمرو بن العاص : أما والله لو كان هذا الغلام قرشياً لساق العرب بعصاه ، فقال أبو سفيان بن حرب : والله إني لأعرف الذي وضعه في رحم أمه ، فقال علي بن أبي طالب : ومن هو يا أبا سفيان ؟ قال : أنا ... ثم ادعاه معاوية في سنة أربع وأربعين ولحق به زياداً أخاً على ما كان من أبي سفيان في ذلك ... وقال أبو بكرة أخو زياد لأمه : هذا زنى أمه وانتفى من أبيه . ويله ما يصنع بأم حبيبة زوج النبي (ص) أيريد أن يراها ، فإن حجبته فضحته ، وإن رآها فيالها مصيبة ، يهتك من رسول الله (ص) حرمة عظيمة . (2)
تهذيب ابن عساكر : عن سعيد بن المسيب قال : أول قضية ردّت من قضاء رسول الله (ص) علانيّة ، قضاء فلان . يعني معاوية في زياد . وقال ابن يحيى : أول حكم رُدّ من أحكام رسول الله (ص) الحُكُم في زياد . وقال ابن بعجة : أول داء دخل على العرب قتل الحسن يعني سمّه ، وادعاء زياد . (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الفائق ، ج 2 ، ص 37 .
2 ـ الاستيعاب ، ج 1 ، ص 525 .
3 ـ تهذيب ابن عساكر ، ج 5 ، ص 412 .
بعض ما ورد في معاوية
- الزيارات: 2597