• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

نور وبلاغة الحلقة (٧٥) - قال الامام الرضا (ع): التهنئة بآجل الثواب، افضل من التعزية بعاجل المصيبة.

التاريخ: 2010/01/26
حديث: (التهنئة بآجل الثواب، افضل من التعزية بعاجل المصيبة).
نص الحديث
قال الامام الرضا (عليه السلام): التهنئة بآجل الثواب، افضل من التعزية بعاجل المصيبة.


دلالة الحديث
الحديث المتقدم ينطوي علی نكات في نهاية الأهمية وفي غاية الطرافة، انه حديث عن الصبر حيال المصيبة، ولكنه في الآن ذاته لفت للنظر الی عاقبة الأمور بحيث يتحول الموضوع من حال المصيبة الی حال التهنئة. كيف ذلك؟
هذا ما نعتزم الحديث عنه الآن: دلالياً وبلاغياً او جمالياً: الحديث يشير الی انك عند ما تهنئ صديقك او قريبك بما وصل له من الشدة (فقدان العزيز) من حيث الثواب الذي ينتظره في مجاورته لله منه افضل من تعزيتك اياه بما حصل له من المصيبة الحالية، و بكلمة اكثر وضوحاً: ان الانتقال من الدنيا الی مجاورته تعالی، يجسّد عطاءاً كبيراً بالقياس الی ما فقده العزيز من دنياه، اي: ما يحصل عليه من العطاء الأخروي، افضل من الخسار الدنيوي.
والمهمّ، ان هذه المقولة قد نسبها الامام الرضا (عليه السلام) عبر صورة تشبيهية، تنتسب الی احد اشكال التشبيه الواقعي.
التشبيه - من جانب - هو نمطان، تشبيه واقعي، وتشبيه تخيّلي، وكلاهما حق بطبيعة الحال، كما ان التشبيه - من جانب آخر - قد يكون علی نحو المقارنة او المماثلة او علی نحو التفاضل او الاولوية والحديث المتقدم هو من جانب تشبيه واقعي لا تخيّل فيه، ومن جانب آخر تشبيه بالأعلی او الأدنی من طرف الآخر، فاذا قلنا عن الكفار مثلاً « إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ» يكون التشبيه علی نحو (المقارنة) او (التماثل)، ولكن اذا قلنا «إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا» يكون التشبيه علی نحو الادنی أو الاعلی من طرفه الآخر، اي: ان الكفار اكثر واعلی ضلالاً من الحيوانات.
وفي ضوء هذه الحقيقة نواجه الحديث المتقدم الذي يشير الی ان (التهنئة) باجل الثواب (افضل) من (التعزيز) بعاجل المصيبة وحينئذ يكون التشبيه المتقدم مجسداً لما هو اولی واحسن وافضل.


بلاغة الحديث
والسؤال بلاغياً: كيف نستلهم ذلك؟
الجواب: من البيّن ان التهنئة هي: بشارة بما هو خير، بينما التعزية تسلية بما هو شدّة، وكما هو معروف فان التسلية تعني: تخفيف الشدة، بينما التهنئة تعني: زوال الشدة. اذن، كم هو طريف تشبيه الامام الرضا (عليه السلام) من حيث ذهابه الی ان (التهنئة) بآجل الثواب افضل من التعزية بعاجل المصاب ومن جانب آخر: مما يضيف علی التشبيه المذكور من جمالية هو: التقابل بين (الآجل) و (العاجل)، والتقابل بين (الثواب) و(المصاب)، وذلك بما يجعل الذهن متداعياً الی حقيقة ما نعرفه من الدنيا، وحقيقة ما نعرفه من الآخرة، حينئذ ما نعرفه من عطاء الله تعالی آجلا مقابل ما نعرفه من الشدائد عاجلاً.

*******
بقلم : الدکتور محمود البستانی
المأخذ : arabic.irib.ir


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page