الوفيات : أبو الحسن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا (عليهم السلام) ويعرف بالعسكري ، وهو أحد الأئمة الاثني عشر عند الإمامية ، وكان قد سعي به إلى المتوكل ، فهجموا عليه في منزله على غفلة فوجدوه وحده في بيت مغلق وعليه مدرعة من شعر وعلى رأسه ملحفة من صوف وهو مستقبل القبلة يترنّم بآيات من القرآن الكريم في الوعد والوعيد ، وليس بينه وبين الأرض بساط إلا الرمل والحصا ، فأخذ على الصورة التي وُجد عليها ... وكانت ولادته سنة ثلاث عشرة ومئتين وتُوفّي سنة أربع وخمسين ومئتين ، ودفن في داره . انتهى ملخّصاً . (1)
تاريخ أبي الفداء : يروي مثلها . (2)
تذكرة الخواص : فلما دخلتُ ( أي يحيى بن هرثمة ) على المتوكل سألني عنه ، فأخبرته بحسن سيرته وسلامة طريقه وورعه وزهادته وأني فتشت داره فلم أجد فيها غير المَصاحف وكتب العلم ، وأن أهل المدينة خافوا عليه . فأكرمه المتوكل وأحسن جائزته وأجزل بره وأنزله معه (سُرّ من رأى) . قال يحيى بن هرثمة : فاتفق مرض المتوكل بعد ذلك بمدة ، فنذر إن عُوفي ليتصدّقنّ بدارهم كثيرة فعُوفي ، فسأل الفقهاء عن ذلك فلم يجد عندهم فرجاً ، فبعث إلى عليّ فسأله ؟ فقال : يتصدّق بثلاثة وثمانين ديناراً ، فقال المتوكل : من أين لك هذا ؟ فقال : من قوله تعالى (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ في مَواطِنَ كَثيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْن) والمواطن الكثيرة هي هذه الجملة ؛ وذلك لأن النبي (ص) غزى سبعاً وعشرين غزاة وبعث خمساً وستين سريّة ، وآخر غزواته يوم حنين ، فعجب المتوكل والفقهاء من هذا الجواب . (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الوفيات ، ج 1 ، ص349 .
2 ـ تاريخ أبي الفداء ، ج 1 ، ص44 .
3 ـ تذكرة الخواص ، ص202 .
الإمام علي بن محمد الهادي (عليهما السلام)
- الزيارات: 2816