• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

كلمة الختام

وها نحن أُولاء قد أوردنا في هذا البحث الوجيز ، نُبذة مِن آراء علمائنا الأعلام ( الشيعة الإمامية ) مِن القرن الثالث الهجري حتَّى العصر الحاضر( القرن الخامس عشر ) ، وإنَّهم جميعاً ينفون تحريف القرآن الكريم ولا يعترفون بزيادة فيه أو بنقصان .
فيلزم على علماء السنَّة ـ كذلك ـ أنْ لا يعترفوا بصحَّة الأحاديث الواردة في صحاحهم ، ومسانيدهم والتي تُثبت تحريف القرآن الكريم عندهم .
فالواجب يُحتِّم علينا جميعاً تنزيه القرآن الكريم مِن هذه المطاعن ، أنْ نضرب بمثل هذه الأحاديث عرض الجدار لمخالفتها لنصِّ القرآن الكريم ، قال الله تعالى : (لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) .
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) .
وممَّا هو محفوظ منه : الزيادة ، والنقصان .
وقد ألزمنا أئمَّتنا الأطهار أهل بيت الرسول الأكرم المختار ( عليهم أفضل الصلاة وأتمُّ السلام ) بالعمل بهذا القرآن العظيم ، المتداول بأيدينا وأيدي جميع المسلمين ، في شرق الأرض وغربها ؛ لأنَّ ما بين الدفَّتين كلَّه كلام الله تعالى ربِّ العالمين وهو : القرآن وليس غيره .
وأكثر مِن ذلك ... فقد ألزمنا الأئمَّة الاثنا عشر أوصياء الرسول الأكرم ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) بعرض الأحاديث المروية عنهم ( عليهم السلام ) على القرآن الكريم ، فإنْ كانت موافقة للقرآن فإنَّها منهم ، وإنْ كانت مخالفة له فإنَّها ليست منهم ، ويجب تركها وعدم الاهتمام بها ، وضربها عرض الجدار .
هكذا وبهذه الصراحة ، والعمل جارٍ على هذا المنهاج .
فإذاً ؛ يجب على علماء المسلمين الغيارى كافَّة في جميع الأقطار الإسلامية ، أنْ يشكِّلوا لجاناً خاصة لمراجعة أمثال هذه الأحاديث المذكورة ، والمتكرِّرة في الصحاح الستَّة والمسانيد ، والتي تُثبت تحريف القرآن الكريم بالزيادة والنقصان ، لتحقيق متونها والبحث عن سلسلة رواتها (1) كيلا يتسنَّى للمُنحرفين ( عملاء الاستعمار ) أنْ يصلوا إلى أهدافهم الدنيئة مِن هذا الطريق ، وإلى غايتهم المشؤومة مِن الطعن في الإسلام .
والاستعمار يُهمُّه دائماً نشر هذه الأحاديث ؛ لأنَّها تشوِّه سمعة الإسلام وتشغل المسلمين بأنفسهم بتفريق كلمتهم ، وتشتيت شملهم!!
والأمل مِن أمَّة الإسلام أنْ تعي ، ورجال الحكم الغيارى أنْ يتيقَّظوا مِن هذا السُّبات العميق ، ويكونوا وحدة متماسكة مع جميع مسلمي العالم ؛ كي لا يوفَّق الاستعمار لنيل أغراضه الخبيثة ، وغاياته الدنيئة .
وفي الآونة الأخيرة ، عندما شاهد الاستعمار صولة الإسلام ورقيِّه في بناء صرح الجمهورية الإسلامية في إيران ، أوحى إلى عملائه ، وأذنابه ـ في الشرق الأوسط وخاصة في هذا العصر ـ أمثال :
إبراهيم الجبهان ، إحسان الهي ظهير الباكستاني ، عبد الله محمد الغريب ، محمد عبد الستار التولستوي ... ، أبو الحسن الندوي ، محمد أحمد التركماني ومَن لفَّ لفَّهم (2) فاشترى منهم ما تبقَّى مِن دينهم ، وضمائرهم ، بثمن بخس لبثِّ السّموم ونشرها على مستوى عالمي ، قال الله تعالى :
(أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ) . البقرة : 16.
(وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السبيلا) . الأحزاب : 67 .
(... أُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الُّدنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) . التوبة : 69.
(... وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً) . النساء : 119 .
ليشنُّوا الأكاذيب ، والافتراءآت ، ويُلصقوا التُّهم الرّخيصة بنشر مقالة في صحيفة أو مجلَّة ، أو كرَّاس ، أو تأليف كتيِّب ، أو كتاب ضدَّ الطائفة المسلمة ( الشيعة الإمامية ) وليتسنَّى لهم بذلك ضرب المسلمين بعضهم ببعض ، وما هي إلاَّ دسيسة يقوم بها المستعمر الكافر .
فهل تعي أُمَّة الإسلام ، وتستيقظ مِن هذا السُّبات العميق ؛ كي لا يوفَّق الاستعمار لبلوغ أغراضه ، ولا تُحقِّق له غايته المشؤومة التي تهدف إلى السيطرة على بلاد الإسلام ، وليستعيد المسلمون قوَّتهم ، ومجدهم ونشاطهم .
هذا وليعلم الأفَّاكون والمضلِّلون ، والذين يسعون في نشر هذه السُّموم ضدّ هذه الطائفة ( الشيعة الإمامية ) أنَّ هذا لا يضيرهم بشيء ؛ لأنَّ الله تعالى وعد المؤمنين المجاهدين في سبيله بالنّصر فقال عزّ مِن قائل :
(إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ...) (... وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ ...) (... وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) صدق الله العليُّ العظيم .
وفي ختام هذا الكتاب نسأل الله أنْ يخلص لنا النيَّات ويوفِّقنا للقيام بما يحبُّ ويرضى إنَّه سميع الدعاء قريب مجيب.
ربَّنا عليك توكَّلنا ، وإليك أنبنا وإليك المصير.
بيروت ـ لبنان
السيِّد مرتضى الرضوي
____________
(1) قبل نصف قرن تقريباً ، قامت دار الكتب المصرية بالقاهرة بمديرية الأستاذ علي فكري للدار ، لمراجعة الكتب التي يشمُّ منها التأييد للشيعة الإمامية ، أو لأهل البيت الأطهار ( عليهم السلام ) فكانت اللجنة تحذف ذلك الكلام كلَّه ، وتختم الكتاب بالعبارة الآتية : راجعته اللجنة المغيِّرة للكتب بتوقيع رئيس اللجنة علي فكري .
(2) راجع بداية هذا الكتاب تجد عدداً غير قليل منهم .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page