هلك «أسرار أحمد» زعيم حزب التنظيم الإسلامي الذي أحدث خطابه المهين للإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ضجة في الأوساط الإسلامية الباكستانية عن 78 عاما.
وأفاد تقرير لوكالة أنباء أهل البيت(ع) – ابنا – أن "أسرار أحمد" الذي كان يشكو مشاكل في العمود الفقري، ويعاني من القلب، تعرض مساء أمس لآلام مبرحة لكنه لم يسمح بنقله إلى المستشفى، وفضل أن يزوره الطبيب في فراشه. لكنه توفى في الساعة الثالثة صباحا.
وأسرار أحمد الذي يدعي أنه خليفة "أبو الأعلى المودودي" بل وأفضل منه، مع أنه ليس لديه أي دراسة في مجال القرآن وعلوم الحديث والتفسير!! شارك قبل عامين في برنامج تلفزيوني وقام بإهانة أمير المؤمنين(ع) مستندا إلى حديث موضوع في "سنن الترمذي" حول آية "ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى"، مما أثار غضب المسلمين الباكستانيين شيعة وسنة.
وبعد عرض هذا البرنامج منعت قناتي "اي.آر.واي" و"كيو.تي.وي" التلفزيونيتين مشاركة أسرار أحمد في برامجها، وأقيمت في مدينة كراجي تجمعات احتجاجية على هذا البرنامج.
ولقد رد "العلامة إمداد الله نعيمي" وهو من علماء السنة في هذا البلد ورئيس "هيئة علماء منهاج القرآن في ولاية البنجاب" على هذا الادعاء السخيف قائلا: "نحن ندين بشدة تعدي الدكتور أسرار أحمد على الإمام علي ـ رضي الله عنه ـ والوعّاظ المبتدئين الذين ليس لديهم أدنى دراية بعلم الحديث ينبغي عليهم الاحتياط في الاستناد الى الأحاديث؛ لأنم يعجزون عن إدراك المسائل الدقيقة في الأحاديث، ولا يعلم هؤلاء ما هو رأي علماء الحديث في الحديث الفلاني فينبغي عليهم الاحتياط في التعامل معه؟".
وأضاف قائلا: "الإمام علي – كرّم الله وجهه – أحد أركان آل بين النبي (ص)، وهو أمير المؤمنين، وباستثناء البعض الذي يحملون أفكار الخوارج فإن جميع المسلمين يرون أن حب "سيدنا علي" فرض وواجب عليهم. والتجرؤ عليه يؤذي أبنا الأمة الإسلامية".
توضيح مختصر حول الأحاديث الموضوعة:
ينبغي الالتفات الى هذه النقاط:
أولا: بعد رحيل النبي الأكرم (ص) منعت بعض الجهات تدوين الحديث النبوي واستمر المنع لعدة عقود، ثم بدأ تدوين الحديث عند أهل السنة. لذا فإن هناك فاصل زمني طويل بين عصر جمع وتدوين الحديث وعصر صدور الحديث في حياة النبي (ص).
ثانيا: استخدم بنو أمية وبنو العباس جمعا من الوضّاعين والكذابين لصناعة الأحاديث المزورة المعادية لأهل البيت (ع) مما أدى الى وجود كم كبير من الأحاديث المنكرة في كتب الصحاح والمسانيد والسسن ومنها "سنن الترمذي".
ثالثا: هناك فرق بين الشيعة وأهل السنة – بغض النظر عن استفادة الشيعة من الثقل الأصغر وهم الأئمة المعصومون (ع) – وهذا الفرق هو أن الشيعة لا يؤمنون بصحة كل ما جاء في كتبهم الروائية (من قبيل الكافي، ومن لا يحضره الفقيه، والتهذيب)، بل يعرضون ما فيها على القرآن الكريم، والعقل، ويطبقون عليها علم الرجال، لكن أهل السنة فإنهم الكثير منهم يرون أن كل ما جاء في الصحاح فهو صحيح حتى لو تعارض مع القرآن، والعقل، والتاريخ.
وآية التطهير "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (احزاب ـ 33)" من الآيات القرأنية التي يتعرف علماء السنة قدماء ومعاصرين بنزولها في أصحاب الكساء الخمسة ومنهم الإمام علي (ع)، وهذه الآية الشريفة تدل بوضوح على أن حديث سنن الترمذي الذي استند إليه أسرار أحمد ما هو الا حديث كاذب موضوع.