30 ـ قال : حدّثنا عبد الله بن هشام ، قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن موسى بن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، قال :
( كان ملك الكرّوبين يقال له : فطرس ، وكان الله عزّ وجلذ بمكان فأرسله برسالة فأبطأ فكسر جناحه فألقاه بجزيرة من جزائر البحر ، فلمّا ولِد الحسين بن علي ( عليه السلام ) أرسل الله عزّ وجلّ جبرئيل في ألف من الملائكة يهنّئون رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بمولود ، ويخبرونه بكرامته على ربّه عزّ وجلّ ، فمرّ جبرئيل بذلك الملك ، فكان بينهما خلّة ، فقال فطرس : يا روح الله الأمين ، أين تريد ؟
قال : إنّ هذا النبيّ التهامي وهب الله عزّ وجلّ له ولداً استبشر به أهل السماوات وأهل الأرض ، فأرسلني الله تعالى إليه أُهنّيه وأخبره بكرامته على ربّه عزّ وجلّ ، قال : هل لك أن تنطلق بي معك إليه يشفع لي عند ربّه فإنّه سخيّ جواد ، فانطلق الملك مع جبرئيل ( عليه السلام ) فقال : إنّ هذا ملك من الملائكة الكرّوبين كان له من الله تعالى مكان فأرسله برسالة فأبطأ فكسر جناحه وألقاه بجزيرة من جزائر البحر ، وقد أتاك لتشفع له عند ربّك ، فقام النبي ( صلّى الله عليه وآله ) فصلّى ركعتين ودعا في آخرهن :
اللهمّ إنّي أسألك بحقّ كل ذي حقّ عليك ، وبحقّ محمد وأهل بيته ، أن ترد على فطرس جناحه وتستجيب لنبيّك وتجعله آية للعالمين ، فاستجاب الله تعالى لنبيّه ( صلّى الله عليه وآله ) وأوحى إليه أن يأمر فطرس أن يمرر جناحه على الحسين ( عليه السلام ) ، فقال رسول الله لفطرس : امرر جناحك الكسير على هذا المولود ففعل فسبح فأصبح صحيحاً ، فقال : الحمد لله الذي مَنّ عليَّ بك يا رسول الله ، فقال النبي لفطرس : أين تريد ؟ فقال : إنّ جبرئيل أخبرني بمصرع هذا المولود وإنّي سألت ربّي أن يجعلني خليفة هناك .
قال : فذلك الملك موكّل بقبر الحسين ( عليه السلام ) ، فإذا ترحّم عبد على الحسين أو تولّى أباه أو نصره بسيفه ولسانه ، انطلق ذلك الملك إلى قبر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فيقول : أيّتها النفس الزكية فلان بن فلان ببلاد كذا وكذا يتولّى الحسين ويتولّى أباه ونصره بلسانه وقلبه وسيفه ، قال : فيجيبه ملك موكّل بالصلاة على النبيّ أن بلّغه عن محمد السلام وقل له : إن متَّ على هذا فأنت رفيقه في الجنّة ) (1) .
___________
( 1 ) روى صدره في الخرائج 1 : 253 ، عنه البحار 44 : 182 ، وابن قولويه في الكامل : 66 ، والصدوق في أماليه : 118 ، عنهما البحار 42 : 243 ، 101 : 367 .
الجزء السابع - القسم الثلاثون
- الزيارات: 1132