12 ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي بقراءتي عليه في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمئة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عن أبيه ، قال : أخبرني أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، قال : حدّثنا الحسن بن علي بن عفان ، قال : حدّثنا الحسن ـ يعني ابن عطية ـ ، قال : حدّثنا سعاد ( عن عبد الله بن عطا ) (1) ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال :
( بعث رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وخالد بن الوليد ، كل واحد منهما وحده ، وجمعهما فقال : إذا اجتمعتما فعليكم بعلي . فأخذنا يميناً ويساراً ، قال : فأخذ علي ( عليه السلام ) فأبعد فأصاب شيئاً (2) فأخذ جارية من الخُمس ، قال بريدة : وكنت أشدّ الناس بغضاً لعلي بن أبي طالب وقد علم ذلك خالد بن الوليد ، فأتى رجل خالداً فأخبره أنّه أخذ جارية من الخُمس ، فقال : ما هذا ؟ ثمّ جاء آخر ، ثمّ تتابعت الأخبار على ذلك ، فدعاني خالد فقال : يا بريدة ، قد عرفت الذي صنع فانطلِق بكتابي هذا إلى رسول الله ، فأخبره وكتب إليه .
فانطلقت بكتابه حتى دخلت على رسول الله ، فأخذ ( صلّى الله عليه وآله ) الكتاب فأمسكه بشماله وكان كما قال الله عزّ وجلّ : لا يكتب ولا يقرأ ، وكنت رجلاً إذا تكلّمت تطأطأت (3) رأسي حتى أفرغ من حاجتي ( فطأطأت أو ) (4) فتكلّمت فوقعت في علي حتى فرغت ، ثمّ رفعت رأسي فرأيت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قد غضب غضباً [ شديداً ] (5) لم أره يغضب مثله قط إلاّ يوم قريظة والنضير ، فنظر إليَّ فقال : يا بريدة ، إنّ علياً وليّكم بعدي ، فأحبّ علياً ، فإنّما يفعل ما يؤمر به . قال : فقمت وما أحد من الناس أحبّ إليّ منه .
وقال عبد الله بن عطا : حدّثت أبا حرث (6) سويد بن غفلة فقال : كتمك عبد الله بن بريدة بعض الحديث ، أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قال له : أنافقت بعدي يا بريدة ؟ ) (7) .
____________
( 1 ) ليس في ( ط ) .
( 2 ) في أمالي الشيخ : سبياً .
( 3 ) في الأمالي : طأطأت .
( 4 ) ليس في ( ط ) .
( 5 ) من الأمالي .
( 6 ) في الأمالي : حديث بذلك أبا حرث .
( 7 ) رواه الشيخ في أماليه 1 : 256 .
الجزء الثالث - القسم الثاني عشر
- الزيارات: 912