• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الزيادة والنقيصة في القرآن

أخرج المتَّقي الهندي ، عن أبي عبيد عن أُبيِّ ، أنَّ النبي ( صلّى الله عليه وسلم ) قال : ( إنَّ الله أمرني أنْ أقرأ عليك القرآن فقرأ عليه ) :
لم يكن ، وقرأ عليه :
إنَّ ذات الدين عند الله الحنيفية ، لا المشركة ، ولا اليهودية ، ولا النصرانية ، ومَن يعمل خيراً فلن يكفره . وقرأ عليه :
لو كان لابن آدم وادٍ لابتغى إليه ثانياً ، ولو أعطى ثانياً لابتغى ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب ، ويتوب الله على مَن تاب (1) .
وقال الراغب الأصبهاني :
أثبت زيد بن ثابت سورتي القنوت في القرآن ، وأثبت ابن مسعود في مصحفه :
لو كان لابن آدم واديان مِن ذهب لابتغى إليهما ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب ، ويتوب الله على مَن تاب (2) .
وقال جلال الدين السيوطي :
وأخرج ابن الضرّيس ليؤيِّدنَّ الله هذا الدين برجال ما لهم في الآخرة مِن خلاق ، ولو أنَّ لابن آدم ، واديين مِن مال ، لتمنَّى وادياً ثالثاً ، ولا يملاً جوف ابن آدم إلاَّ التراب ، فيتوب الله عليه ، والله غفور رحيم .
وأخرج أبو عبيد ، وأحمد ، والطبراني في الأوسط ، والبيهقي في ( شعب الإيمان ) عن أبي واقد الليثي قال :
كان رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) إذا أُوحي إليه أتيناه فعلمنا ما أُوحي إليه .
قال : فجئته ذات يوم فقال :
إنَّ الله يقول :
إنَّا أنزلنا المال لإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، ولو أنَّ لابن آدم وادياً لأحبَّ أنْ يكون إليه الثاني ، ولو كان له الثاني لأحبَّ أنْ يكون إليهما ثالث ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب ، ويتوب الله على مَن تاب (3) .
وقال ابن الأثير (4)
أبو الأسود الدؤلي قال : بعث أبو موسى إلى قرَّاء أهل البصرة ، فدخل عليه ثلاثمئة رجل قد قرأوا القرآن فقال :
أنتم خيار أهل البصرة وقرَّاؤهم ، فاتلوه ، ولا يطولنَّ عليكم الأمد فتقسوه قلوبكم ، كما قست قلوب مَن كان قبلكم ، وإنَّا كنَّا نقرأ سورة كُنَّا نُشبِّهها في الطول والشدِّة ببراءة ، فأُنسيتها ، غير أنِّي حفظت منها :
لو كان لابن آدم واديان مِن مال لابتغى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب (5) .
أخرج أبو داود ، وأحمد ، وأبو يعلى ، والطبراني عن زيد بن أرقم قال :
كنَّا نقرأ على عهد رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) :
لو كان لابن آدم واديان مِن ذهب ، وفضَّة لابتغى الثالث ، ولا يملأ بطن ابن آدم إلاَّ التراب ، ويتوب الله على مَن تاب ( 6) .
وأخرج أبو عبيد ، وأحمد عن جابر بن عبد الله قال : كنَّا نقرأ :
لو أنَّ لابن آدم ملء وادٍ مالاً ، لأحبَّ إليه مثله ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب ، ويتوب الله على مَن تاب .
وأخرج ابن الأنباري عن زر ، قال : في قراءة أُبيِّ بن كعب ،
ابن آدم لو أُعطي وادياً مِن مال لابتغى ثانياً ، ولو أُعطي واديين مِن مال لالتمس ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب ، ويتوب الله على مَن تاب (7) .
وعن ابن عباس قال :
كنت عند عمر فقرأت :
لو كان لابن آدم واديان مِن ذهب لابتغى الثالث ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب ، ويتوب الله على مَن تاب .
قال عمر ما هذا ؟!!
قلت : هكذا أقرأنيها رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) (8) .
قال الأمام أحمد : حدَّثنا عبد الله ، حدَّثني أُبي ، حدَّثنا عبد الرحمان ، عن مالك عن الزهري ، عن عروة عبد الرحمان بن عبد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
سمعت هشام بن حكيم يقرأ ( سورة الفرقان ) في الصلاة على غير ما أقرأها ، وكان رسول الله ( صلّى الله عليه وسلم ) أقرأنيها ، فأخذت بثوبه فذهبت به إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقلت : يا رسول الله ،
إنِّي سمعته يقرأ ( سورة الفرقان ) على غير ما أقرأنيها ، فقرأ القراءة التي سمعتها منه (9).
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن عباس قال : أمر عمر بن الخطاب منادياً فنادى : إنَّ الصلاة جامعة ، ثمَّ صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمَّ قال :
يا أيُّها الناس لا تجزعنَّ مِن آية الرجم ؛ فإنَّها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها ، ولكنَّها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد ، وآية ذلك أنَّ النبي ( صلّى الله عليه وسلم ) قد رجم ، وأنَّ أبا بكر قد رجم ، ورجمت بعدهما وإنَّه سيجيء قوم مِن هذه الأمَّة يكذبون بالرجم . ( الدرُّ المنثور في التفسير بالمأثور 5/179 ) .
وقال العلاَّمة الكبير الشيخ أبو ريَّة ( طاب ثراه ) :
ولم يقف فعل الرواية عند ذلك ، بلْ تمادت إلى ما هو أخطر مِن ذلك ، حتَّى زعمت أنَّ في القرآن نقصاً ، ولحناً وغير ذلك ممَّا أورد في كتب السنَّة ، ولو شئنا أنْ نأتي به كلِّه هنا لطال الكلام ـ ولكنَّا نكتفي بمثالين ممَّا قالوه في نقص القرآن ، ولم نأت بهما مِن كتب السنَّة العامَّة بلْ ممَّا حمله : الصحيحان ، ورواه الشيخان : البخاري ، ومسلم .
أخرج البخاري وغيره عن عمر بن الخطاب أنَّه قال ـ وهو على المنبر :
إنَّ الله بعث محمّداً بالحقِّ نبيِّاً ، وأنزل عليه الكتاب فكان ممَّا أنزل آية الرَّجم ، فقرأناها وعقلناها ووعيناها . رجم رسول الله (ص) ورجمنا بعده ، فأخشى إنْ طال بالناس زمان أنْ يقول قائل : ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلُّ بترك فريضة أنزلها الله ، والرجم في كتاب الله حقٌّ على مَن زنى إذا أُحصن مِن الرجال والنساء .
ثمَّ إنَّا كنَّا نقرأ فيما يقرأ في كتاب الله ، ألا ترغبوا عن آبائكم فإنَّه كفر بكم أنْ ترغبوا عن آبائكم .
وأخرج مسلم عن أبي الأسود عن أبيه قال : بعث أبو موسى الأشعري ، إلى قرَّاء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن فقال :
أنتم خيار أهل البصرة ، وقراؤهم ، ولا يطولنَّ عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب مَن كان قبلكم ، وإنَّا كنَّا نقرأ سورة كنَّا نُشبِّهها في الطول ، والشدَّة ببراءة فأنسيتها غير أنِّي قد حفظت منها : ( لو كان لابن آدم واديان مِن مال لابتغى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب ) وكنَّا نقرأ سورة كنَّا نُشبِّهها بإحدى المُسبَّحات فأنسيتها غير أنِّي حفظت منها :
( يا أيُّها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتُكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة ) .
نجتزئ بما أوردنا وهو كافٍ هنا لبيان كيف تفعل الرواية حتَّى في الكتاب الأول للمسلمين ، وهو القرآن الكريم ! ولا ندري كيف تذهب هذه الروايات التي تفصح بأنَّ القرآن فيه نقص ، وتحمل مثل هذه المطاعن مع قول الله سبحانه :
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) وأيُّهما نصدق ؟!
اللهمَّ إنَّ هذا أمر عجيب يجب أنْ يتدبَّره أولو الألباب . ( أضواء على السنَّة المحمدية ص 256 ، 257 الطبعة الثالثة لدار المعارف بمصر ) .
_________
(1) منتخب كنز العمال بهامش مسند الإمام أحمد : 2/42 .
(2) المحاضرات : 2/250 طبعة مصر .
(3) الدرُّ المنثور : 1/105 ، الإتقان في علوم القرآن : 2/25 .
(4) هو المبارك بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري الشافعي ، أبو السعادات المشهور بابن الأثير . ولِد ( سنة 544 هـ ) في جزيرة ابن عمر ، وانتقل في شبابه إلى الموصل حيث أكبَّ على الدرس فبزَّ أقرانه في مختلف العلوم ، وذاع صيته ، وأثبتت شهرته في سائر الأقطار . انظر : مقدَّمة جامع الأصول 1|3 .
(5) جامع الأصول : 3|8 رقم الحديث 904 طبعة مصر ( عام 1370 هـ ) .
(6) الدرُّ المنثور في التفسير بالمأثور : 1|105 وأورده الآلوسي في تفسيره روح المعاني : 1|20 باختلاف يسير .
(7) المصدر السابق 1/106 ، الجامع الصغير : 2/131
(8) منتخب كنز العمال بهامش مسند الإمام أحمد : 2/43
(9) مسند الإمام أحمد : 1/40 ، صحيح مسلم : 3/137 بتحقيق الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page