• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

بعض ما ورد في عمرو بن العاص

ويناسب هذه المباحث أن نذكر روايات وردت في عمرو وشأنه ، ليكون الناظر على بصيرة :
المحاسن والأضداد : في كلام لعاثمة بنت عاثم .. ثم قالت : أفيكم عمرو بن العاص ؟ قال عمرو : ها أنا ذا ، قالت : أنت تسبّ قريشاً وبني هاشم ! وأنت أهل للسب وفيك السب وإليك يعود السب ، يا عمرو ، إني والله عارفة بك وبعيوبك وعيوب أمك ، وإني أذكر ذلك ، وُلدت من أمة سوداء مجنونة حمقاء تبول من قيامها ويعلوها اللئام ، وإذا لامسها الفحل فكان نطفتها أنفذ من نطفته ، ركبها في يوم واحد أربعون رجلاً . وأما أنت ، فقد رأيتك غاوياً غير مرشد ومفسداً غير مصلح ، والله لقد رأيت فحل زوجتك على فراشك فما غرتَ ولا أنكرتَ . (1)
الفائق : اللَّهُم إن عمرو بن العاص هجاني وهو يعلم أني لستُ بشاعر فاهجُه اللَّهُم والعنه عدد ما هجاني . (2)
أقول : تباً ثم تباً ثم تباً للأمة المنكوسة المنحطّة الذين يتّبعون من أمثال هذا الرجل المبغوض عند الله ورسوله ويفتخرون به ويسلكون مسلكه ، ثم يتركون ما قال لهم رسول الله (ص) ، ويُعرضون عن أهل بيت الطهارة ، الذين فيهم نزل الوحي ، وهم مختلَف الملائكة وأهل بيت النبوة (وَسَيَعْلَمُ الَّذينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) .
ثم إنه ـ كما في الاستيعاب ـ : عمرو بن العاص بن وائل ، وأمه النابغة بنت حرملة ، وأخوه لأمه عمرو بن أثاثة وعقبة بن نافع ، وزينب بنت عفيف ، وإسلامه كان سنة ثمان ، وكان أحد الدهاة في أمور الدنيا المقدّمين في الرأي والمكر والدهاء .
المحاسن للبيهقي : عن الشعبي : أن عمرو بن العاص دخل على معاوية وعنده ناس ، فلما رآه مقبلاً استضحك ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أضحك الله سنك وأدام سرورك وأقر عينك ، ما كل ما أرى يوجب الضحك ! فقال معاوية : خطر ببالي يوم صفين يوم بارزت أهل العراق فحمل عليك علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فلما غشيك طرحت نفسك عن دابّتك وأبديت عورتك ، كيف حضرك ذهنك في تلك الحال ؟ وأما والله لقد وافقته هاشمياً منافياً ، ولو شاء أن يقتلك لقتلك .
فقال عمرو : يا معاوية إن كان أضحكك شأني فمن نفسك فاضحك ، أما والله لو بدا لك من صفحتك مثل الذي بدا له من صفحتي لأوجع قَذَالك وأيتم عيالك ... أمَا إني قد رأيتك يوم دعاك إلى البراز فاحوّلت عيناك وأزبد شدقاك وتنشّر مِنخراك وعرق جبينك وبدا من أسفلك ما أكره ذكره . فقال معاوية : حسبك حيث بلغت لم نرد كل هذا . (3)
أقول : هذا ما يعترف كل منهما على عظمة أمير المؤمنين (ع) ، ويظهر من كلامهما نهاية ضعف أنفسهما .
الاستيعاب : قال في مرضه : أصلحتُ من دنياي قليلاً وأفسدت من ديني كثيراً ، فلو كان الذي أصلحت هو الذي أفسدت والذي أفسدت هو الذي أصلحت لفُزت ، ولو كان ينفعني أن أطلب طلبت ، ولو كان يُجيني أن أهرب هربت ، فصرت كالمنجنيق بين السماء والأرض ، لا أرقى بيدين ولا أهبط برجلين . (4)
الطبقات : فلما نزل به الموت ، قال له ابنه عبد الله بن عمرو : يا أبت إنك كنت تقول : عجباً لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه ، فصف لنا الموت وعقلك معك ؟ فقال : يا بنيّ ، الموت أجلّ من أن يوصف ولكنّي سأصف لك منه شيئاً ، أجدني كأنّ على عنقي جبال رضوى وأجدني كأنّ في جوفي شوك السُلاَّء ، وأجدني كأنّ نفسي تخرج من ثَقب إبرة . (5)
أقول : يناسب هذا المقال ما في الطبري حدّث شريح بن هاني أن علياً أوصاه بكلمات إلى عمرو بن العاص ، قال : قل له إذا أنت لقيته : أن علياً يقول لك : إن أفضل الناس عند الله عَزَّ وجَلَّ من كان العمل بالحق أحب إليه وأن نقصه ، وكرثه الباطل وإن حنّ إليه وزاده . يا عمرو ، والله إنك لتعلم أين موضع الحق فلِمَ تجاهل ؟! إن أوتيت طمعاً يسيراً كنت به لله وأوليائه عدواً ، فكان والله ما أوتيت قد زال عنك . ويحك ؛ فلا تكن للخائنين خصيماً ولا للظالمين ظهيراً . أما إني أعلم بيومك الذي أنت فيه نادم وهو يوم وفاتك تمنّى أنك لم تُظهر لمسلم عداوة ولم تأخذ على حكم رشوة . (6)
وقد سبق كلام عمرو لمعاوية حيث نُقاتل من تعلم سابقته وفضلهوقرابته ، ولكنا إنما أردنا هذه الدنيا .
مستدرك الحاكم : عن عوانة قال : كان عمرو بن العاص يقول : عجباً لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه ، فلما نزل به الموت قال له ابنه عبد الله وذكّره بقوله ، فقال : يا بنيّ ، الموت أجلّ من أن يوصف ، سأصف لك منه شيئاً : أجدني كأنَّ على عنقي جبل رضوى ، وأجدني كأنَّ في جوفي شوك السلاح ، وأجدني كأن نفسي تخرج من ثَقب إبرة . (7)
أقول : هذا أول الابتلاء والعذاب ، وإن أخذ الله لشديد ، وإنه لشديد العقاب بما عملت أيديهم ، والعجب أنه لم يتنبّه بعد ، ولم يتوجه إلى مأخذ عذابه ومنشأ ابتلائه (خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظيمٌ) . نعم ؛ قد سمعتَ من قول عاثمة مبدأ حياته ، ثم سمعت قول رسول الله (ص) : (اللَّهُم فاهجُه والعنه) ، ثم قد رأيت قوله السيّء في عثمان وتهييج الناس عليه ، ثم رأيت توسّله بأيّ مكيدة وحيلة ممكنة لتقوية معاوية وتحكيم حكومته وتضعيف أمير المؤمنين علي (ع) حتى يصل إلى إمرة مصر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ المحاسن والأضداد ، ص103 .
2 ـ الفائق ، ج 3 ، ص194 .
3 ـ المحاسن للبيهقي ، ص53 .
4 ـ الاستيعاب ، ج 3 ، ص1189 .
5 ـ الطبقات ، ج 4 ، ص260 .
6 ـ تاريخ الطبري ، ج 6 ، ص39 .
7 ـ مستدرك الحاكم ، ج 3 ، ص454 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page