27 ـ حدّثنا السيّد الزاهد أبو طالب يحيى بن محمد بن الحسن الجواني الحسيني ( رحمه الله ) في محرّم سنة ثمان أو تسع وخمسمئة بآمل في داره ونسخت من أصله وعارضته معه ، قال : حدّثنا السيّد الزاهد أبو إبراهيم جعفر بن محمد الحسيني ، قال : حدّثنا الشيخ أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله الحافظ ( قال : أخبرني الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين الحافظ ) (1) ، قال : أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكيلاني بتنسيس ، قال : حدّثنا حمدون بن عيسى ، قال : حدّثنا يحيى بن سليمان الجعفي ، قال : حدّثنا عباد بن عبد الصمد ، عن الحسن ، عن أنس ، قال :
( جاءت فاطمة ( عليها السلام ) ومعها الحسن والحسين ( عليهما السلام ) إلى النبي ( صلّى الله عليه وآله ) في المرض الذي قُبض فيه ، فانكبّت عليه فاطمة وألصقت صدرها بصدره وجعلت تبكي ، فقال لها النبي ( صلّى الله عليه وآله ) : يا فاطمة ، ونهاها عن البكاء ، فانطلقت إلى البيت ، فقال : النبيّ ويستعبر الدموع : ( اللهمّ أهل بيتي وأنا مستودعهم كل مؤمن ) (2) ثلاث مرات ) (3) .
قال محمد بن أبي القاسم مصنّف هذا الكتاب : هذا الخبر يدلّ على أنّ المؤمن هو من تمسّك بولايتهم وعرف حقّهم وأطاعهم وحفظ وديعة النبي ( صلّى الله عليه وآله ) في مراعاتهم ، وأنّ مَن تخلّف عنهم وتولّى غيرهم وقدّم غيرهم عليهم فقد ضيّع وديعة النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، وخرج عن تناول هذا الاسم له ؛ لأنّه ( صلّى الله عليه وآله ) استودعهم كل مؤمن ، وكل (4) مَن حفظهم وقدّمهم على سائر الناس فهو الحافظ لوديعة رسول الله ، وما هم إلاّ الشيعة المنقادة لهم ، المطيعة لأمرهم ، المسلّمة لحكمهم ، الراضية بقضائهم ، الموالية لهم ، المخالفة لمن خالفهم ، وغيرهم عليهم قد عتوا عن الحقّ وأضاعوا وديعة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) واتّبعوا الشهوات فسوف يَلقون غيّاً .
وإن (5) اشتغلتُ بشرح ما يتعلّق بمعاني هذه الأخبار خرج الكتاب عن حدّه في كبره ، وربّما ملّ الناظر فيه واستثقل الحامل له وعجز منه الناسخ والطالب له ؛ لأنّ لكل خير ممّا يروي معان ووجوهاً ظاهرة وخفية وغامضة وجلية ، لكن ما دلّ وقلّ خير ممّا كثر وملّ ، والإشارة تُغني عن العبارة لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكوراً ، وسيذّكّر مَن يخشى ويتجنّبها الأشقى ، جعلنا الله وإياكم يا إخواني (6) ممّن خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى ، ورزقنا وإياكم طاعة أولي الأمر والمودّة في القربى إنّه لطيف ( خبير ) (7) لما يشاء .
____________
( 1 ) ليس في البحار .
( 2 ) في ( ط ) : كل مؤمن ومؤمنة .
( 3 ) عنه البحار 22 : 46 .
( 4 ) في ( م ) : فكلّ .
( 5 ) في ( م ) : ولو .
( 6 ) في ( ط ) : إخوتي .
( 7 ) ليس في ( ط ) .
الجزء الثالث - القسم السابع والعشرون
- الزيارات: 897