33 ـ قال إبراهيم بن أبي محمود :
( فقلت للرضا ( عليه السلام ) : يا بن رسول الله ، إنّ عندنا أخباراً في فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وفضلكم أهل البيت ، وهي من رواية مخالفيكم ولا نعرف مثلها عندكم ، أفندين بها ؟ فقال : يا بن أبي محمود ، لقد أخبرني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليهم السلام ) : أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قال : مَن أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله ، وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس .
ثمّ قال الرضا ( عليه السلام ) : يا بن أبي محمود ، إنّ مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا وجعلوها على أقسام ثلاثة : أحدها الغلوّ ، وثانيها التقصير في أمرنا ، وثالثها التصريح بمثالب (1) أعدائنا ، فإذا سمع الناس الغلوّ فينا ، كفّروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيّتنا ، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا ، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا (2) بأسمائنا ، وقد قال الله عزّ وجلّ :
( وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ) (3) ، يا بن أبي محمود ، إذا أخذ الناس يميناً وشمالاً فالزم طريقتنا ، فإنّ مَن لزمنا لزمناه ، ومَن فارقنا فارقناه ، إنّ أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة : هذه نواة ، ثمّ يدين بذلك ويتبرّأ (4) ممّن خالفه ، يا بن أبي محمود ، احفظ ما حدّثتك به ، فقد جمعت لك فيه خير الدنيا والآخرة ) (5) .
___________
( 1 ) و ( 2 ) ثلبه : لامه وعابه .
( 3 ) الأنعام : 108 .
( 4 ) في العيون : يبرأ .
( 5 ) رواه الصدوق في العيون 1 : 304 .
الجزء السابع - القسم الثالث والثلاثون
- الزيارات: 1053