طباعة

الجزء الثاني - القسم الرابع والتسعون

94 ـ أخبرني الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمئة : قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد ، قال : حدّثني أبي ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن يعقوب بن شعيب ، عن صالح بن ميثم التمّار ( رحمه الله ) قال :
( وجدت في كتاب ميثم ( رحمه الله ) يقول : تمسّينا ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال لنا : ليس من عبد امتحن الله قلبه للإيمان إلاّ أصبح يجد مودّتنا على قلبه ، ولا أصبح عبد ممّن سخط الله عليه إلاّ يجد بغضنا على قلبه ، وأصبحنا نفرح بحبّ المحبّ لنا ونعرف بغض المبغض لنا ، وأصبح مُحبّنا مغتبطاً برحمة من الله ينتظرها كل يوم ، وأصبح مبغضنا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار فكأنّ ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنّم ، وكأن أبواب الرحمة قد فُتحت لأهل الرحمة ، فهنيئاً لأهل الرحمة (1) رحمتهم ، وتُعساً لأهل النار مثواهم .
أنّ عبداً لم يقصّر في حبّنا لخير جعله (2) الله في قلبه ، ولن يحبّنا مَن يحبّ مبغضنا ، إنّ ذلك لا يجتمع (3) في قلب واحد : ( مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) (4) ، يحبّ بهذا قوماً ويحبّ بالآخر عدوّهم (5) ، والذي يحبّنا فهو يخلص حبّنا (6) ، كما يخلص الذهب الذي لا غشّ فيه ، نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء ، وأنا وصي الأوصياء وأنا حزب الله ورسوله ، والفئة الباغية حزب الشيطان ، فمَن أحبّ أن يعلم حاله في حبّنا فليمتحن قلبه ، فإن وجد فيه حبّ من ألب علينا فليعلم أنّ الله تعالى عدوّه وجبرئيل وميكائيل والله عدوّ للكافرين ) (7) .
___________
( 1 ) في ( ط ) : فهنيئاً لأصحاب الرحمة ، وفي أمالي الشيخ : فُتحت لأصحاب الرحمة ، فهنيئاً لأصحاب الرحمة .
( 2 ) في ( ط ) : يجعله .
( 3 ) في ( ط ) : لم يجتمع .
( 4 ) الأحزاب : 4 .
( 5 ) في ( م ) : يحبّ بهذا أعداءهم .
( 6 ) في ( ط ) : بحبّنا .
( 7 ) رواه الشيخ في أماليه 1 : 147 .