السياسة
الجوار: كنا قد نشرنا ولكن بشكل مقتضب عن لقاء صحيفة التايمز البريطانية بطبيب صدام حسين لكننا هذه المرة ننشر تفاصيل المقابلة والتي تدور معظمها عن عدي نجل الرئيس المخلوع صدام حسين الذي كان يعاني من اضطرابات نفسية تدفعه إلى التعامل بعنف مع النساء
ونقلت الصحيفة عن علاء بشير طبيب صدام حسين والجراح التجميلي المعروف في العراق قوله "عدي كان يعاني من تلف قوي في المخ ، عقب محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها عام 1996 وأجريت له جراحة عاجلة ، الا أن تصرفاته أصبحت غير سوية ، كان يتصرف بجنون".
وقال " كنت أتصور فور اختيار صدام لي كطبيب العائلة الخاصة بأني سأجري جراحات لعلاج أكثر من 20 ألف جندي أصيبوا في الحرب العراقية الإيرانية ، الا أنني وجدت نفسي استدعى في الحالات الأكثر خطورة لتنفيذ عمليات شد الوجه وتجميل الأنف لصديقات صدام حسين وقريباته".
وأشار "من ضمن هذه المهام الصعبة معالجة فتيات قام عدي بحرقهن بالسجائر ، وكان احيانا يستخدم الحديد لطبع كلمة العار على لحمهن".
وقال الطبيب العراقي " إن آخر مرة رأى صدام حسين كانت قبل ثلاثة أسابيع من الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، عندما زاره صدام في المستشفى حيث كان يعمل، وكان يشكو من متاعب في الظهر".
وأضاف "رأيته (صدام) عندما أعدم، ويبدو أنه تمرن على ذلك في ذهنه عدة مرات، ولكن لديه قدرة عجيبة على ضبط النفس".
وتحدث البشير في المقابلة مع الجريدة البريطانية عن بعض لقاءاته مع صدام، قائلا "سعدت عندما وقع اختياره علي لاكون من الأطباء المقربين لديه ، الا أنني ادركت اني فقدت حريتي ، حيث سيتم التصنت على كل مكالماتي الهاتفية".
وقال إنه كان يتحدث مع صدام كثيرا عن الفن والتاريخ ، وكان يقولي لي ان تكون طبيب فهذا أمر يستطيع الكثير من الناس فعله ، أما ان تكون فنان فهذا أمر نادر.
وترك البشير البالغ من العمر 70 عاما مهنة الطب وهو يعمل الان فنان تشكيلي ، حيث تظهر آثار الدمار الواضح الذي خلفه الغزو الأمريكي للعراق في لوحاته الزيتية.
يذكر أن عدي صدام حسين هو الابن الأكبر للرئيس المخلوع صدام حسين، وقتل مع شقيقه قصى على أيدي القوات الأمريكية بعد قتال عنيف دار بينهم في مدينة الموصل في الخامس والعشرين من شهر يوليو/تموز عام 2003 حيث كان يحتل المرتبة الثالثة في قائمة المطلوبين التي نشرتها الولايات المتحدة بعد أخيه قصي ووالده صدام.
وكان عدي يرأس قوات ما يعرف بـ "فدائيي صدام" التي أسسها والده، كما رأس اللجنة الأولمبية العراقية، وكان يشغل أيضا منصب نقيب الصحفيين العراقيين لسنوات طويلة، كما كان رئيسا لتحرير صحيفة بابل إضافة إلى امتلاكه لتلفزيون الشباب وصحيفة زوراء الاسبوعية، فضلا عن مناصب كثيرة أخرى.