طباعة

الجزء الثاني - القسم الثاني والتسعون

92 ـ أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الرئيس أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) بقراءتي عليه في صفر سنة عشرة وخمسمئة ، قال : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( رضي الله عنه ) إملاء في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وأربعمئة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد ( رحمه الله ) ، قال : أخبرني أبو عبد الله محمد بن رياح القرشي إجازة ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا أبو علي الحسن بن محمد ، قال : حدّثنا الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) قال :
( إنّ أبا ذر وسلمان ( رحمهما الله ) خرجا في طلب رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقيل لهما : إنّه توجّه إلى ( ناحية ) قبا ( فاتبعاه ) (1) ، فوجداه ساجداً تحت شجرة فجلسا ينتظرانه حتى ظنّا أنّه نائم فأهويا ليوقظاه فرفع رأسه إليهما ، ثمّ قال :
قد رأيت مكانكما وسمعت مقالتكم ولم أكن راقداً ، إنّ الله بعث كل نبيّ كان قبلي إلى أُمته بلسان قومه وبعثني إلى كل أسود وأحمر بالعربية ، وأعطاني في أُمتي خمس خصال لم يعطها نبيّاً [ كان ] (2) قبلي ، نصرني بالرعب ، يسمع بي القوم وبيني وبينهم مسيرة شهر فيؤمنون بي وأحلّ لي المغنم وجعل لي الأرض مسجداً وطهوراً ، أين ما كنت منها أتيمم من ترابها (3) وأُصلّي عليها ، وجعل لكل نبيّ مسألة فسَألوه إياها ، فأعطاهم [ ذلك ] (4) في الدنيا ، وأعطاني مسألة فأخّرت مسألتي لشفاعة المذنبين (5) من أُمتي يوم القيامة ، ففعل ذلك ، وأعطاني جوامع العلم وأعطى علياً مفاتيح الكلام ، ولم يعط ما أعطاني نبيّاً قبلي ، فمسألتي بالغة [ إلى ] (6) يوم القيامة لمن لقى الله لا يُشرك به شيئاً ، فيرضى ( بي ) (7) مُوالياً لوصيي محبّاً لأهل بيتي ) (8) .
قال محمد بن أبي القاسم : آخر هذا الخبر يدلّ على أنّ بِشارة المصطفى بالشفاعة للمذنبين من أُمته إنّما تخصّ الشيعة الموالية المحبّة لأهل بيته كما ذكره ( صلّى الله عليه وآله ) في آخر الكلام .
___________
( 1 ) ليس في ( ط ) .
( 2 ) من أمالي الشيخ .
( 3 ) في الأمالي : تربتها .
( 4 ) من الأمالي .
( 5 ) في الأمالي والبحار : المؤمنين .
( 6 ) من الأمالي .
( 7 ) ليس في ( ط ) ، وفي الأمالي : لا يُشرك به شيئاً مؤمناً بي .
( 8 ) عنه البحار 16 : 317 ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 56 ، عنه البحار 16 : 316 ، روى ذيله الصدوق في الخصال 1 : 292 .