الجزء الثاني - القسم الثاني

2 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو النجم محمد بن عبد الوهاب بن عيسى الرازي بالري في درب زامهران (1) بمسجد الغربي في صفر سنة عشرة وخمسمئة قراءة عليه ، حدّثنا قال : الشيخ أبو سعيد محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري ، قال : أخبرنا الشريف أبو العباس عقيل بن الحسين بن محمد بن علي بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن ( محمد بن )  (2) عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب قراءة عليه في شهور سنة ست وعشرين وأربعمئة ، قال : حدّثنا أبو علي الحسين (3) بن العباس بن محمد الكرماني الخطيب بشيراز في شهر رمضان سنة ست وثمانين وثلاثمئة ، قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن حبشة (4) العبدي ، قال : حدّثنا رحبة بن الحسن ، قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خالد بن فرقد النخعي البلخي ، قال : حدّثنا قتيبة بن سعيد البغلاني ، قال : حدّثنا حمّاد بن زيد ، عن عبد الرحمان السراج ، عن نافع ، عن ابن عمر قال :
( سألت النبي ( صلّى الله عليه وآله ) عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فغضب وقال : ( ما بال أقوام يذكرون منزلة مَن له منزلة كمنزلتي (5) ، ألا ومَن أحبّ علياً فقد أحبّني ومَن أحبّني رضي الله عنه ومَن رضي الله عنه كافاه بالجنّة .
ألا ومَن أحبّ علياً يقبل الله صلاته وصيامه وقيامه واستجاب الله دعاءه ، ألا ومَن أحبّ علياً فقد استغفرت له الملائكة وفُتحِت له أبواب الجنّة فيدخل من أيّ باب يشاء بغير حساب ، ألا ومَن أحبّ علياً لا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر ويأكل من شجرة طوبى ويرى مكانه من الجنّة ، ألا ومَن أحبّ علياً هوّن الله تبارك وتعالى عليه سكرات الموت وجعل قبره روضة من رياض الجنّة .
ألا ومَن أحبّ علياً أعطاه الله بعدد كل عرق في بدنه حوراء ويشفع في ثمانين من أهل بيته وله بكل شعرة في بدنه مدينة في الجنّة ، ألا ومَن أحبّ علياً بعث الله إليه ملك الموت يرفق به ، ودفع الله (6) عزّ وجلّ عنه هول منكر ونكير ونوّر قلبه وبيّض وجهه ، ألا ومَن أحبّ علياً أظلّه الله في ظلّ عرشه مع الشهداء والصدّيقين ، ألا ومَن أحبّ علياً نجّاه الله من النار ، ألا ومَن أحبّ علياً تقبّل الله منه حسناته وتجاوز عن سيئاته وكان في الجنّة رفيق حمزة سيّد الشهداء .
ألا ومَن أحبّ علياً أثبت الله الحكمة في قلبه (7) وأجرى على لسانه الصواب وفتح الله له أبواب الرحمة ، ألا ومَن أحبّ علياً سُمّي في السماوات أسير الله في الأرض ، ألا ومَن أحبّ علياً ناداه ملك من تحت العرش : يا عبد الله ، استأنف العمل فقد غفر الله لك الذنوب كلها ، ألا ومَن أحبّ علياً جاء يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر ، ألا ومَن أحبّ علياً وضع الله على رأسه تاج الكرامة (8) وألبسه حلّة الكرامة ، ألا ومَن أحبّ علياً مرّ (9) على الصراط كالبرق الخاطف ، ألا ومَن أحبّ علياً وتولاّه كتب الله له براءة من النار وجوازاً على الصراط وأماناً من العذاب ، ألا ومَن أحبّ علياً لا يُنشر له ديوان ولا يُنصب له ميزان ويقال ـ أو قيل له : ـ ادخُل الجنّة بغير حساب .
ألا ومَن أحبّ آل محمد أمِن من الحساب والميزان والصراط ، ألا ومَن مات على حبّ آل محمد صافحته الملائكة وزاره الأنبياء وقضى الله له كل حاجة كانت له عند الله عزّ وجلّ ، ألا ومَن مات على حبّ آل محمد فأنا كفيله بالجنّة ـ قالها ثلاثا ـ . )
قال قتيبة بن سعيد أبو رجاء : كان حمّاد بن زيد يفتخر بهذا الحديث ويقول : هو الأصل (10) لمن يقرّ به ) (11) .
قال محمد بن أبي القاسم الطبري مصنّف هذا الكتاب : هذا الخبر يدلّ على وجوب الولاية لأولياء الله ؛ لأنّ هذه الخيرات كلها إنّما تحصل بالولاية لأولياء الله والبراءة من أعداء الله .
____________
( 1 ) في ( م ) : زمهران .
( 2 ) ليس في ( ط ) .
( 3 ) في ( م ) : الحسن .
( 4 ) في ( م ) : جية .
( 5 ) في فضائل الشيعة : ما بال أقوام يذكرون مَن منزلته من الله كمنزلتي .
( 6 ) في ( م ) : ملك الموت برفق ورفع الله .
( 7 ) في ( ط ) : ثبت الحكمة ، وفي الفضائل : اثبت الله في قلبه الحكمة .
( 8 ) في الفضائل : تاج الملك .
( 9 ) الفضائل : جاز . 
( 10 ) في الفضائل : الأمل .
( 11 ) رواه الصدوق في فضائل الشيعة : 2 ـ 6 ، عنه البحار 7 : 221 ، وتأويل الآيات 2 : 865 .

أضف تعليق