52 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي في الموضع المقدّم ذكره في السنة المذكورة ، قال : أخبرنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، قال : حدّثنا المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدّثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن زياد من كتابه (1) قال : حدّثنا أحمد بن عيسى بن الحسن الجرمي (2) ، قال : حدّثنا نصر بن حماد ، قال : حدّثنا عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال :
( قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : إنّ جبرئيل نزل عليَّ وقال : إنّ الله يأمرك أن تقوم بتفضيل علي بن أبي طالب خطيباً على أصحابك ليبلّغوا من بعدهم (3) ذلك عنك ، ويأمر جميع الملائكة أن تسمع ما تذكره ، والله يوحي إليك يا محمد إنّ مَن خالفك في أمره فله النار ومَن أطاعك فله الجنّة .
فأمر النبي ( صلّى الله عليه وآله ) منادياً ينادي بالصلاة جامعة ، فاجتمع الناس وخرج النبيّ حتى علا المنبر وكان أوّل ما تكلّم به : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم .
ثم قال : أيّها الناس أنا البشير وأنا النذير وأنا النبيّ الأُمي ، أنا مبلّغكم عن الله عزّ وجلّ في أمر رجل لحمه من لحمي ودمه من دمي ، وهو عيبة العلم ، وهو الذي انتجبه الله من هذه الأُمة واصطفاه وهداه وتولاّه ، وخلقني وإيّاه ، فضّلني بالرسالة وفضّله بالتبليغ عنّي ، وجعلني مدينة العلم ( وجعله الباب ) (4) ، وجعله (5) خازن العلم والمقتبس منه الأحكام وخصّه بالوصية وأبان أمره وخوّف من عداوته وأزلف لمن والاه وغفر لشيعته ، وأمر الناس جميعاً بطاعته ، وإنّه عزّ وجلّ يقول : مَن عاداه عاداني ، ومَن والاه والاني ، ومَن ناصبه ناصبني ، ومَن خالفه خالفني ، ومَن عصاه عصاني ، ومَن أذاه آذاني ، ومَن أبغضه أبغضني ، ومَن أحبّه أحبّني ، ومَن أراده أرادني ، ومَن كاده كادني ، ومَن نصره نصرني .
يا أيها الناس اسمعوا ما آمركم به وأطيعوه ، فإنّي أخوّفكم عقاب الله ، ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ ) (6) .
ثمّ أخذ بيد أمير المؤمنين علي ، فقال : معاشر الناس ، هذا مولى المؤمنين وحجّة الله على الخلق أجمعين ومجاهد الكافرين ، اللهمّ إنّي قد بلّغت وهم عبادك وأنت القادر على إصلاحهم (7) ، فأصلحهم ( برحمتك ) (8) يا أرحم الراحمين استغفر الله لي ولكم .
ثمّ نزل عن المنبر فأتاه جبرئيل فقال : يا محمد ، إنّ الله عزّ وجلّ يقرئك السلام ويقول لك : جزاك الله عن تبليغك خيراً وقد بلّغت رسالات ربّك ونصحت لأُمتك وأرضيت (9) المؤمنين وأرغمت الكافرين ، يا محمد ، إنّ ابن عمّك مبتلى ومبتلى به ، يا محمد ، قل في كل أوقاتك الحمد لله ربّ العالمين وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون ) (10) .
_______________
( 1 ) في أمالي المفيد : زيادة بن كنانة .
( 2 ) في أمالي المفيد : الحوبي .
( 3 ) في ( ط ) : بعدك .
( 4 ) ليس في ( ط ) .
( 5 ) في أمالي المفيد : جعلني .
( 6 ) آل عمران : 30 .
( 7 ) في ( م ) : صلاحهم .
( 8 ) ليس في ( ط ) .
( 9 ) في ( م ) : أوصيت .
( 10 ) رواه المفيد في أماليه 76 و 346 ، والشيخ في أماليه 1 : 118 ، أقول : يأتي مثله ج 2 : الرقم 148 .
الجزء الثاني - القسم الثاني والخمسون
- الزيارات: 1184