• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

حقيقة التشيّع ومنشؤه 3

مؤهلات الإمام علي(عليه السلام) للمرجعية:
لاشك أنّ اختيار النبيّ(ص) لعلي بن أبي طالب(ع) للمرجعية العامة للمسلمين من بعده لم يأتِ اعتباطاً ولا محاباة لابن عمّه أو لانه زوج ابنته، فإنه لم يكن ليتصرف أو لينطق عن هوى نفسه، بل كان متّبعاً لامر ربّه في كلّ اُموره، ولم تكن محاباة الاقرباء بأهمّ أو أعظم أهميّة عنده من أمر الاُمة الاسلامية، التي حرص طيلة ما يقرب من ربع قرن على تكوينها وجاهد في سبيل ذلك، وتحمّل من المشاق مالا يوصف ، حتى تكوّنت نواة هذه الدولة التي كان قدرها أن تقود الانسانية الى طريق الخير والصلاح في دنياها والفلاح في اُخراها ، فالنبيّ(ص) كان حريصاً مشفقاً على اُمته، يرشدها في حياته الى ما ينفعها، فهل يكتفي بذلك ويتركها من بعده ترتطم باللجج دون أن يبيّن لها الطريق السليم الذي يأمن به عليها من الانحراف عن جادة الصواب والوقوع في متاهات الضلال؟! هذا ممّا لا يمكن تصوّره في حقّ النبي(ص)، الذي نطق القرآن بأنّه : (عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)([46]).

وعلى هذا فاختيار النبيّ(ص) لعلي كان في الحقيقة اختياراً تابعاً لارادة الله تعالى، كما اختار الله طالوت لما وهبه من بسطة في العلم وفي الجسم، علماً بأنّ الاصطفاء من عند الله سبحانه وهو أدرى بمصلحة عباده في اختيار القادة لهم.

ومن هذا المنطلق نقول: أنّ عليّاً(ع) كان قد حوى كلّ المواهب التي أهّلته للقيام بدوره القيادي، من العلم والشجاعة وغيرها، والوقائع تثبت كلّ ذلك، إذ طالما أصحر النبيّ(ص) بتميّزه بهذه المواهب في كثير من أقواله وأفعاله.

عليّ أعلم الاُمـة:

لاشك أنّ التصدي للمرجعية بشقيها الديني والزمني، يتطلب علماً غزيراً باُمور الدين والشريعة من جهة ، وباُمور السياسة والقيادة من جهة اُخرى. وقد أثبتت الشواهد أن عليّاً(ع)كان أعلم وأحكم وأقضى الاُمة بعد النبي(ص) ، شهد له بذلك النبيّ(ص) أوّلاً، وشهد له الصحابة ثانياً، واثبتته الوقائع ثالثاً، فقد أخرج المحدّثون عن ابن عباس وغيره، أنّ النبيّ (ص)، قال: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب»([47]).

وقال أيضاً: «أنا دار الحكمة وعليّ بابها»([48]).

وهذه بعض الاحاديث التي كان النبيّ(ص) يلفت بها نظر اُمته الى امتياز علي(ع) بالعلم الذي يؤهلّه للمرجعية الاسلامية العامة من بعده. وقد ربط النبيّ(ص)بين الامرين بشكل واضح في حديث سلمان، إذ قال: قلت: إنّ لكلّ نبيّ وصيّاً، فمن وصيّك؟ فسكت عنّي، فلما كان بعد رآني فقال: «يا سلمان»، فأسرعت إليه وقلت: لبيك، قال: «تعلم من وصىّ موسى»؟ ]قلت[: نعم، يوشع بن نون. قال: «لم»؟ قلت: لانه كان أعلمهم يومئذ، قال: «فإن وصيّي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب»([49]).

ولقد عبّر بعض الصحابة عن هذه الحقائق التي وعوها عن النبيّ (ص) ، وشاهدوا مصاديقها بأنفسهم، فقد سأل بعض الناس ابن عباس، فقالوا: أيّ رجل كان علي (ع)؟ فقال: كان ممتلئاً جوفه حِكَماً وعلماً وبأساً ونجدة، مع قرابته من رسول الله(ص) ([50]).

وعن عمرو بن سعيد بن العاص قال: قلت لعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة: لم كان صَغْوُ الناس ـ يعني ميلهم ـ إلى علي بن أبي طالب(ع)؟ قال: يا ابن أخي، إنّ علياً كان له ما شئت من ضرس قاطع في العلم، وكان له البسطة في العشيرة، والقِدَم في الاسلام، والصهر برسول الله والفقه في السنّة، والنجدة في الحرب، والجود في الماعون ([51]).

وعن عبد الملك بن سليمان، قال: قلت لعطاء: أكان في أصحاب محمد أعلم من علي ؟قال: لا والله لا أعلم ([52]).

وكان علي(ع) يقول: «سلوني عن كتاب الله، فإنّه ليس من آية إلاّ وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، في سهل أم في جبل»([53]).

وعن ابن عباس أنّ عمر قال: أقضانا علي([54]).

وقال ابن مسعود: كنّا نتحدث أنّ أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب(ع)([55]).

ولم يكن قول أحدهم إلا صادراً عن شهادة النبيّ(ص) له، حيث قال: «أقضى اُمتي علىّ»([56]).

فهذه الاخبار ـ وهي غيض من فيض ـ تثبت تحقق شرط الاعلمية لعلي(ع)، كما تحققّ في طالوت من قبل، حتى اعترف خصوم علي(ع) له بهذه الفضيلة، فقد قال معاوية ـ عندما بلغه قتله ـ : ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب ([57]).

عليّ أشجع الاُمة

إنّ شجاعة علي (ع) وشدّة بأسه ونكايته في العدو من الاُمور التي لا يختلف عليها اثنان، وإنّ الاعداء لتشهد له بذلك قبل الاصدقاء، بل لقد أصبح هذا الامر من الاُمور المشهورة المتواترة التي تتناقلها الاجيال عبر القرون، فقد كان (ع)حامل لواء رسول الله(ص)في كل زحف([58]).

عليّ في بدر

وكان بلاؤه في بدر عظيماً حتى ذكرت كتب السيرة والتاريخ، أنه قتل معظم المشركين الذين صرعوا في تلك المعركة الفاصلة.([59])

عليّ في اُحد

وفي معركة اُحد «كان المسلمون قتلوا أصحاب اللواء..وكان الذي قتل أصحاب اللواء علي .. فلما قتلهم أبصر النبيّ(ص) جماعة من المشركين، فقال لعلي: «احمل عليهم» ففرّقهم وقتل فيهم، ثم أبصر جماعة آخرين ففرّقهم وقتل فيهم، ثم أبصر جماعة آخرين، فقال له: «احمل عليهم»، فحمل عليهم وفرّقهم وقتل فيهم، فقال جبرائيل: يا رسول الله (ص) ، هذه المواساة! فقال رسول الله(ص): «إنه مني وأنا منه»، فقال جبرائيل: وأنا منكما; فسمعوا صوتاً: «لا سيف إلاّ ذوالفقار، ولا فتى إلاّ علي»!.([60])

علي في الخندق

وفي معركة الاحزاب، حفر المسلمون خندقاً بإشارة من سلمان الفارسي، فامتنع المسلمون به، ولكن بقيت فيه مواضع غير حصينة جداً، «فأقام رسول الله (ص)والمسلمون وعدوّهم محاصرهم، ولم يكن بينهم قتال، إلاّ أنّ فوارس من قريش، منهم عمرو بن عبدود ابن أبي قيس، أخو بني عامر بن لؤي..وعكرمة بن أبي جهل، وهبيرة بن أبي وهب المخزوميان، وضرار ابن الخطاب الشاعر ابن مرداس، أخو بني محارب بن فهر، تلبّسوا للقتال ثم خرجوا على خيلهم حتى مرّوا بمنازل كنانة، فقالوا: تهيّأوا يا بني كنانة للحرب، فستعلمون من الفرسان اليوم، ثم أقبلوا تعنق بهم خيلهم حتى وقفوا على الخندق، فلما رأوه قالوا: والله إنّ هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها... ثم تيمّموا مكاناً ضيّقاً من الخندق فضربوا خيلهم فاقتحمت منه، فجالت بهم في السبخة بين الخندق وسلع وخرج علي بن أبي طالب(ع) في نفر معه من المسلمين حتى أخذوا عليهم الثغرة التي اقتحموا منها خيلهم، وأقبلت الفرسان تعنق نحوهم، وكان عمرو بن عبدود قد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراحة، فلم يشهد يوم اُحد، فلما كان يوم الخندق خرج معلماً ليرى مكانه، فلما وقف هو وخيله، قال: من يبارز؟ فبرز له علي بن أبي طالب، فقال له: يا عمرو، إنك كنت قد عاهدت الله ألاّ يدعوك رجل من قريش الى إحدى خلّتين إلاّ أخذتها منه، قال: أجل.

قال له علي: «فإني أدعوك إلى الله وإلى رسوله وإلى الاسلام». قال: لا حاجة لي بذلك.

قال: «فإني أدعوك إلى النزال» فقال له: لِمَ يا ابن أخي؟ فو الله ما أُحبّ أن أقتلك. فقال له علي: «لكني والله اُحبّ أن اقتلك» فحمي عمرو عند ذلك، فاقتحم عن فرسه فعقره وضرب وجهه، ثم أقبل على علي;، فتنازلا وتجاولا، فقتله علي(ع) وخرجت خيلهم منهزمة([61]).

وقال السيوطي في تفسيره (الدر المنثور) في ذيل تفسير قوله تعالى (وردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال)([62]) ، وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن مسعود (رضي الله عنه)أنه كان يقرأ هذا الحرف (وكفى الله المؤمنين القتال) بعلي بن أبي طالب.

كما أورد الذهبي عن ابن مسعود أنه كان يقرأ (وكفى الله المؤمنين القتال)بعلي.([63])

وكان المسلمون مشفقين من مبارزة عمرو بن عبد ودّ لما يعلمون من شدّة بأسه، حتى أنّ النبيّ(ص) أشفق من خروج علي لمبارزته. وقد فصّل أبو جعفر الاسكافي ـ فيما يرويه عنه ابن أبي الحديد المعتزلي ـ في هذه الواقعة وحال النبيّ(ص) فيها، بما وجده في السير والاخبار «من اشفاق رسول الله (ص) صلى الله عليه وآله وحذره عليه، ودعائه له بالحفظ والسلامة، حتى قال(ص)يوم الخندق ـ وقد برز علىّ إلى عمرو ـ ورفع يديه الى السماء بمحضر من أصحابه: «اللهم إنّك أخذت مني حمزة يوم اُحد، وعبيدة يوم بدر، فاحفظ اليوم عليّا(ربّ لاتذرني فرداً وأنت خير الوارثين)»([64])، وكذلك ظنّ به عن مبارزة عمرو حين دعا عمرو الناس إلى نفسه مراراً، في كلّها يحجمون ويقدم علي، فيسأل الاذن له في البراز، حتى قال له رسول الله (ص) : «إنه عمرو!»، فقال:«وأنا علي»، فأدناه وقبّله وعمّمه بعمامته، وخرج معه خطوات كالمودّع له، القلق لحاله، المنتظر لما يكون منه، ثم لم يزل(ص) رافعاً يديه إلى السماء، مستقبلاً لها بوجهه، والمسلمون صموت حوله، كأنما على رؤوسهم الطير، حتى ثارت الغبرة، وسمعوا التكبير من تحتها، فعلموا أنّ علياً قتل عمراً، فكبّر رسول الله (ص)، وكبّر المسلمون تكبيرة سمعها مَن وراء الخندق مِن عساكر المشركين، ولذلك قال حذيفة بن اليمان: لو قُسّمت فضيلة علىّ (ع) بقتل عمرو يوم الخندق بين المسلمين بأجمعهم لوسعتهم، وقال ابن عباس في قوله تعالى: (وكفى الله المؤمنين القتال)، قال: بعلي بن أبي طالب([65]).

عليّ في خيبر

وفي العام السابع من الهجرة النبوية الشريفة، توجّه النبي(ص)على رأس جيشه لفتح حصون خيبر الحصينة وأرسل إليها بعض أصحابه فلم يصنعوا شيئاً، فعن بريدة قال : كان رسول الله (ص) ربما أخذته الشقيقة فيلبث اليوم واليومين لا يخرج، فلما نزل رسول الله(ص) أخذته الشقيقة فلم يخرج الى الناس، وأن أبا بكر أخذ راية رسول الله(ص)، ثم نهض فقاتل قتالاً شديداً ثم رجع، فأخذها عمر فقاتل قتالاً شديداً هو أشد من القتال الاول، ثم رجع فأخبر بذلك رسول الله (ص) ، فقال: «أما والله لاُعطينّها غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه اللهُ ورسوله، يأخذها عنوة»، قال: وليس ثمَّ علي (ع)، فتطاولت لها قريش ورجا كلّ واحد منهم أن يكون صاحب ذلك.

فأصبح، فجاء عليّ(ع) على بعير له حتى أناخ قريباً من خباء رسول الله(ص) ،وهو أرمد قد عصّب عينيه بشقة برد قطري، فقال رسول الله: (ص) «مالك»؟ قال: رمدت بعد. فقال رسول الله(ص): «اُدن مني»، فدنا منه فتفل في عينيه، فما وجعها حتى مضى لسبيله، ثم أعطاه الراية، فنهض بها معه وعليه حلة أرجوان حمراء قد أخرج خملها، فأتى خيبر، وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر معصفر يمان وحجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه وهو يـرتجز ويقول:

قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرّب

فقال علي(ع):

أنا الذي سمّتني اُمي حيدرة أكيلكم بالسيف كيل السندرة

ليث بغابات شديد قسورة

فاختلفا ضربتين، فبدره علي فضربه، فقدّ الحجر والمغفر ورأسه حتى وقع في الاضراس، وأخذ المدينة.

وعن أبي رافع مولى رسول الله(ص)، قال: خرجنا مع علي بن أبي طالب حين بعثه رسول الله (ص)برايته، فلما دنا من الحصن، خرج إليه أهله، فقاتلهم، فضربه رجل من اليهود فطرح ترسه من يده، فتناول علي (رضي الله عنه) باباً كان عند الحصن فتترس به عن نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه من يده حين فرغ، فلقد رأيتني في نفر سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه.([66])

وقد أخرج المحدّثون القصة أيضاً، فقد أخرج الحاكم عن علي(ع)، أنه قال (لابي ليلى): يا أبا ليلى، أما كنت معنا بخيبر؟ قال: بلى. قال: فإنّ رسول الله(ص)بعث أبابكر إلى خيبر فسار بالناس وانهزم حتى رجع.

وعنه أيضاً قال: سار النبي(ص) إلى خيبر، فلما أتاها بعث عمر ومعه الناس إلى مدينتهم أو قصرهم، فقاتلوهم، فلم يلبثوا أن هزموا عمر وأصحابه، فجاءوا يجبّنونه ويجبّنهم...([67])

عليّ في حنين:

وفي حنين، عندما أعجبت المسلمين كثرتهم، حيث خرج النبي (ص)في عشرة آلاف من جنده الذين فتح بهم مكة وألفين من مسلمة الفتح. فحملت عليهم هوازن وحلفاؤها حملة شديدةً انهزمت منها جموع المسلمين على كثرتهم، وثبت النبيّ(ص) في تسعة من أهله ورهطه الادنين، وقد فرّ المسلمون كلّهم، والنفر التسعة محدقون به: العباس آخذ بحكَمة بغلته، وعليّ بين يديه مصلتٌ سيفه، والباقون حول بغلة رسول الله (ص) يمنة ويسرة، وقد انهزم المهاجرون والانصار...([68])

وعن أنس قال: لما كان يوم حنين، انهزم الناس عن رسول الله(ص) إلاّ العباس بن عبدالمطلب وأبو سفيان بن الحارث ـ يعني ابن عمّ النبي(ص) ـوأمر رسول الله (ص) أن ينادى: يا أصحاب سورة البقرة، يا معشر الانصار، ثم استمر النداء في بني الحرث بن الخزرج، فلمّا سمعوا النداء أقبلوا، فو الله ما شبهتهم إلاّ الابل تحن إلى أولادها، فلما التقوا، التحم القتال، فقال رسول الله(ص) : «الان حمي الوطيس» وأخذ كفاً من حصى أبيض فرمى به وقال: هزموا وربّ الكعبة. وكان علي بن أبي طالب يومئذ أشدّ الناس قتالاً بين يديه.([69])

فهذه المشاهد تشهد كلّها لعليّ(ع) بأنه كان رجل الحرب المقدام الذي يصلح أن يقود الاُمّة في أحلك الظروف، كما قاد طالوت اُمته للنصر، وأخرج جالوت ورهطه من أرض فلسطين، وأنهى تيه بني اسرائيل في الصحراء.

أسباب الخلاف

أسباب الخلاف
ليس هدفنا الان استعراض فضائل علي (ع) ـ وهي أكثر من أن تحصى، وقد صُنفت فيها كتب عديدة ـ بل هدفنا قبل كل شيء أن نوضّح الدواعي الحقيقية التي دفعت بالنبيّ(ص) الى الاشادة بعليّ(ع)، وإظهار دوره المهم في حياة الاُمة في السلم والحرب، والتي لا يمكن أن تكون مجرد محاباة لابن عمّه وأهل بيته كما بيّنا من قبل، بل إنّ الهدف كان لفت انتباه أبناء الاُمة إلى أهلية علي وأهل بيته(ع) للقيام بمهام المرجعية الاسلامية من بعده، وبيان مدى تقبّل الاُمة لذلك والتي تباينت مواقف أفرادها بين التسليم المطلق لارادة النبي(ص)باعتبارها تستمد شرعيتها من وحي السماء، وبين ما كان يجول في خواطر أفراد آخرين من أنّ النبيّ(ص) ربما كان يحابي ابن عمّه وأهل بيته(ع)، وبالتالي تصوّروا أنّ لهم الحقّ في إبداء الرأي أو حتى الاعتراض الذي ربما كان ناجماً في بعض الاحيان عن احساس بالحسد الذي قلّما ينجو منه أفراد البشر. وليس ما نقوله هو مجرد ادعاء غير مستند الى الحقائق، بل إنّ الاخبار متوافرة على إثبات هذه الحقيقة، وقد مرّ فيما سبق رواية عن بريدة تؤكد أنّ خالد بن الوليد قد أرسله ليشكو عليّاً(ع) للنبيّ(ص)، ويبدو أنه كان يتحيّن مثل هذه الفرصة، لذا قال خالد لبريدة: إغتنمها، كما تبيّن الامر في أقوال الصحابة الذين حثّوا بريدة على هذه الشكاية وأعلموه بأنّ ذلك يسقط عليّاً (ع)من عيني النبي(ص) ، ممّا جعل النبيّ(ص) يخرج عليهم مغضباً ويخبرهم بأنّ من يؤذي علياً فانّما يؤذي شخصه الكريم (ص).

وجاء عن جابر: قام رسول الله (ص) الى علي بن أبي طالب يوم الطائف واطال مناجاته فرأى الكراهية في وجوه رجال، فقالوا: قد أطال مناجاته منذ اليوم، فقال: «ما انتجيته، ولكن الله انتجاه»([70]).

وعن زيد بن أرقم، قال: كانت لنفر من أصحاب رسول الله (ص) أبواب شارعة من المسجد، فقال يوماً: «سدّوا هذه الابواب إلاّ باب علي» فتكلم في ذلك ناس، فقام رسول الله (ص)فحمد الله وأثنى عيله، ثم قال: «أما بعد، فإني اُمرت بسدّ هذه الابواب غير باب علي، فقال فيه قائلكم، والله ما سددت شيئاً ولا فتحته، ولكن اُمرت بشيء فاتبعته»([71]).

وعن سعد بن أبي وقاص، قال،: كنت جالساً في المسجد، أنا ورجلين معي، فنلنا من علي، فأقبل رسول الله (ص) غضبان، يعرف في وجهه الغضب، فتعوذت بالله من غضبه، فقال: «ما لكم ومالي؟! من آذى علياً فقد آذاني»([72]).

وعن علي (ع) قال: «بينا رسول الله (ص) آخذ بيدي ونحن نمشي في بعض سكك المدينة، إذ أتينا على حديقة، فقلت: يا رسول الله(ص) ، ما أحسنها من حديقة! فقال: «إنّ لك في الجنة أحسن منها..»، فلما خلا لي الطريق اعتنقني ثم أجهش باكياً، قلت: يا رسول الله (ص) ، ما يبكيك؟! قال: «ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلاّ من بعدي»، قال: قلت يا رسول الله (ص) ، في سلامة من ديني؟ قال: «في سلامة من دينك»([73]).

وعن حيّان الاسدي قال: سمعت عليّاً يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: «إن الاُمّة ستغدر بك بعدي، وأنت تعيش على ملّتي. وتقتل على سنّتي، من أحبّك أحبّني، ومن أبغضك أبغضني، وإنّ هذه ستخضب من هذا»، يعني لحيته من رأسه.([74])

لقد كانت الارضية النفسية المعقّدة تستعد لمحاولة صرف الخلافة عن أهل البيت(ع)، وكان الحسد أحد الاسباب التي جعلت مسألة جمع الخلافة والنبوّة في بني هاشم من الاُمور التي لا تستسيغها نفوس أقوام استعظمت اجتماع الامرين في بيت واحد من قريش، رغم علم هؤلاء بأنّ هذا البيت هو الاحقّ بذلك، وقد تبين هذا الموقف جليّاً في عدّة محاورات جرت بين ابن عباس والخليفة الثاني، فقد روى عبد الله بن عمر، قال: كنت عند أبي يوماً وعنده نفر من الناس، فجرى ذكر الشعر، فقال: من أشعر العرب؟ فقالوا: فلان وفلان، فطلع عبد الله بن عباس فسلّم وجلس، فقال عمر: قد جاء الخبير! من أشعر الناس يا عبدالله؟ قال: زهير بن أبي سلمى. قال: فانشد مما تستجيده له، فقال: يا أمير المؤمنين، إنه مدح قوماً من غطفان يقال لهم بنوسنان، فقال:

لوكان يقعدفوق الشمس من كرم قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا

قوم أبوهم سنان حين تنسبهم طابوا وطاب من الاولاد ما ولدوا

إنس إذا أمنوا، جنّ إذا فزعوا مرزّؤون بهاليل إذا جهدوا

محسّدون على ما كان من نعم لا بنزع([75]) الله منهم ما له حسدوا

فقال: والله لقد أحسن، وما أرى هذا المدح يصلح إلاّ لهذا البيت من هاشم، لقرابتهم من رسول الله(ص). فقال ابن عباس: وفّقك الله يا أمير المؤمنين، فلم تزل موفقاً. فقال: يابن عباس! أتدري ما منع الناس منكم؟ قال: لا يا أمير المؤمنين، قال: لكني أدري، قال: ما هو يا أمير المؤمنين؟ قال: كرهت قريش أن تجتمع لكم النبوّة والخلافة، فتجخفوا جخفاً، فنظرت قريش لنفسها فاختارت ووفّقت فأصابت. فقال ابن عباس: أيميط أمير المؤمنين عني غضبه فيسمع؟ قال: قل ما تشاء، قال: أما قول أمير المؤمنين: إنّ قريشاً كرهت، فإنّ الله تعالى قال لقوم: (ذلك بأنّهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم)([76]) وأما قولك إنا كنّا نجخف، فلو جخفنا بالخلافة جخفنا بالقرابة، ولكنّا قوم أخلاقنا مشتقّة من خلق رسول الله (ص) الذي قال الله تعالى: (وإنّك لعلى خلق عظيم)([77])، وقال له: (واخفض جناحك لمن اتّبعك من المؤمنين)([78]). وأمّا قولك: فإنّ قريشاً اختارت، فإنّ الله تعالى يقول: (وربّك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة)([79])وقد علمت يا أمير المؤمنين أنّ الله اختار من خلقه لذلك من اختار، فلو نظرت قريش من حيث نظر الله لها، لوفّقت وأصابت قريش! فقال عمر: على رسلك يابن عباس، أبت قلوبكم يا بني هاشم إلاّ غشاً في أمر قريش لا يزول، وحقداً عليها لايحول. فقال ابن عباس: مهلاً يا أمير المؤمنين! لا تنسب هاشماً إلى الغش، فإنّ قلوبهم من قلب رسول الله (ص)الذي طهّره الله وزكّاه، وهم أهل البيت، الذين قال الله تعالى لهم: (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا) ([80]) وأما قولك: حقداً فكيف لا يحقد من غُصب شَيْؤُه، ويراه في يد غيره!

فقال عمر: أمّا أنت يابن عباس، فقد بلغني عنك كلام أكره أن اُخبرك به فتزول منزلتك عندي. قال: وما هو يا أمير المؤمنين؟ أخبرني به، فإن يك باطلاً، فمثلي أماط الباطل عن نفسه، وإن يك حقاً فإنّ منزلتي عندك لا تزول به.

قال: بلغني انّك لا تزال تقول: اُخذ هذا الامر منكم حسداً وظلماً، قال: أما قولك يا أمير المؤمنين: حسداً، فقد حسد إبليس آدم فأخرجه من الجنة، فنحن بنو آدم المحسود.

وأما قولك ظلماً، فأمير المؤمنين يعلم صاحب الحق من هو.

ثم قال: يا أمير المؤمنين! ألم تحتجّ العرب على العجم بحق رسول الله(ص) ! واحتجّت قريش على سائر العرب بحق رسول الله(ص) ؟ فنحن أحق برسول الله من سائر قريش.

فقال له عمر: قم الان فارجع إلى منزلك. فقام، فلما ولّى هتف به عمر: أيها المنصرف، إني على ما كان منك لراع حقّك.

فالتفت ابن عباس فقال: إنّ لي عليك يا أمير المؤمنين وعلى كل المسلمين حقّاً برسول الله ، فمن حفظه فحقّ نفسه حفظ، ومن أضاعه فحق نفسه أضاع...([81]).

وفضلاً عن ذلك، فإنّ من الحجج التي التمسها القوم لصرف الامر عن علي (ع)، هو قتله رؤوس المشركين في معارك الاسلام الكبرى، ممّا يدل على أنّ القلوب كانت ما تزال منطوية على ضغائنها رغم اعتناق الاسلام، وقد صرّح عثمان بن عفّان بذلك، فيما روى ابن عباس، قال: وقع بين عثمان وعلي (ع)كلام، فقال عثمان: ما أصنع إن كانت قريش لاتحبّكم، وقد قتلتم منهم يوم بدر سبعين، كأنّ وجوههم شنوف الذهب، تصرع أنفهم قبل شفاههم!([82])

اجراءات خط الاجتهاد
اجراءات خط الاجتهاد:

كانت تدابير (خطّ الاجتهاد في قبال النص) قوية وحاسمة في صرف الامر عن أهل البيت(ع)، وقد بدأت هذه الاجراءات قبل وفاة النبي (ص)، فبعد حادثة الغدير، أصبح من الواضح أنّ النبيّ(ص)يعدّ علياً (ع)لتولي أمر المرجعية الاسلامية المطلقة بعده، ليحلّ محلّ النبيّ(ص)في إدارة شؤون البلاد السياسية والعسكرية والاقتصادية والدينية بأجمعها، ثم أراد النبيّ(ص) بسبب مارآه من عصيان البعض وتقاعسهم في اللحاق ببعث اُسامة ـ بدافع من الشعور بأن مرض النبي (ص) قد يكون بداية النهاية لعصر الرسالة، وأنّ شخص النبيّ(ص)سيختفي من الساحة، وبذلك يتحتم أن يحلّ شخص آخر محله ـ وكان أصحاب الخط الاول قد بدأوا يقلقون من الامر فعلاً، فالنبيّ(ص) يتهيأ للانتقال إلى جوار ربه ويخلي الساحة، وهم يتهيأون لمغادرة المدينة المنورة إلى أرض بعيدة ضمن حملة عسكرية لا يعرفون نتائجها بالنسبة إلى مصائرهم، وبما أنّ علياً ومؤيديه لم يكونوا من ضمن هذه الحملة، فالامر الطبيعي أن يكتشف هؤلاء أنّ هذا التدبير من النبيّ(ص) كان مقصوداً لذاته، فإبعاد المعارضة عن مركز الحكم سوف يهيء الجوّ الملائم لتولي علي (ع)مهام الخلافة بعد رحيل النبي(ص) بسهولة ويسر، حتى إذا عادت البعثة العسكرية من مهمّتها بعد أيّام متطاولة، يكون الامر قد تمّ على أحسن وجه، وتمّت البيعة لعلي (ع)واستقرت الاُمور، فلا يبقى للمعارضة حينئذ إلاّ الاذعان للامر الواقع، والدخول فيما دخل فيه الناس.

لقد أدرك أصحاب الخط المعارض هذه الحقيقة، فراحوا يتثاقلون في إرسال بعث اُسامة. ورغم إلحاح النبيّ(ص) على الاسراع في إرسال هذا الجيش، وقوله المستمر: «انفذوا بعث اُسامة»، ممّا كان يعبّر عن قلق النبيّ(ص) من فشل تدبيره إذا عاجلته المنيّة قبل خروج البعث وابتعاد المعارضة عن مركز الحكم وانقطاع الاخبار عنها، ممّا دفع النبيّ(ص) في نهاية الامر إلى محاولة اتخاذ إجراء آخر يحسم به الموقف بشكل نهائي، ويعهد إلى عليّ(ع) بالامر من بعده في صورة كتاب خطّي لا يمكن تأويله أو دفعه، فبادر إلى الطلب من أصحابه بأن يأتوه بالقرطاس والدواة ليكتب لهم كتاباً لا يضلّون بعده كما مرّ خبره فيما سبق.

لم يكن من الصعب على خط الاجتهاد أن يكتشف فحوى هذا الكتاب، فالنبي (ص) على فراش الموت، وفي مثل هذه الحالة فإنه لا يتوقع منه إلاّ أن يكون الكتاب الذي يريد كتابته إنما هو وصيّته ـ كما هو متوقع ـ ولم يكن كلام النبي (ص)ليدل على أنّ الوصية تتعلق بشؤون الميراث أو ما شابه ذلك، لانّ قول النبيّ(ص): «لا تضلون بعده» يدل على أنّ الامر يتعلق بمستقبل الاُمة والدعوة الاسلامية، إذ الشريعة كانت متكاملة، وقد أخبر الله سبحانه وتعالى بذلك في قوله عزّ من قائل: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)([83]).

وبمقارنة قول النبيّ(ص): «لا تضلون بعده» بقوله في حديث الثقلين: «ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا»، أصبح من الواضح أنّ النبيّ إنّما يريد الوصاية لاهل بيته من بعده، وفي طليعتهم عميدهم علي(ع)، فعندها تصدّى أصحاب الخط المعارض بكل حزم وقوة لارادة النبيّ(ص)، زاعمين أنّ النبي(ص) يهذي ـ والعياذ بالله ـ بتأثير المرض([84]).

ولم يجد النبيّ(ص) ـ إزاء هذا التعسف ـ ما يفعله تعبيراً عن سخطه على هذا الاُسلوب في المعارضة سوى أن يطرد الجمع من مجلسه قائلاً لهم: «قوموا عني»!

وليس هذا مجرد استنتاج من عندنا، فقد صرّح عمر نفسه بذلك، فيما روى عنه ابن عباس، حيث قال: دخلت على عمر في أوّل خلافته، وقد اُلقي له صاع من تمر على خصفة، فدعاني إلى الاكل، فأكلت تمرة واحدة، وأقبل يأكل حتى أتى عليه، ثم شرب من جرّ كان عنده، واستلقى على مرفقة له، وطفق يحمد الله، يكرر ذلك، ثم قال: من أين جئت يا عبد الله؟ قلت: من المسجد، قال كيف خلّفت ابن عمّك؟ فظننته يعني عبدالله بن جعفر، قلت: خلّفته يلعب مع أترابه، قال: لم أعنِ ذلك، إني عنيت عظيمكم أهل البيت. قلت: خلّفته يمتح بالغرب([85]) على نخيلات من فلان، وهو يقرأ القرآن، قال: يا عبدالله، عليك دماء البُدن إن كتمتنيها; هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة؟ قلت: نعم، قال: أيزعم أن رسول الله(ص) نصّ عليه؟ قلت: نعم، وازيدك، سألت أبي عمّا يدّعيه، فقال: صدق، فقال عمر: لقد كان من رسول الله(ص)في أمره ذرو([86]) من قول لا يثبت حجة ولا يقطع عذراً، ولقد كان يربع في أمره وقتاً ما، ولقد أراد في مرضه أن يصرّح باسمه فمنعت من ذلك إشفاقاً وحيطة على الاسلام، لا وربّ هذه البنيّة، لا تجتمع عليه قريش أبداً; ولو وليها لا نتقضت عليه العرب من أقطارها، فعلم رسول الله (ص)انّي علمت ما في نفسه فأمسك، وأبى الله إلاّ إمضاء ما حتم.([87])

( [46] ) التوبة: 128 .

( [47] ) المستدرك على الصحيحين: 3/126 وقال: هذا حديث صحيح الاسناد، تاريخ بغداد: 4/348، 7/127، 11/48، 49 وقال الخطيب: قال القاسم: سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث فقال هو صحيح، اسد الغابة: 4/22، تهذيب التهذيب: 6/320، 7/427، كنز العمال: 6/152، فيض القدير: 3/46، مجمع الزوائد: 9/114، الرياض النضره: 2/193، كنوز الحقائق للمناوي:43، الصواعق المحرقة:73.

( [48] ) جامع الترمذي: 2/299، حلية الاولياء: 1/64، كنز العمال: 6/401.

( [49] ) مجمع الزوائد: 9/113 وقال: رواه الطبراني، ولا يخفى أن سؤال النبي لسلمان عن سرّ وصاية يوشع لموسى كان بهدف إظهار أعلمية علي (ع)، والسيرة النبوية لابن اسحاق: 825 ، باختلاف يسير في اللفظ، تحقيق الدكتور سهيل زكار.

( [50] ) الرياض النضرة: 2/194 وقال: أخرجه أحمد في المناقب.

( [51] ) تهذيب التهذيب لابن حجر: 7/338.

( [52] ) اسد الغابة: 6/22، الاستيعاب: 2/462، فيض القدير: 3/46، الرياض النضره: 2/194.

( [53] ) طبقات ابن سعد 2: 2 ص 101 عن أبي الطفيل، تهذيب التهذيب: 7/337، وقال فيه: سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء إلاّ أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلاّ وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار...، الاصابة: 4/270، الاستيعاب: 2/463، تفسير الطبري: 26/116، كنز العمّال: 1/228.

( [54] ) صحيح البخاري. باب تفسير قوله تعالى: ( ما ننسخ من آية أو ننسها) ، المستدرك: 3/305، مسند أحمد: 5/113، حلية الاولياء: 1/65.

( [55] ) المستدرك على الصحيحين: 3/135، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، طبقات ابن سعد: 2 قسم 2 ص 102، اُسد الغابة: 4/22، نور الابصار للشبلنجي: 73.

( [56] ) الرياض النضرة: 2/198، الاستيعاب لابن عبدالبر: 1/8 أورد عدة روايات عن عدد من الصحابة في هذا المعنى، وقال: وروي عن عمرمن وجوه: عليّ أقضانا.

( [57] ) الاستيعاب: 2/463 .

( [58] ) المستدرك على الصحيحين: 3/111 و 499، الاستيعاب: 3/173، الطبقاب الكبرى: 3/15، مسند احمد: 1/368، تهذيب التهذيب: 3/475، اُسد الغابة: 4/20،، كنز العمال: 5/295، الرياض النضرة: 2/191، مجمع الزوائد: 5/321، سنن البيهقي: 6/207.

( [59] ) مغازي الواقدي: 1/147 تسمية من قتل من المشركين ببدر، السيرة النبوية لابن هشام: 1/ 708 .

( [60] ) تاريخ الطبري: 2/514، الكامل لابن الاثير: 2/154، سيرة ابن هشام : 2/100، الرياض النضرة: 3/137، المعجم الكبير للطبراني 1/297 ح 941، تاريخ دمشق: ترجمة الامام علي (ع) كفاية الطالب للكنجي: 227 باب 69 عن الامام الباقر (ع)، مناقب الخوارزمي: 167 ح 200، وقعة صفين: 478، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 14/251 وقال: قد روى هذا الخبر جماعة من المحدثين وهو من الاخبار المشهورة.

( [61] ) السيرة النبوية لابن هشام : 2 /244، تاريخ الطبري 2/573، الكامل لابن الاثير: 2/181 المستدرك 3/32.

( [62] ) الاحزاب: 25 .

( [63] ) ميزان الاعتدال: 2/17.

( [64] ) الانبياء: 89 .

( [65] ) شرح نهج البلاغة: 13/283 ـ 284.

( [66] ) تاريخ الطبري: 3/11 حوادث سنة سبع للهجرة، غزوة خيبر. الكامل لابن الاثير: 2/219، سيرة ابن هشام: 2/ 334.

( [67] ) المستدرك على الصحيحين: 3/37 كتاب المغازي، وصححها ووافقه الذهبي في التلخيص.

( [68] ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 13/278.

( [69] ) مجمع الزوائد: 6/180وقال رواة ابو يعلى والطبراني في الاوسط: ورجالها رجال الصحيح غير عمران بن دوار.

( [70] ) المعجم الكبير للطبراني: 2/186، تاريخ دمشق لابن عساكر: 2/312.

( [71] ) المستدرك على الصحيحين: 3/15.

( [72] ) مجمع الزوائد: 9/29 وقال: رواه ابو يعلى والبزار باختصار، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير محمود بن خداش وقنان، وهما ثقتان.

( [73] ) مجمع الزوائد: 9/118.

( [74] ) المستدرك: 3/142، صححه ووافقه الذهبي.

( [75] ) في المصدر (لا بنزع...) وهذه لا تلائم الوزن الشعري، والصحيح: لا ينزع .

( [76] ) سورة محمّد: 9 .

( [77] ) القلم: 4 .

( [78] ) الشعراء: 215.

( [79] ) القصص: 68.

( [80] ) الاحزاب: 33.

( [81] ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 12/52.

( [82] ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 9/22.

( [83] ) المائدة: 3 .

( [84] ) من الواضح من الروايات أن عمر بن الخطاب قد قال: إن النبي ليهجر، أي يهذي، وقد أحس المحدثون بشناعة هذه الكلمة، فابدلوها في بعض الروايات التي تكشف عن أن القائل هو عمر، بعبارة: غلبه الوجع.

( [85] ) المتح: جذبك الرشاء تمد بيد وتأخذ بيد على رأس البئر، كتاب العين: 3: 196، والغرب: الدلو.

( [86] ) ذرو: طرف.

( [87] ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 12 / 20 ـ 21 وقال: ذكر هذا الخبر أحمد بن أبي طاهر صاحب كتاب تاريخ بغداد في كتابه مسنداً.

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page