3 ـ قال : حدّثنا محمد بن سليمان ، قال : حدّثنا عمّي (1) ، قال : ( لمّا خِفنا أيام الحجاج (2) خرج نَفَرٌ منّا من الكوفة مشرَّدين (3) ، وخرجتُ معهم ، فصرنا إلى كربلاء وليس بها موضع نسكنه ، فبنينا كوخاً على شاطئ الفرات وقلنا : نأوي إليه ، فبينا نحن فيه إذ جاءنا رجل غريب ، فقال : أصير معكم في هذا الكوخ الليلة فإنّي عابِر سبيل ، فأجبناه وقلنا : غريبٌ منقطعٌ به ، فلمّا غربت الشمس وأظلم الليل أشْعَلْنا ـ وكنّا نُشْعِل بالنفط ـ ، ثمّ جلسنا نتذاكر أمر الحسين ومصيبته وقتله ومَن تولاّه ، فقلنا : ما بقي أحدٌ من قتلة الحسين إلاّ رماه الله ببليّة في بدنه ، فقال ذلك الرجل : فأنا كنتُ فيمن قتله ، والله ما أصابني سوء وإنّكم يا قوم تكذبون .
قال : فأمسكنا عنه ، وقَلَّ ضوء النفط ، فقام ذلك الرجل ليُصلِح الفتيلة بإصبعه فأخذت النار كفّه ، فخرج ونادى حتى ألقى نفسه في الفرات يتغوّص به ، فوالله لقد رأيناه يدخل نفسه (4) في الماء والنار على وجه الماء ، فإذا أخرج رأسه سرت النار إليه ، فيغوصه إلى الماء ثمّ يخرجه فتعود إليه ، فلم يزل دأبه ذلك حتى هلك ) (5) .
______________
( 1 ) في الأصل : عمر .
( 2 ) في الأمالي : الحج .
( 3 ) في الأمالي : مستترين . أقول : شَرَّدَه : طَرَدَه ونَفَرَه .
( 4 ) في الأمالي : رأسه .
( 5 ) رواه الشيخ في أماليه 1 : 164 .
الجزء الحادي عشر - القسم الثالث
- الزيارات: 1686