التاريخ: 2009/12/02
حديث: (من أحد سنان الغضب لله تعالی، قوي علی اشداء الباطل).
نص الحديث
قال الامام علي (عليه السلام): من أحد سنان الغضب لله تعالی، قوي علی اشداء الباطل.
دلالة الحديث
المقولة المتقدمة، تجسد احد مبادئ التعامل مع الله تعالی، خلال المواجهة مع اعدائه تعالی، انها توضح بان من الغضب لله تعالی كما لو رأی منكراً فغضب لله مستنكراً ذلك، ثم واجه المنكر من خلال الرد عليه، حينئذ فان الله تعالی يجعله منتصراً علی الباطل من القوة. هذه الحقيقة، قد رسمها الامام علي (عليه السلام) - وهو امام البلاغة - في صياغة فنية هي الاستعارة علی نحو ما نحدثك عنها الآن بحيث يستطيع قارئ الحديث بان يعمق معرفته بالمبدأ المذكور من خلال لغة الفن.
بلاغة الحديث
الصورة الاستعارية للحديث هي: من أحد سنان الغضب لله تعالی قوي علی اشداء الباطل. ان هذه الاستعارة تتضمن فضلاً عما تحمله الاستعارة عن بلاغة فائقة، تتضمن تقابلاً له جماليته. فالتقابل هو بين الغضب من اجل الله تعالی وبين القوة علی اشداء الباطل، عند رجال الباطل، وتقابلها قوة هي الغضب من اجل الله تعالی، حيث ان الغضب الفردي (علی سبيل المثال) يستطيع ان يواجه اشداء الباطل وهم جماعة او لو قوة دنيوية مقابل القوة التي يمثلها الغاضب علی اشداء الباطل وهذا هو التقابل.
ولكنه ماذا عن الصورة الاستعارية؟ الصورةالاستعارية هي: حدة السنان، والسنان هو نصل الرمح، اي: اداة عسكرية، وبهذا تتجسد الاستعارة في كونها قد خاعت علی الظاهرة النفسية او الفكرية (الغضب لله تعالی) طابع (الاداة العسكرية - السنان) اي: جعلت للغضب سنانا يستخدمه المؤمن في مواجهة جيش الباطل، بحيث ينتصر عليه، وهذا ما عبرت الصورة القدمة عنه من خلال عبارة (قوي علی اشداء الباطل) فالاشداء يمثلون قوة، ولكن الايمان أقوی من اشداء الباطل: بحسب الصورة الاستعارية المذكورة.
*******
بقلم : الدکتور محمود البستانی
المأخذ : arabic.irib.ir