41 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) ، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن قراءة عليهما ، بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قالا : حدّثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام ، قال : حدّثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري ، قال : حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى قال :
( قصدت الإمام علي بن محمد ( عليه السلام ) يوماً فقلت له : يا سيّدي ، إنّ هذا الرجل قد أطرحني وقطع رزقي وملّني ، وما اتهم في ذلك إلاّ علمه بملازمتي لك ، وإذا سألته فسياسته تلزمه القبول منك فينبغي أن تتفضّل علي بمسألته ، فقال : تكفى إن شاء الله .
فلمّا كان في الليل طرقني رسول (1) المتوكل ، رسول يتلو رسولاً ، فجئت والفتح على الباب قائم (2) ، فقال : يا رجل ما تأوي في منزلك بالليل ، ( كدني ) (3) هذا الرجل مما يطلبك .
فدخلت ، فإذا المتوكل جالس على فراشه ، فقال : يا أبا موسى ، نشتغل عنك وتنسينا نفسك ، أيّ شيء لك عندي ؟ فقلت : الصلة الفلانية والرزق الفلاني ـ وذكرت أشياءً ـ فأمر لي بها وضعفها ، فقلت للفتح : وافى علي بن محمد إلى هاهنا ، فقال : لا ، فقلت : كتب رقعة ، فقال : لا ، فولّيت منصرفاً فتبعني ، فقال لي : لست أشكّ أنّك سألته دعاء لك فالتمس لي منه دعاء .
فلمّا دخلت عليه قال لي : يا أبا موسى ، هذا وجه الرضا . قلت : ببركتك يا سيّدي ، ولكن قالوا لي : إنّك ما مضيت إليه ولا سألته .
قال ( عليه السلام ) : إنّ الله تعالى علم منّا إنّا لا نلجأ في المهمات إلاّ عليه (4) ( ولا نتوكّل في الملمّات إلاّ عليه ) (5) ، وعوّدنا إذا سألناه الإجابة ، ونخاف أن نعدل فيعدل بنا . فقلت : إنّ الفتح قال لي كيت وكيت ، فقال ( عليه السلام ) لي : إنّه يوالينا بظاهره ويجانبنا بباطنه ، الدعاء لمن يدعو به إذا خلصت في طاعة الله واعترفت برسول الله وبحقّنا أهل البيت ، وسألت الله تبارك وتعالى شيئاً لم يمنعك . قلت : يا سيّدي ، فعلّمني دعاء أختصّ به من الأدعية ، فقال : هذا الدعاء كثيراً ما أدعوا الله به وقد سألت الله أن لا يخيب مَن دعا به في مشهدي بعدي وهو :
يا عدّتي عند العدو ، ويا رجائي والمعتمد ، يا كهفي والسند ، يا واحد يا أحد يا قل هو الله أحد ، أسألك اللهمّ بحقّ مَن خلقته (6) من خلقك ولم تجعل في خلقك مثله أن تصلّي عليهم ، وأن تفعل بي كيت وكيت ) (7) .
____________
( 1 ) في الأمالي : رسل .
( 2 ) في ( م ) : قائم على الباب .
( 3 ) من الأمالي .
( 4 ) في الأمالي : إليه .
( 5 ) ليس في ( ط ) .
( 6 ) في ( م ) : خلقتَ .
( 7 ) رواه الشيخ في أماليه 1 : 291 ، عنه مستدرك الوسائل 10 : 363 ، البحار 95 : 156 و 102 : 59 في دعواته .
الجزء الثالث - القسم الحادي والأربعون
- الزيارات: 946