• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تتمة : في مسائل من الأصول والفروع

ولا بأس بالإشارة إلى بعض المسائل المهمة في الأصول والفروع ، وهي مخالفة لما رُويت من آثار أهل بيت رسول الله (ص) ورواياتهم . وليُعلم أن الإمامية إنما يطيعون الله ورسوله وأوصياءه المعصومين الذين قال فيهم رسول الله (ص) : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا أبداً .
فالإمامية بمقتضى هذه الوصية من رسول الله (ص) قد تمسّكوا بالكتاب وأهل بيت رسول الله (ص) وأخذوا دينهم منهما .
في الرؤية
في مقالات الإسلاميين : ويقولون (أي أصحاب الحديث والسنة) إن الله سبحانه يُرى بالأبصار يوم القيامة كما يُرى القمر ليلة البدر ، يراه المؤمنون ولا يراه الكافرون ؛ لأنهم عن الله محجوبون . ويُقرّون أن الله سبحانه يجيء يوم القيامة كما قال : (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) ، وأنّ الله يقرب من خلقه كيف شاء كما قال : (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) . (1)
أقول : عقيدة أهل البيت أن الله تعالى ليس بجسم ولا محدود ، فلا يمكن أن يُرى بالأبصار أو يجري عليه ما يجري على الأجسام من القرب والبعد والمجيء والإقامة وغيرها ، تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً .
أنه خالق
مقالات الإسلاميين : وأقرّوا (أي أصحاب الحديث والسنة) أنه لا خالق إلا الله وأن سيئات العباد يخلقها الله وأنّ أعمال العباد يخلقها الله عَزَّ وجَلَّ وأن العباد لا يقدرون أن يخلقوا شيئاً . (2)
أقول : عقيدة أهل البيت أن الله تعالى لا يظلم ولا يفعل القبيح ، ولا يعمل عمل سيئة ولو بواسطة ، وهو القادر الحكيم المتعالي .
في القياس :
المستدرك : قال رسول الله (ص) : ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فرقة قوم يقيسون الأمور برأيهم فيُحرمون الحلال ويحللون الحرام ، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه . (3)
أقول : يوافق عقيدة الإمامية فإن حكم الله تعالى لا يصاب بقياس ولا برأي ، وعقول الرجال قاصرة عن دركه . (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ) .
في المسح :
ابن ماجه : بإسناده عن الربيع قالت : أتاني ابن عباس فسألني عن هذا الحديث تعني حديثها الذي ذكرت : أن رسول الله (ص) توضّأ وغسل رجليه ؟ فقال ابن عباس : إن الناس أبوا إلا الغسل ولا أجد في كتاب الله إلا المسح . (4)
الاستيعاب : روى عن تميم المازني الأنصاريّ ابنه عباد ، قال : رأيت رسول الله (ص) يتوضأ ويمسح الماء على رجليه . (5)
مسند أحمد : عن عليّ (ع) قال : كنت أرى أنّ باطن القدمين أحقّ بالمسح من ظاهرهما ، حتى رأيت رسول الله (ص) يمسح ظاهرهما . (6)
في الأذان
سنن البيقي : عن نافع قال : كان ابن عمر لا يؤذّن في سفره ، وكان يقول : حيّ على الفلاح وأحياناً يقول : حيّ على خير العمل . (7)
ويروى روايات أخر بهذا المضمون .
ويروى : أن عليّ بن الحسين كان يقول في أذانه إذا قال : (حيّ على الفلاح) قال : (حيّ على خير العمل) ، ويقول : هو الأذان الأول .
في السورة
سنن البيهقي : عن أبي قتادة عن النبي (ص) : أنه كان يقرأ في الركعتين من الظهر في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة . (8)
في وضع اليد
تهذيب ابن عساكر : وحكى بكر المعافري أنه لم يَر أبا أمامة ، يعني ابن سهل ، واضعاً إحدى يديه على الأخرى قطّ ولا أحداً من أهل المدينة ، حتى قدم الشام فرأى الأوزاعي وأنا سامعه يضعون أيديهم (9) . أقول : يشير إلى مذهب أهل المدينة ومن تابعهم كمالك بن أنس فإن مذهبهم إرسال اليدين في الصلاة بخلاف مذهب الأوزاعي ومن تابعه .
في القنوت
سنن أبي داود : قال أبو هريرة : والله لأقربن بكم صلاة رسول الله (ص) ، قال : فكان أبو هريرة يقنت في الركعة الآخرة من صلاة الظهر وصلاة العشاء الآخرة وصلاة الصبح ، فيدعو للمؤمنين ويلعن الكافرين . (10)
ثم يروي روايات أخر في قنوته (ص) .
سنن البيهقي : عن أنس : أن النبي (ص) قنت شهراً يدعو عليهم ثم تركه . فأما في الصبح فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا . (11)
ثم : يروي روايات آخر في القنوت .
ويروى : أن رجلاً سأل أنساً عن القنوت : أبعد الركوع أو عند الفراغ من القراءة ؟ قال : لا بل عند الفراغ من القراءة . (12)
مسند أحمد : عن ابن سيرين ، سألت أنس : هل قنت عمر قال : نعم ومن هو خير من عمر ، رسول الله (ص) بعد الركوع . (13)
ويروى : عن أنس قال : قنت رسول الله (ص) عشرين يوماً . (14)
في الجمع بين الصلاتين
أخبار إصبهان : عن ابن عباس قال : جمع رسول الله (ص) بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء بالمدينة في غير سفر ولا مطر ، فسألنا ابن عباس : ماذا أراد بذلك ؟ قال : أراد التوسعة على أمته . (15)
سنن البيهقي : يروي روايات نظيرها . (16)
مسند أحمد : يروي مثلها . (17)
في الصلاة على النبي (ص)
سنن أبي داود : (باب الصلاة على النبي (ص) بعد التشهد) عن كعب قال : قلنا : يا رسول الله ، أمرتنا أن نصلي عليك وأن نسلّم عليك ، فأما السلام فقد عرفناه ، فكيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا (اللَّهُم صلّ على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد) . (18)
ويروى : عن شعبة مثلها ، وفيها : (صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم) .
وأيضاً يروي : عن الحكم وفيها : (وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد) .
الموطأ : أتانا رسول الله (ص) في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد : أمرنا الله أن نصلّي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك .. كما في السنن . (19)
سنن البيهقي : يروي روايات بإسناده نظير ما سبق ، ثم يروي عن أبي مسعود قال : لو صلّيت صلاة لا أصلّي فيها على آل محمد (ص) لرأيت أن صلاتي لا تتم . (20)
أقول : هذه أحاديث في الوضوء والطهارة والصلاة وكيفيتها ، وردت على وفق ما رويت عن أهل بيت رسول الله (ص) ، والإمامية رووا أحاديث كثيرة عن رسول الله (ص) وعن أهل بيته المعصومين على هذه المضامين .
في جعل الأحاديث ولزوم الدقة والتحقيق
مسلم : بإسناده عن اليحصبيّ : قال سمعت معاوية يقول : إياكم وأحاديث ؛ إلا حديثاً كان في عهد عمر ، فإن عمر كان يُخيف الناس في الله عَزَّ وجَلَّ . (21)
تهذيب ابن عساكر : وقال ابن عديّ : رفع المعمّري أحاديث وهي موقوفة ، وزاد في المتون أشياء ليس فيها ، وكان كثير الحديث ، وهذه العادة موجودة في البغداديين خاصة وفي حديثهم وحديث ثقاتهم فإنهم يرفعون الموقوف ويوصلون المرسل ويزيدون في الأسانيد . (22)
أقول : وضع الكلام والحديث في مطلق الحكومات حقاً أو باطلاً ، جائراً أو قاسطاً ، أمر عادّي ، ولاسيَّما إذا مسّت الحاجة إليه ، فكل من أتباع الحكومة ورجالها ومحبيها ومروّجيها يضع الحديث ويُحرّف الكلم ويزيد ويُغيّر ويحذف ويُفسّر ويُؤوّل ، على وفق جريان أمر الحكومة وعلى صلاح الملك والمملكة ، خوفاً أو طمعاً أو حباً أو غفلة أو لأغراض أخر .
ونِعم ما يقول في كتاب (الأضواء على السنة المحمدية) : لم يكن وضع الحديث على رسول الله (ص) مقصوراً على أعداء الدين وأصحاب الأهواء فحسب كما بيّنا ، وإنما كان الصالحون من المسلمين يضعون كذلك أحاديث على رسول الله (ص) ويجعلون ذلك حِسبة لله بزعمهم : ويحسبون أنهم بعملهم هذا يُحسنون صنعاً ! روى مسلم في كتابه عن يحيى القطّان : لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث . وروى مسلم عن أبي الزناد : أدركت بالمدينة مئة كلهم مأمون ما يؤخذ عنهم الحديث . (23)
ويقول : ذكر المحققون أموراً كلية يعرف بها أن الحديث موضوع ، منها : مخالفته لظاهر القرآن ، أو السنة المتواترة ، أو بالإجماع القطعي ، أو القواعد المقررة في الشريعة ، أو للبرهان العقلي ، أو للحس والعيان ، وسائر اليقينيات ، أو اشتمال الحديث على مجازفات في الوعد والوعيد والثواب والعقاب ، أو كان مناقضاً لما جاءت السنة الصريحة به ، أو كان باطلاً في نفسه ، أو ما تقوم الشواهد الصحيحة على بطلانه . (24)
أقول : والإمامية يقولون : إن من الأمور القطعيّة التي يعرف بها وضع الحديث مخالفته السنة الثابتة لأهل بيت رسول الله (ص) ، فإنا قد أمرنا باتباعهم والتمسك بهم وإطاعتهم والأخذ منهم (راجع فصول أهل البيت في هذا الكتاب) فلا يجوز لنا التمسك بمخالفيهم ومعانديهم وأخذ أحاديثهم وتصحيح أقوالهم وآرائهم إذا كانت مخالفة لأحاديث أهل البيت (ع) ولاسيَّما في زمان كانت الحكومة على خلافهم ، بل ويأمرون ببغضهم وسبّهم وقتلهم وقتل محبيهم وطرد شيعتهم وتكفير أتباعهم .
وقد قيل إن الناس على دين ملوكهم ، وإنهم كالهَمج الرعاع يتبعون كل ناعق ، ويميلون مع كل ريح يميناً وشمالاً ، فالناس بعد رحلة رسول الله (ص) مالوا إلى الحكومة ، وأعرضوا عن أهل البيت ، وأحدثوا ما أحدثوا ، ورووا ما رووا ، ووضعوا ، وقالوا ما قالوا ، على ما يقتضيه الجريان الخارجيّ ، فبدّلوا الأصول وحرّفوا الفروع . ومن هؤلاء المحدثين أبو هريرة .
مستدرك الحاكم : عن أبي هريرة قال : قال لي عمر : يا عدوّ الله وعدوّ الإسلام ! خنت مال الله ، قال : قلت : لست عدو الله ولا عدو الإسلام ولكني عدو من عاداهما ولم أخن مال الله ، ولكنها أثمان إبلي وسهام اجتمعت ، قال : فأعاده عليّ وأعدت عليه هذا الكلام ، قال فغرمني أثني عشر ألفاً . (25)
يقول في الأضواء : قال أبو جعفر الاسكافي : إن معاوية حمل قوماً من الصحابة وقوماً من التابعين على رواية أخبار قبيحة على عليّ تقتضي الطعن فيه والبراءة منه ، وجعل لهم في ذلك جُعلاً ، فاختلقوا له ما أرضاه ، منهم : أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ومن التابعين : عروة بن الزبير . (26)
ويقول : علمتَ مما كشفناه لك من تاريخ أبي هريرة أنه لم يصاحب النبي الا على مليء بطنه ، كما ذكر هو مراراً عن نفسه ، وأنه قد اتخذ الصُفة ملاذاً له لفقره ، يأكل فيها كما يأكل سائر أهلها ، أو يأكل عند النبي أو عند أحد أصحابه . (27)
ويقول : أجمع رجال الحديث على : أن أبا هريرة كان أكثر الصحابة حديثاً عن رسول الله (ص) على حين أنه لم يصاحب النبي إلا نحو ثلاث سنين ، وقد ذكر أبو محمد بن حزم أن مسند بقى بن مخلّد قد أحتوى من حديث أبي هريرة على 5347 روى البخاري منها 446 حديثاً ... وقد أفزعت كثرة رواية أبي هريرة عمر بن الخطاب فضربه بالدرة وقال له : أكثرت يا أبا هريرة من الرواية ، وأحرّ بك أن تكون كاذباً على رسول الله ، ثم هدّده وأوعده إن لم يترك الحديث عن رسول الله فإنه ينفيه إلى بلاده . (28)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ مقالات الإسلاميين ، ج 1 ، ص321 .
2 ـ نفس المصدر السابق ، ج 1 ، ص321 .
3 ـ المستدرك ، ج 4 ، ص430 .
4 ـ ابن ماجة ، ج 1 ، ص171 .
5 ـ الاستيعاب ، ج 1 ، ص195 .
6 ـ مسند أحمد ، ج 1 ، ص114 .
7 ـ سنن البيهقي ، ج 1 ، ص424 .
8 ـ نفس المصدر ، ج 2 ، ص59 .
9 ـ تهذيب ابن عساكر ، ج 3 ، ص287 .
10 ـ سنن أبي داود ، ج 1 ، ص203 .
11 ـ سنن البيهقي ، ج 2 ، ص201 .
12 ـ نفس المصدر ، ص207 .
13 ـ مسند أحمد ، ج 3 ، ص166 .
14 ـ نفس المصدر ، ص207 .
15 ـ أخبار أصبهان ج 2 ، ص196 .
16 ـ سنن البيهقي ، ج 3 ، ص166 .
17 ـ مسند أحمد ، ج 1 ، ص223 .
18 ـ سنن أبي داود ، ج 1 ، ص140 .
19 ـ الموطأ ، ص150 .
20 ـ سنن البيهقي ، ج 2 ، ص379 .
21 ـ مسلم ، ج 3 ، ص95 .
22 ـ تهذيب ابن عساكر ، ج 4 ، ص199 .
23 ـ الأضواء على السنة المحمدية ، ص102 .
24 ـ نفس المصدر ، ص103 .
25 ـ مستدرك الحاكم ، ج 2 ، ص347 .
26 ـ الأضواء ، ص190 .
27 ـ نفس المصدر ، ص185 .
28 ـ نفس المصدر ، ص162 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page