139 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه قال : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأنباري الكاتب ، قال : حدّثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد الأزدي ، قال : حدّثنا شعيب بن أيوب ، قال : حدّثنا معاوية بن هشام ، عن سفيان ، عن هشام بن حسان قال :
سمعت أبا محمد الحسن بن علي ( عليه السلام ) يخطب الناس بعد البيعة له بالأمر (1) فقال : ( نحن حزب الله الغالبون ، وعترة رسوله الأقربون ، وأهل بيته الطيّبون الطاهرون ، وأحَدُ الثقلين الذين خلّفهما رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) في أُمته ، والثاني كتاب الله فيه تفصيل كل شيء ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فالمعوّل علينا في تفسيره ، لا يُتعبُنا (2) تأويله ، بل نتيقّن حقايقه فأطيعونا ، فإنّ طاعتنا مفروضةٌ إذ كانت بطاعةِ الله عزّ وجلّ وبرسوله مقرونة ، قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ) (3) ، ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (4) .
وأُحذّركم الإصغاء لهُتاف الشيطان فإنّه لكم عدوٌّ مبين (5) ، فتكونوا كأولئك الذين قال لهم الشيطان : ( لاَ غَالِبَ لَكُمْ الْيَوْمَ مِنْ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ ) (6) ، فتلقون (7) إلى الرماح وزراً (8) وإلى السيوف جَزَراً ، وإلى العمد حطماً والسهام (9) غَرَضاً ، ثمّ لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قَبْل أو كسبت في إيمانها خيراً ) (10) .
__________
( 1 ) في ( ط ) : بالبيعة له .
( 2 ) في الأمالي : لا نتظنّا .
( 3 ) النساء : 59 .
( 4 ) النساء : 83 .
( 5 ) في ( ط ) : فإنّه عدوٌّ مبين لكم .
( 6 ) الأنفال : 48 .
( 7 ) في ( م ) : فتلقوني .
( 8 ) في ( ط ) : زوراً .
( 9 ) في ( ط ) : للعمد ، للسهام .
( 10 ) رواه الشيخ في أماليه 2 : 303 .
الجزء الثاني - القسم المئة والتاسع والثلاثون
- الزيارات: 1012