طباعة

علي(عليه السلام) يشكو ظلامته وطمس دوره في الفتوحات

تعامل علي وأهل البيت(عليهم السلام) مع الموجة القرشية ضدهم بعد النبي(ص) بنبل رسالي، ونفذوا ما أمرهم به حبيبهم النبي(ص) ، وسجلوا صبراً لا نظير له، فكظموا غيظهم وصبَّروا أنصارهم، وارتفعوا على جراحهم، فعملوا مخلصين في تسيير سفينة الإسلام وفتوحاته !
قال عليٌّ(ع) في كتابه إلى أهل مصر مع مالك الأشتر لما ولاه إمارتها: « أما بعد فإن الله سبحانه بعث محمداً(ص) نذيراً للعالمين، ومهيمناً على المرسلين، فلما مضى تنازع المسلمون الأمر من بعده، فوالله ماكان يلقى في روعي ولا يخطر ببالي أن العرب تزعج هذا الأمر من بعده(ص) عن أهل بيته ولا أنهم مُنَحُّوهُ عني من بعده، (يقصد(ع) أن هذا كان أمراً لايتصور) فما راعني إلا انثيال الناس على فلان يبايعونه، فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام، يدعون إلى محق دين محمد(ص) ! فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً أوهدماً تكون المصيبة به عليَّ أعظم من فوت ولايتكم، التي إنما هي متاع أيام قلائل، يزول منها ما كان كما يزول السراب، أوكما يتقشع السحاب، فنهضت في تلك الأحداث، حتى زاح الباطل وزهق، واطمأن الدين وتَنَهْنَهْ» . ( نهج البلاغة:3/118) .
وفي رواية المسترشد للطبري الشيعي/412:« ورأيت الناس قد امتنعوا بقعودي عن الخروج إليهم، فمشيت عند ذلك إلى أبي بكر فتألفته، ولولا أني فعلت ذلك لباد الإسلام، ثم نهضت في تلك الاحداث حتى أناخ الباطل وكانت كلمة الله هي العليا ولو كره المشركون ».
ثم سجل علي(ع) ظلامته للتاريخ، فقال كما في شرح النهج:20/298:«قال له قائل: يا أمير المؤمنين أرأيت لوكان رسول الله(ص) ترك ولداً ذكراً قد بلغ الحلم، وآنس منه الرشد، أكانت العرب تسلم إليه أمرها؟ قال: لا، بل كانت تقتله إن لم يفعل ما فعلت، ولولا أن قريشاً جعلت إسمه ذريعة إلى الرياسة، وسلماً إلى العز والأمرة، لما عبدت الله بعد موته يوماً واحداً، ولارتدت في حافرتها، وعاد قارحها جذعاً، وبازلها بكرًا، ثم فتح الله عليها الفتوح فأثْرت بعد الفاقة، وتمولت بعد الجَهد والمخمصة، فحسن في عيونها من الإسلام ما كان سمجاً، وثبت في قلوب كثير منها من الدين ما كان مضطرباً، وقالت: لولا أنه حق لما كان كذا، ثم نسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها وحسن تدبير الأمراء القائمين بها، فتأكد عند الناس نباهة قوم وخمول آخرين، فكنا نحن ممن خمل ذكره، وخبت ناره، وانقطع صوته وصيته، حتى أكل الدهر علينا وشرب، ومضت السنون والأحقاب بما فيها، ومات كثير ممن يعرف، ونشأ كثير ممن لا يعرف!
وما عسى أن يكون الولد لوكان ! إن رسول الله(ص) لم يقربني بما تعلمونه من القُرْب للنسب واللحمة، بل للجهاد والنصيحة، أفتراه لوكان له ولد هل كان يفعل ما فعلت! وكذاك لم يكن يَقْرُب ما قَرُبْتُ، ثم لم يكن عند قريش والعرب سبباً للحظوة والمنزلة، بل للحرمان والجفوة . اللهم إنك تعلم أني لم أرد الأمرة ولا علو الملك والرياسة، وإنما أردت القيام بحدودك، والأداء لشرعك، ووضع الأمور في مواضعها، وتوفير الحقوق على أهلها والمضي على منهاج نبيك وإرشاد الضال إلى أنوار هدايتك ».انتهى .
س: ما رأيكم في هذا المنطق والحجج لأمير المؤمنين علي(ع) ؟!
شاكر
موسوعة اسئلة الشیعة من اهل السنة

المأخذ : www.alsoal.com

» بطاقات : مولد الامام علي (ع) / عيد الغدير / استشهاد

» معرض الصور : نجف الشرف

» المكتبة الصوتي

» نهج البلاغة / اية المباهلة

» السيرة / مقالات / كتب

» خاص لمولد الامام علي (ع) / خاص ليوم الغدير