2 ـ قال : حدّثنا محمد بن الأسود ، عن محمد بن مروان ، عن محمد بن السايب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) ، قال : ( أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممّن قد آمن بالنبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقالوا : يا رسول الله ، إنّ مَنازلنا بعيدة لا نجد أحداً يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد ، وإنّ قومنا لمّا رأونا صدَّقْنا الله ورسوله وتَرَكْنا دينَهم أظهروا العداوة ، وأقسموا أن لا يُخالِطُونا ولا يواكلونا ، فشَقّ علينا . فبينا هم يشكون إلى النبي ( صلّى الله عليه وآله ) إذ نزلت هذه الآية على رسول الله : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (1) ، ويؤذن بالصلاةِ صلاةِ الظهر .
وخرج رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) إلى المسجد والناس يُصلّون بين راكع وساجد وقائم وقاعد ، فإذا مسكين يسأل ، فدخل رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فقال : أعطاكَ أحدٌ شيئاً ؟ قال : نعم ، قال : ذاك الرجل القائم ، قال : على أيّ حالٍ أعطاكَه ؟ قال : وهو راكع ، قال : وذلك علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : فكبّر رسول الله عند ذلك ، ثمّ قرأ ( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا ... ) (2) الآية ، فأنشأ حسّان بن ثابت يقول في ذلك :
أبا حسنٍ تفديكَ نفْسي ومُهجتـي وكـلّ بطيءٍ في الهُدى ومُسارِعِ
أيذهب ُسعـيٌ في مديحِكَ ضائعاً وما المَدحُ في جَنْبِ الإله بِضايعِ
فأنتَ الذي أعطيتَ إذ كُنتَ راكِعاً فَدتْكَ نفوسُ القومِ يا خَيرَ راكـعِ
فأنْزَلَ فيــكَ اللهُ خَيرَ ولايــةٍ فثبَّتَها في مُحكماتِ الشَّرائعِ ) (3)
_______________
( 1 ) المائدة : 55 .
( 2 ) المائدة : 56 .
( 3 ) رواه البحراني في البرهان 1 : 482 عنه الطبرسي ، وفي البرهان 1 : 484 عن الخوارزمي ، روى صدره في تفسير فرات : 39 .
الجزء العاشر - القسم الثاني
- الزيارات: 1371